قصة سبإ
أ. محسن حكيم
ـ أي ملك عظيم أوتي !!؟ فلا الريح تعصى أمره ولا الإنس ولا الجن يترددون لحظة في تنفيذ أوامره وإلا نالهم من عقابه مالا يطيقون تحمله .. إنه ملك الزمان ونبي الله سليمان عليه السلام الذي ورث الحكم عن والده نبي الله داوود عليه وعلى أنبياء الله جميعا أفضل الصلاة وأزكى السلام.. وهو الذي اصطفاه الحق تبارك وتعالى كذلك للمهمات الجسام ؛ أعظم من ذلك كله أنه كان يفقه منطق الطيرويسخرها في خدمات شتى في كل أطراف مملكته الواسعة٠
وحدث ذات يوم وهو يتفقد جنوده المتراصة أن رأى الهدهد وقد تخلف عن المراسيم وصار لزاما عليه أن يجد وسيلة لتبرير تغيبه قبل أن يثير غضب ملكه وينزل به أشد العذاب٠ بعد حين حط الهدهد في منتهى الثقة واستأذن كي يتكلم فأذن له ، وكان قد قدم من أرض بعيدة هي مملكة سـبإ ٠كان أهلوها يظهرون ولاءهم لسيدة قوية هي ملكتهم والقائمة على أمورهم وهي ذات عرش عظيم ؛ وكانوا جميعا يقدسون الشمس ويسجدون لها طويلا ٠كان هذا الخبركافيا كي يزلزل الأرض تحت قدم الملك لأن السجود حسب قناعته إنما هو لخالق الكون دون سواه...أمر لا يقبل التصديق ولم يسبق لأحد أن حمل خبرا يعكر صفو ملك الزمان لأن جل الأمصارالتي سمع عنها تقر بوحدانية الله ولا تشرك به أحدا ٠وعلى التو هُّيِّئت رسالة عاجلة يدعو فيها هذا الملك الحكيم والعتيد أهل سبإ كي يدخلوا في دينه وأمر الهدهد أن يطير ويلقي بها بين يدي الملكة ويترقب ردود فعلها هي وقومها ٠وحشدت الملكة أتباعها وأطلعتهم على فحوى الخطاب الذي وصلها وسألتهم المشورة لأنهم السيف الذي تضرب به أعداءها ومن اقتراحاتهم تستلهم سديد أفكارها..ورأت أن تعمد إلى إرسال هدية علّها تستميل ثقة الملك ٠ ولم تشفع لها هداياها كما توقعت بل زاد حنقه عليها وتوعدها بالنكال..وتهافت الجند كل حسب موقعه لكي يحضروا عرش ملكة سبإ وأفلح أحدهم في الإتيان به ووضعه بين يدي مليكهم في سرعة كأنها البرق واستبشر النبي الكريم عليه السلام خيرا وأيقن أنه عما قريب سيقبر عهدا جديدا من الشرك وهذا ما تحقق له بتوفيق من المولى عز وعلا وبنصره وتأييده الكريم .!!
ـ إنتهى ـ
|
|
|