المذيـع القطـري كفـو
محمد عادل استخدم في صغره مسجلا (كاسيت) صغيراً لتسجيل صوت مذيعي إذاعة قطر، وما لبث بعد سنوات أن أصبح رئيسا لـ«قسم المذيعين» فيها حاملا بسنه الصغيرة طموح إعلامي شاب حركته اللغة العربية، التي درسها، إلى الأمام.هو جبر صالح رئيس قسم المذيعين بإذاعة قطر الذي أكد على أن المذيع القطري «كفو» عندما يلتحق بالعمل الإعلامي وهو يمتلك الأساسيات التي تؤهله لذلك، مشيرا إلى أن كثرا يتمنون الالتحاق بالإذاعة ولكن كعمل إضافي الأمر الذي يتعارض مع طبيعة الالتزام المطلوب فيها، منوها في الوقت عينه إلى أن الإذاعة تمتلك 25 مذيعا وتطمح لرفد هذا القطاع بكوادر قطرية بشكل أكبر. . الوطن التقت جبر صالح للحديث في قضايا إعلامية وإذاعية في الحوار التالي: بداية، لماذا اخترت العمل في المجال الإذاعي رغم وجود عروض أخرى من قنوات تليفزيونية لديك؟ -التحاقي بهذا المجال كان لرغبة كبيرة في التواجد في مجال التقديم الإذاعي، وتحولت الأمنية إلى حقيقة وذلك بتوفيق من الله، وساعدني في ذلك تخصصي الدراسي والذي كان اللغة العربية والإعلام، وكانت خطوة الإذاعة ممهدة لها أكاديميا. وبغض النظر عن التخصص، فهناك رغبة موجودة منذ الصغر، وكنت أسجل البرامج على كاسيت، وكنت أسمع هذه التسجيلات كثيرا، ومن الناس الذين سجلت أصواتهم عبد العزيز محمد، وحبي للإذاعة جعلني أعمل فيها رغم وجود عروض أكبر من خارجها خاصة فيما يتعلق بالجانب المادي، ولكن حبي لهذا الكيان وطبيعة العمل فيه تجعلني مصرا على التمسك به وعدم تركه أبدا. معوقات طريق الميكرفون ما المعوقات التي تعيق الشاب القطري عن الالتحاق بالعمل الإذاعي خاصة خلف الميكرفون؟ -الإذاعة لا تضع أي معوقات، المعوقات تأتي من الشخص الذي يقبل على هذا العمل كالخجل الاجتماعي. كما يهم، لمن يريد الالتحاق بهذا المجال أن يكون لديه كم كبير من الاطلاع والمعرفة وذلك ليكون قادرا على التقديم بشكل سليم، وبالنسبة للفتيات، فما زال العرف والعادات والتقاليد مسيطرة على هذا المجال رغم وجود أصوات قطرية ناجحة، كما أن المردود المادي القليل مقارنة ببعض المجالات الأخرى يكون سببا لعزوف بعض الشباب عن العمل الإذاعي، وفي المجمل اعتقد أن حب هذا المجال هو السبيل لدخوله، والإطلاع وتثقيف النفس والتدريب هي سبل الاستمرار فيه. وهل يتقدم شباب قطريون للعمل في الإذاعة؟ -المذيع القطري كفو، خاصة من يمتلك مقومات العمل الإذاعي الأساسية نجد أنه لا ينقصه شيء، وكل من يأتي إلينا نقيم له اختبار صوت وتقديم ومعلومات لنرى قدرته على المشاركة معنا في مسيرة العمل الإذاعي، وكثيرون لديهم القدرة ولكنهم لا يحبون الإذاعة كإذاعة بحيث تكون مجرد عمل إضافي وهذا يتعارض مع الالتزام المطلوب فيها، ولا تستطيع الإذاعة أن يكون فيها عدد كبير من المتعاونين، وكما ذكرت يجب على من يقبل على هذا العمل أن يكون دافعه الأول هو حب المجال ومحاولة الإبداع فيه، وتقديم المزيد دائما. أصوات من الخارج هل تم مؤخرا دعم الإذاعة بأصوات من خارج قطر؟ -في الفترة الماضية لدينا تبادل مذيعين مع دول مجلس التعاون، وحضر بعض المذيعين كفترة مؤقتة، وهذا أمر يخلق نوعا من تبادل الخبرات بين دول مجلس التعاون، وهذا التبادل يخلق حالة من التجدد والحيوية في أصوات الإذاعة والتي نسعى أن تكون قطرية بالتأكيد خاصة أن المذيع القطري مؤهل لذلك. كم مذيعاً في إذاعة قطر الآن؟ - 25 مذيعا، وحاليا هذا العدد كافٍ، ولدينا الرغبة في الإذاعة أن يلتحق الكثير من القطريين وهو الأمر الذي يعود لقرار الشخص المتقدم، وهذا الكيان الإعلام يرحب بالجميع ونعتبرها أكاديمية، والشخص الذي يدخلها يتطور سريعا على كافة الأصعدة، ويكفي العمل تحت اسم إذاعة رسمية عريقة كإذاعة قطر، فالفوائد الإعلامية جمة، كما أننا نعمل كفريق عمل واحد وهو أمر مريح نفسيا للجميع ومن أفضل ما تقدمه الإذاعة للعاملين فيها. هل تقيمون دورات للمذيعين؟ -بالتأكيد هناك دورات داخلية للمذيعين الملتحقين حديثا بالقسم، وهناك دورات خارجية ومنها اتفاقية بين مركز الجزيرة للتدريب والمؤسسة القطرية للإعلام والتطوير لعقد دورات لجميع العاملين، كما أن الأكثر خبرة يتابع الملتحق حديثا بالقسم ويمنحه خبرته في هذا المجال الذي تتراكم فيها الخبرات وتجعل من الشخص إعلامي ناجح قادر على التواصل مع الجمهور بشكل مميز وفعال وغير ممل. رأي الجمهور وهل تأخذون رأي الجمهور في تقييم المذيعين؟ -الأمر نسبي، ولذلك لا نأخذ القرار بشكل كامل من خلال رأي المستمعين، كون المذيع الذي يقبله البعض لا يتقبله آخرون، وهناك لجان لهذا الأمر، والهم الأول والأخير هو إرضاء المستمع ولذلك فالكثير من القضايا وأفكار البرامج تكون من خلالهم، بالإضافة إلى اهتمامانا برأيهم في المذيعين ولكن القرار باستبعاد المذيع يأتي بعد مراحل عديدة. المذيع الفاشل متى يكون المذيع فاشلا؟ -إذا شعر هو أنه فاشل، فمن يخرج على الهواء وهو مهزوز وغير واثق في نفسه ولا يمتلك القدرة على إدارة حوار هو أول من يشعر بذلك، وإن استمر هذا الشعور عليه أن يترك الإذاعة كونه لن يحقق طموحه فيها. كيف تتعامل مع المذيعين؟ -نحن زملاء ونوجه دائما لمصلحة العمل، وجميعنا يتقبل الملاحظات، وكما ذكرت فروح الفريق الواحد تحكمنا وتحركنا جميعا لتقديم الأفضل، واعتقد أن النقد البناء هو السمة الأهم في عملنا الإعلامي.
الوطن
|
|
|