حرف التاء
م. محمد يحيى كعدان
يقول المرادي: " التاء.. حرف يكون عاملاً، وغير عامل. وأقسامه ثلاثة: تاء القسم، وتاء التأنيث، وتاء الخطاب. وما سوى هذه الأقسام فليس من حروف المعاني، كتاء المضارعة.
فأما تاء القسم: فهي من حروف الجرّ، ولا تدخل إلا على اسم الله نحو تاللهِ تَفْتاُ تَذْكُرُ يُوسُفَ يوسف 85.
وحكى الأخفش دخولها على الرّبِّ؛ قالوا: تَرَبِّ الكعبةِ. وخصَّ بعضهم دخولها عل الرّبِّ، بأن يُضاف إلى الكعبة. وليس كذلك، لأنه قد جاء عنهم: تَرَبِّي. وحكى بعضهم أنهم قالوا: تالرَّحمنِ، وتحيَاتِكَ. وذلك شاذ.
وهذه التاء فرع واو القسم، لأن الواو تدخل على كل ظاهر، مقسم به. والواو فرع الباء، لأن الباء فضلت بأربعة أوجه، تقدم ذكرها. وقولهم: إنَّ التاء بدل من الواو، والواو بدل من الباء، استضعفه بعضهم. قال: ولا يقوم دليل على صحته.
وأما تاء التأنيث: فهي حرف يلحق الفعل، دلالة على تأنيث فاعله، لزوماً في مواضع، وجوازاً في مواضع، على تفصيل مذكور في كتب النحو. ولا تلحق إلا الماضي، وتتصل به متصرفاً، وغير متصرف، مالم يلزم تذكير فاعله، كأفعِلْ في التعجب، و "خلا" ، و "عدا" ، و "حاشا" في الاستثناء. وحكم هذه التاء السكون، ولذلك لمّا عرض تحريكها، في نحو: رَمَتا، لأجل الضمير، لم ترد الألف التي هي بدل اللام، إلا في لغة رديئة، يقول أهلها: رَماتا.
قال بعض النحويين: وقد لحقت تاء التأنيث ثلاثة أحرف وهي: "رُبَّتَ"، و"ثُمَّتَ"، و"لاتَ". قلت ولها رابع، وهو: "لعلَّتَ". وأما تاء التأنيث التي تلحق الاسم فلا تعدّ من حروف المعاني. ومذهب البصريين فيها أنها تاء في الأصل، والهاء في الوقف بدل التاء، ومذهب الكوفيين عكس ذلك.
وأما تاء الخطاب: فهي التاء اللاحقة للضمير المرفوع المنفصل، نحو: "أنتَ" و"أنتِ". فالتاء في ذلك حرف خطاب، و"أنْ" هو الضمير. هذا مذهب الجمهور. وعلى هذا لو سَمَّيتَ بـ "أنت" حكيته، لأنه مركب من حرف واسم. وذهب الفراء إلى أن المجموع هو الضمير. وذهب ابن كيسان إلى أن التاء هي الاسم، وهي التي في: فَعَلْتِ، لكنها كثرت بأنْ. والله أعلم.".
وجدنا أن تعريف الحرف ت هو القيم ( 01010 )، أي وجود الشكل وغياب الصفة (الخانتان 10 الرابعة والخامسة بدءً من اليسار)، للعنصر الثاني الحاضر (الخانة 1 الثانية)، مع غياب المتكلم والمستمع (وجود القيمة 0 في الخانتين الأولى والثالثة بدءً من اليسار).
أي أن التاء تدل على وجود عنصر متشكل (معروف الشكل فقط وغائب التوصيف)، مستقل عن المتكلم والمستمع، لغيابهما عنه. أي أن هذا العنصر حاضر ومتشكل دون الحاجة للحديث عنه.
والفتح فوق الحرف " ت "، يدل على أن هذه الصيغة هي تشكيل؛ أما الكسر فيدل على أن هذه الصيغة هي توصيف، وهي متممة التشكيل أو ثنويّته؛ أما الضم فيدل على أن الصيغة هي تشكيل وتوصيف معاً؛ أما السكون فيدل على أن الصيغة، يمكن أن تكون إحدى الحالات الثلاث السابقة.
