الصّنو المفقود

أ. محمد مغناجي

سيأتي صنوي الذي  اصطحب الرحلة هل جميل ما كتبت عمان على حدائق العجب، أو خطت دمشق من قبلها على جفوة الإحساس كأنها لبان رءوم أكاد يغشى عليّ من الوجد، مسجد في حارة الروح وشارع شعبي قديم، ذكرتني  كل الشوارع بيروت، بسكرة، نخلة أغمضت جفنيها على سيدي عقبة، لما تراوحت مآذن الأردن الهاشمية، ولاح ريقها المضيء، تبدى المجسد العتيق، مسجد الفاتح عقبة، أرخى الصباح أمواجه الهوائية الباردة، وتنفست حصون الحنين كلها، لم يعد ما أستنشقه سوى أحرفي، أودعت سر هده الذات التي تجو هره في بحر السؤال، ما متعة المياه دون سفر؟إلى أين، ومتى؟رغم صعابه الجمة، ومخاطره التي تحتويها عجلات المسافات رغم أن به معنى خفيا لا نهائيا، يرقد السفر في نواة الجسد، كلما سافرت ترتاح، تستظل شجرة بفكرة، كما قال توفيق الحكيم نترك عطرنا المجنون على مشاعر النخل والسكان، نستنسخ صورنا الجميلة والقبيحة الصادقة والكاذبة على ضمير المدينة التي احتضنتنا لثوان ثم مضت،  إنه السر الحقيق والأبدي السفر، المتحرك الثابت في عين التعبير والترحال...