|

الجامعة العربية تؤكد أهمية حماية اللغة العربية لارتباطها بالسيادة والانتماء
أحمد إسماعيل
كرمت وزارة التربية والتعليم المصرية عددًا من طلبة مصر وسلطنة عمان والسودان، خلال احتفالية استضافتها الجامعة العربية خاصة بتكريم الطلبة الفائزين في مسابقة التحدث باللغة العربية الفصحى والخطابة والإلقاء الشعري وتعميق دراسة النحو".
من جانبه، أكد الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أهمية حماية اللغة العربية، كأحد أولويات العمل العربي المشترك على جميع المستويات ومختلف الأصعدة لارتباطها بالسيادة والانتماء للأمة العربية.
وقال، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه المستشار سعيد الحاضي بالجامعة العربية، إن الجامعة قد أولت منذ نشأتها وماتزال مسألة النهوض باللغة العربية اهتماما كبيرًا، منوهًا بمشروع "النهوض باللغة العربية لتوجه نحو مجتمع المعرفة "الذي وافقت عليه قمة دمشق عام 2008 وأقرته قمة الدوحة عام 2009، حيث أنجزت الجامعة العربية تنفيذا لهذا القرار العديد من بنود ومحاور هذا المشروع وذلك بالتنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم"الأليكسو".
وشدد العربي على ضرورة الحفاظ على مكون اللغة العربية وإيلاء اللغة العربية الفصحى التي ترتبط بتاريخنا وثقافتنا وهويتنا اهتمامًا كبيرًا ورعاية متواصلة لتطويرها والنهوض بها نظرًا لما تعانيه من تراجع وتحديات تهدف إلى تشويهها وإضعافها في ظل العولمة وانتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة وهيمنة اللغات الأجنبية الأخرى بالإضافة إلى ظاهرة انتشار اللهجات العامية في أنماط الفنون الأدبية بدلا من اللغة العربية الفصحى.
وحذر العربي من خطورة هذه المحاولات التي تريد النيل من مكانة اللغة العربية وتقزيمها بين لغات الأمم، موضحًا في الإطار ذاته أنه لا أحد ينكر أهمية تعلم اللغات العالمية الحية الأخرى والانفتاح عليها بل واتقانها ولكن دون التفريط أو إهمال اللغة العربية الأصيلة المرتبطة بمفهوم الهوية والثقافة العربية.
وأضاف العربي أن التنافس على اتقان اللغة العربية الفصحى وتعميق دراسة النحو وفنون الخطابة والإلقاء الشعري يدعو إلى التفاؤل بمستقبل واستمرار إشعاع الأمة بتوهج لغتها العربية، معربًا عن تطلعه إلى دور أكبر لهؤلاء الفائزين للإسهام بفاعلية في بناء مجتمع المعرفة، كون اللغة هي أداة من أدوات المعرفة ووعاء الفكر البشري ومرآة عاكسة للحضارة الإنسانية ووسيلة للتواصل بين البشر.
كما أضاف أن اللغة أيضًا هي الأساس في وحدة الأمة وترابط المجتمع والمحافظة على هويته وكيانه كون اللغويون يعتبرونها حلقة من سلسة النشاط الإنساني المنتظم وجزء من السلوك الإنساني.
وذكر العربي في كلمته بأن منظمة اليونسكو قد قررت عام 2012 بأن كون يوم 18 ديسمبر من كل عام يوما للغة العربية يتم الاحتفال به وذلك من منطلق انه اليوم الذي قررت فيه الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1973 اعتبار اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية لها وللمنظمات التابعة لها، داعيًا وسائل الإعلام العربية وكذلك المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية العمل على إبراز هذه المناسبة والاحتفال بها من خلال برمجة أنشطة تماهي مع الحدث وتنسجم مع الطموحات.
وتابع: وذلك لاستمالة الطلبة والجهات المعنية بالتربية والتعليم لاهتمام أكثر بمستقبل اللغة العربية للنهوض بها والحفاظ على جماليتها ورونقها .
ووجه العربي الشكر لوزارة التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية على جهودها المتواصلة لدعم اللغة العربية ورعاية المتفوقين والموهوبين من الطلاب العرب في مجال اللغة العربية الفصحى والخطابة والالقاء الشعري وقواعد النحو، معربًا عن تطلعه أن تكون المشاركة العربية في هذه المسابقة مكثفة خلال العام القادم لتعزيز روح التنافس بين الطلبة العرب، ولإبراز مهاراتهم اللغوية والخطابية والنحوية في سبيل تنمية وتطوير اللغة العربية الفصحى للحفاظ على مكانتها التي تستحقها بين اللغات العالمية كون تقدم الامة يقاس بإزدهار الآداب والفنون بها.
ومن جانبه أكد الدكتور محب الرافعى وزير التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية أهمية هذه الاحتفالية كونها تأتي بعد أن شهد العالم المؤتمر الاقتصادي الذي عقد بشرم الشيخ لدعم الاقتصاد المصري والذي شاركت فيه دول العالم تقديرا لعظمة مصر ومكانتها والذي شهد الجميع بنجاحه.
وقال الرافعي –في كلمته أمام الاحتفالية والتي القاها نيابة عنه الدكتور أحمد السعيد شلبي مستشار اللغة العربية بالوزارة-أنه أعقب هذا المؤتمر عقد القمة العربية التي أكدت أواصر الأخوة والمحبة لمصر الكنانة وعبقرية المكانة التي تحتلها مصر بقيادتها الحكيمة ودورها التاريخي في الحفاظ على الأمن والاستقرار.
وأكد الرافعي أن اهتمام الوزارة باللغة العربية يأتي من إيمان راسخ بأهمية أن نغرس في أبنائنا حب اللغة العربية، موضحًا أن هذا لايتم بالمقرر الدراسي فقط وإنما بالمنهج بمفهومه الواسع الذي يشمل الاهتمام بكل الأنشطة الثقافية التي تدعم وتثري اللغة كون اللغة العربية تسهم بقوة في الحفاظ على أمن الأمة الثقافي.
وشدد الرافعي على أن شرف اللغة ليس لذاتها وإنما لأنها وعاءً للقرآن الكريم، كما أنها تعد سياجًا للهوية العربية ومقوم أساسي للحضارة وأداة للتنمية الفكرية والثقافية والعلمية، مؤكدًا أن العناية بلغة واجب ديني ووطني وقومي.
كما أكد أن إهمال أي مجتمع للغته يعني التنازل عن ثقافته وتوسيع الفجوة بين أبنائه وثقافتهم وتراثهم وقيمهم وثوابتهم وسيادة أوطانهم واستقلالها.
الفتح
|
|
|
|