الآن لتكن الصيغة: تَاللهِ. وهي قَسَمٌ بصيغة عنصرٍ حاضر وموجود، هو لفظ الجلالة: اللهِ، المتشكّل والغائب التوصيف أو التفاصيل، والمستقل عن المتكلم والمستمع معاً لغيابهما عنه (العنصر حاضر ومتشكل دون الحاجة للحديث عنه). وحركة الفتح تعني أنَّ مفهوم التاء السابق هو متجسد وحقيقي.
ولتكن للمقارنة الصيغة: بِاللهِ. (تعريف الحرف ب هو القيم: 11110) وهي قَسَمٌ بصيغة عنصرٍ حاضر، وهو لفظ الجلالة: اللهِ، الغائب التوصيف أو التفاصيل، والمعروف بشكل عام للمتكلم والمستمع معاً (لقربهما المحدود منه مسافة أو حكماً). وحركة الكسر تعني أنَّ مفهوم الباء السابق (الإحاطة بالشكل، وقُرْب المتكلم والمستمع المحدود من العنصر) هو مجازي. هذا ويمكن استخدام الفتح فنقول: بَاللهِ. وهذا دارج عند استفهامك لأحد ما، لإحداث التجسيد والتحقق.
ولتكن للمقارنة أيضاً الصيغة: وَاللهِ. وحسب تعريف الواو ( 11010 ) نقول: هي قَسَمٌ بصيغة عنصرٍ حاضر، هو لفظ الجلالة: اللهِ، الغائب التوصيف أو التفاصيل، والمعروف بشكل عام للمتكلم فقط (فالمستمع غائب).
نجد أن المُقسَم به، معروفٌ كمفهوم عام بالنسبة للمتكلم والمستمع معاً عند الصياغة بالباء (11110 )، ومعروف كمفهوم عام بالنسبة للمتكلم فقط عند الصياغة بالواو ( 11010 )، بينما يكون المفهوم العام للمُقَسم به غير معروف لكل من المتكلم والمستمع أو مستقل عنهما عند الصياغة بالتاء (01010 ). وهذا واضح حسب تواجد أو غياب المتكلم أو المستمع في تعاريف الباء 11110 والواو 11010 والتاء 01010.
مما سبق تتضح قوة القسم بالباء، لاشتراك معرفة (أو تقديس، أو اعتزاز) المتكلم والمستمع بالمُقسَم به، بينما يقتصر ذلك على المتكلم في حالة القسم بالواو، وينتفي ذلك في حالة القسم بالتاء (ومن هنا ضعف القسَم بالتاء، فهو قَسَم بمقدسات الآخرين، أو بمقدسات مطلقة مستقلة عن المتكلم والمستمع).
أثناء تحدّث المرء بصيغة تقريرية يستخدم غالباً الواو في القسم، مثل: جاء زيد والله. بينما في حال استحلافه للمستمع يستخدم الباء، مثل: جاء زيد بالله عليك؟
لأن القسم التقريري بالواو يدل كما قلنا على معرفة (اعتزاز، تقدير) المتكلم فقط بالمُقسَم به، بينما أثناء الاستحلاف ينبغي أن تجتمع معرفة المتكلم والمستمع بالمُقسَم به.
لننظر إلى الصيغة: جاء زيد والله، نجد أن مفهوم القسم بوجود الصياغة بالواو وفق: جاء زيد (و(الله))، يعني أن المُقسَم به (الله) هنا موجود بالنسبة للمتكلم حين: جاء زيد ( و 11010 )، ويأتي هنا المُقسَم به بمفهوم الشاهد الحقيقي الحاضر (بما أن الصياغة بالواو تبديلية تصح هنا الصيغة: اللهُ و جاء زيد).
قال تعالى وَالتِيْنِ وَالزَيْتُونِ، وَطُوْرِ سِنِيْن، وَهذا البَلَدِ الأمِيْن، لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيْم التين 1-2-3-4، ويعني تعالى (وهو أعلم): ترافق وجود الإنسان المخلوق في أحسن تقويم مع خلق ووجود احتياجاته في الطعام والزمان والمكان الآمن.
والآن لتكن الصيغة: تاب زيدٌ. ولندرسها وفق: ت ( ا ( ب (زيدٌ))).
هذا يعني أن العنصر: زيدٌ. نتيجة الصياغة بالباء، معروف كشكل عام للمتكلم والمستمع.
وبعد الصياغة بالألف: اب (زيدٌ)، فإن هذا يدل على تآلف المتكلم والمستمع مع العنصر (زيد)، بعد أن كان معروفاً (شكلاً فقط) بشكل عام لهما (الصياغة بالباء).
أخيراً عند الصياغة بالأداة ( ت 01010 )، نحن نشير إلى وجود عنصر متشكل مستقل عن الصياغة هو: اب (زيدٌ)، أي لتآلف مع الصيرورة (التشكيل).
مما سبق نجد أن معنى الصيغة: تاء زيد. المدروسة وفق: ت ( ا ( ء (زيدٌ))).
مشابه لمعنى الصيغة: تاب زيد، باستثناء كون: زيد، هنا متآلف مع المتكلم والمستمع (ء) بداية، عوضاً من أن يكون معروفاً كشكل عام لهما (ب).
وبالنسبة للكلمة (تاب) نشير إلى كون زيد قد آب أو عاد إلى المرجعية المتشكلة (تآلف مع الصيرورة)، أما بالنسبة للكلمة (تاء) فنشير لعنصر واسع التآلف إذا جاز التعبير.
الأداة ( ت 01010 ) تعني أننا نتحدّث عن عنصر حاضر متشكّل مستقل عن الصياغة، والتعبير هو " تاء " من التوّ، وهو الفرْد. (أيُّ فرْدٍ. ولا نعني بالفرْد هنا العدد 1، ولكن نعني عنصراً كاملاً يمثل نوعه).
وفي لسان العرب مادة " تَوَا ": "التَّوُّ: الفَرْد. وفي الحديث: الاسْتِجْمارُ تَوٌّ والسعي تَوٌّ والطواف تَوٌّ؛ التوُّ: الفرد، يريد أَنه يرمي الجمار في الحج فَرْداً، وهي سبع حصيات، ويطوف سبعاً ويسعى سبعاً، وقيل: أَراد بفردية الطواف والسعي أَن الواجب منهما مرَّة واحدة لا تُثَنَّى ولا تُكرَّر، سواء كان المحرم مُفرِداً أَو قارناً،.... وجاء تَوّاً أَي فَرْداً، وقيل: هو إذا جاء قاصداً لا يُعَرِّجه شيء، فإِن أَقام ببعض الطريق فليس بِتَوٍّ؛ هذا قول أَبي عبيد. وأَتْوَى الرجلُ إذا جاء تَوّاً وحْده، وأَزْوَى إذا جاء معه آخرُ، والعرب تقول لكل مُفرَد تَوٌّ، ولكل زوج زَوٌّ. .... والتَّوَّة: الساعة من الزمان. .... والتَّوُّ: الفارغ من شُغْلِ الدنيا وشغل الآخرة. والتَّوُّ: البِناء المنصوب؛ قال الأَخطل يصف تسنُّمَ القبر ولَحْدَه:
وقد كُنتُ فيما قد بَنى ليَ حافِري ***** أَعاليَهُ توّاً وأَسْفَلَه لَحْدَا
جاء في الشعر دحلا، وهو بمعنى لحد، فأَدَّاه ابن الأَعرابي بالمعنى.".
لتكن لدينا الصيغة: أنتَ زيدٌ. ولدراستها نكتبها بالشكل: أ (نْ(تَ(زيدٌ))).
هذا لا يُغير في معنى الصيغة، لأن الصياغة تجميعية.
أثناء الصياغة نتحدث دوماً عن طرفين متقابلين حقيقة أو حكماً. هما في موقع المتكلم والمستمع، على طرفي الصيغة.
الأداة ( ي 10110 ) تعني أن المتكلم والمستمع أمام شكل ما لعنصر غائب بالنسبة للمتكلم والمستمع (فالعنصر غائب عند الصياغة مع المتكلم والمستمع، 0 مكان العنصر الثاني).
بينما الأداة ( ن 10010 ) تعني أن هذا الشكل لدى المتكلم فقط، وبالتالي نستخدم الأداة (ن) دوماً أثناء تقديم الذات والتعريف، مثل: نا، أنا، نحن، ...إلخ، فالعنصر ينوء إلى المتكلم (يميل أو يسقط على المتكلم، انظر مادة نوَأ في لسان العرب). (انظر مقالنا: حرف النون).
بينما الأداة ( ض 00110 ) تعني أن هذا الشكل لدى المستمع فقط، وبالتالي نستخدم الأداة (ض) ضدّ (ضاد) النوء، لأنها في الطرف المقابل للصياغة.
بالتالي المثال السابق يعني أن العنصر: زيدٌ. بداية نتيجة الصياغة بالأداة ( ت 01010 )، هو شكل عام لعنصر حاضر، غير معروف للمتكلم والمستمع (مستقلّ عنهما)، لكونهما غائبين.
نحن هنا في التاء نتحدث عن عنصر متشكل حاضر مستقل لا حاجة للحديث عنه، ففيها أي التاء مفهوم الإشارة إلى عنصر غير المتكلم والمستمع، وقد تمت الإشارة إلى هذا المفهوم في نصوص المكتشفات الأثرية.
وأشهرها هو نقش النمارا، في بادية الشام، وهو نقش من البازلت على قبر الملك امرئ القيس المتوفى سنة 228 م، هذا الحجر محفوظ في متحف اللوفر بباريس. وهو بالخط العربي النبطي، واللغة العربية المستعملة تعرضت لتأثيرات ومساهمات نبطية، ونص السطر الأول منه:
" تي نفس مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسر التج "
ويعني: هذا جثمان امرؤ القيس بن عمرو ملك العرب كلها، الذي حاز التاج.
فالأداة " تي " تعني الحديث عن عنصر حاضر (ت)، لشكل حاضر مستقل عن المتكلم والمستمع (ي). أي أن هذا العنصر الحاضر ليس أحد طرفي الصياغة.
الآن بالعودة لمثالنا فإنه بعد الصياغة بالأداة ( ن 10010 )، فإن هذا يدل على تعرُّف المتكلم فقط، على شكل عنصرٍ غائب (يوجد شكل لعنصر غائب ينوء إلى المتكلم)، لعنصرٍ متشكل حاضر مستقل عن المتكلم والمستمع معاً (الصياغة بالتاء)، وهو الصيغة: زيدٌ.
أخيراً عند الصياغة بالألف، يتم التعارف الكامل أو التآلف بين العنصر السابق وكل من المتكلم والمستمع (الذي هو الموضوع هنا) أي أن الصيغة: أنت (زيدٌ). تعني: تعريف المتكلم والمستمع وتآلفهما مع عنصر حاضر (أ)، لشكل عام لدى المتكلم فقط (ن)، لعنصرٍ متشكل حاضرٍ مستقل عن المتكلم والمستمع معاً (ت)، وهو العنصر: زيدٌ.
أي يتم دمج الشكل الحاضر المستقل عن المتكلم والمستمع، لعنصرٍ حاضر ( ت 01010 ) (وهو الكائن زيد)؛ مع شكل العنصر الغائب المعروف للمتكلم فقط ( ن 10010 )، لنحصل على عنصرٍ متآلف ومعروفٍ شكلاً وصفة للمتكلم والمستمع معاً (أ).
إن حركة الفتح فوق التاء، تدل على أن هذه الصياغة تخصّ الذَكَر، الذي يُفترض فيه الأساس في الصياغة؛ وباستخدام حركة الكسر عوضاً عن الفتح في الصيغة أعلاه، تُصبح الصيغة دالة على الأنثى، فهي المُتممُ والثنوية للذَكَر.
أما حركة الضم فوق تاء المتكلم في: كَتَبْتُ، فهي دلالة على الذكر والأنثى معاً، فالمتكلم قد يكون أحدهما (العنصر وثنويته، لأن الضم هو فتح وكسر معاً).
أما التاء الساكنة في: كَتَبْتْ، فتدل على إمكانية كون العنصر هو أحد الاحتمالات الثلاثة السابقة، أي: إما كَتَبْتَ، وإما كَتَبْتِ، وإما كَتَبْتُ.
هذا وليس ضرورياً أن يدل دوماً معنى الفتح على الذَكَر، ومعنى الكسر على الأنثى، ولكن تلك المعاني تناسب هذا التوزيع عند التعبير عن الجنس.
فالتاء الساكنة في: ضَرَبَتْ، تدلّ على تشكّل النوع المستقل كما قلنا، والسكون يعني إمكانية كون هذا العنصر في أي موقع في الصياغة نتيجة التحريك. والتعريف السابق يدل على الآخر الذي هو الأنثى ثنويّة الذكر.
إذ كمفهوم مجرّد يُعتبر الفتح تشكيلاً للصيغة، كما في تاء المضارعة، إذ نقول: أنتَ تَضرب، هيَ تَضرب، أنتِ تَضربين، أنتم تَضربون. ونرى من هذه الأمثلة أن الجنس تم التعبير عنه بطرق أخرى، ولا علاقة للتاء أو الفتح به.
لنأخذ الصيغة: تَضرب. التي تنتهي صياغتها بالتاء (الصياغة تتم من اليسار إلى اليمين)، هي تعني أن: صيغة الضرب شكل عام، وحاضرة، ولكنها مستقلة عن المتكلم والمستمع معاً، لغيابهما عنها ( ت 01010 ).
نلاحظ هنا عدم الدلالة على حدوث الضرب أمام المتكلم أو المستمع، فهما غائبان. ولكن الدلالة تدل على شكل عام لعنصر حاضر هو الضرب.
الصيغة ( ت 01010 ) تعني باختصار أننا نتحدّث عن عنصر متشكل كامل مستقل يمثل نوعه، لذا كثيراً ما تُستخدم للتعبير عن الأنثى، ولكن ليس ضرورياً ذلك.
لنتأمل العبارات التالية:
جاء كَتَبَتُ (كَتَبَةُ) المحكمة. رأيت كَتَبَتَ (كَتَبَةَ) المحكمة. سمعت عن كَتَبَتِ (كَتَبَةِ) المحكمة.
وأثناء الوقف، اصطلح على قلب التاء هاء ( هـ 11011 ) لتعني وجود عنصرٍ معروف شكلاً وصفة هاءَ إلى المتكلم، ولكن المعنيان مختلفين وإن تم الاصطلاح على أنهما يؤديان نفس الغرض.
كَتَبَ بوزن فَعَلَ، هي صيغة لتعريف اسمٍ لفعل الكتابة، وهي اسم لفعل نتيجة تتالي الحركات " فتح، ففتح، ففتح " (سنتحدّث عن ذلك فيما بعد). ولا نرى مبرراً لوجود الهاء فمعناها مختلف كما قلنا، وهي اصطلاح يخال المرء حصوله نتيجة السكت لحناً على الكلام. ويمكن أن يُقال:
جاء كَتَبَ، رأيت كَتَبَ، سمعت عن كَتَبَ.
جاء كَهَنَ، رأيت كَهَنَ، سمعت عن كَهَنَ.
وعند استمرار الصياغة، وللزيادة في التعريف، نضيف التاء الدّالة على العنصر المتشكّل المستقل الكامل في نوعه. ويتم تحريك التاء للدلالة على موقع هذا العنصر في الصياغة.
علماً أنّ بعضهم وقف على التاء كقول الشاعر:
واللــــــــــــــهُ أنجـــــــــــــــــاكَ بِكَفَّيْ مُسْلِمَتْ ***** مِنْ بَعْدِ مَا وبَعْدَ ما وبَعْدِ مَتْ
كانتْ نُفوسُ القومِ عندَ الغَلْصَمَتْ ***** وكادَتِ الحُرَّةُ أنْ تُدْعى أمَتْ
|
|
|