نشطاء منتديات إجتماعية في المغرب يحتجون على ذبح اللغة العربية في الحملات الانتخابية

الطاهر الطويل

تحت عنوان «الأحزاب المغربية تتفق على ذبح العربية» انطلقت في بعض المنتديات الاجتماعية الإلكترونية حملة للتنديد باستعمال العامّية عوض العربية الفصحى في منشورات الهيئات السياسية المغربية خلال حملاتها الانتخابية استعدادا للاستحقاقات المحلية التي ستجري يوم 4 أيلول/سبتمبر.
وشرعت مجموعة نشطاء من أنصار اللغة العربية، يتقدمهم الدكتور فؤاد بوعلي، على «فضح» الإساءات التي تلحق بلغة الضاد، وذلك عبر نشر ملصقات ولافتات لمرشحين مكتوبة بالعامية المغربية في إحدى شبكات التواصل الاجتماعية، بالإضافة إلى تبادل النقاش حول هذه «الظاهرة» الجديدة التي وصفت بكونها «تسفيها للمغاربة جميعا واستخفافا بهم». واعتبر البعض أن اتفاق الأحزاب المغربية على ذلك «أمر بُـيّـت ليلا»، وهو ما نفاه البعض الآخر بالقول: «لا أعتقد أن اتفاقا وقع بين هذه الأحزاب لاستعمال الدارجة، ولكنه الجهل بقيمة الفصحى أو اللغة الوسطى المهذبة، وهو ما يعكس مستوى النخبة السياسية النفعية المتواضع جدا، فلا يضرها ضرب العربية الفصحى في مقتل. شعارها الغاية تبرر الوسيلة، فبدعوى الوصول إلى جميع المواطنين اختارت الدارجة، فكان رهانها خاسرا». فيما تساءل آخرون: «إذا كانت الدعاية الرسمية لهذه الانتخابات بالدارجة، فماذا تنتظر من أحزاب لا همّ لها إلا إرضاء الخط الرسمي غير تكريس المهزلة، بما فيها الحزب الأغلبي في الحكومة الذي يدّعي الدفاع عن الهوية وأركانها، (في إشارة إلى حزب «العدالة والتنمية»).
وقال معقب آخر: «ربما هذا النهج هو من صميم الحملة الانتخابية، أي استمالة الذين يحاربون الأمية، وهذه الأشياء دخيلة علينا في المغرب، لم نكن نحتاجها في الانتخابات السابقة.» وأجاب غيره: «مَن باستطاعته قراءة لافتة أو منشور مكتوب بالعامية، فبمستطاعه أيضا قراءة لافتة مكتوبة بالفصحى، فلماذا تصر وزارة الداخلية والأحزاب على استعمال الدارجة في هذه الانتخابات؟»
ويرى مشاركون في النقاش أن «المفترض في الأحزاب والذين يشرفون عليها أن يكونوا هم في المقدمة وممن يدافعون عن اللغة العربية، سواء في كتابة اللافتات أو إلقاء المحاضرات وداخل قبة البرلمان»، مشددين على وجوب «اختيار المرشحين المثقفين الأكفاء، فلقد كنا نتابع بعض الجلسات في البرلمان من بعضهم لا يتقنون حتى الدراجة المغربية، فكيف بالتكلم بالعربية الفصحى، فهل أمثال هؤلاء أن نجحوا سيدافعون عن اللغة العربية ويخاطبون بها الجمهور؟»
وذهبت بعض الآراء إلى أن الاستعمال المفرط للعامية يثبت أن الأحزاب على اختلاف ألوانها باتت خاضعة لشركات الدعاية والترويج التي تختار لها العبارات والصيغ.. لكن المؤسف أن نجد أبناء أحزاب تدعي الدفاع عن الهوية الإسلامية وقاومت تلهيج التعليم تمارس التلهيج في الشارع العام… فعلى من سنصوت إذن؟ إن كان الخيار بين محارب للهوية ومتجرئ عليها فلا أمل، بتعبير أحد أنصار اللغة العربية. بينما قال آخر «إن المنشورات التي تستعمل في الحملات الانتخابية للأحزاب تشرف عليها لجان تقنية إعلامية وفي الغالب شباب. وآخر ما يفكر فيه هؤلاء هو لغة الكتابة، لأن المهم هو استمالة الناخب بأية طريقة».
ودعا عدد من المشاركين في النقاش إلى التوجه مباشرة إلى المرشحين وكلاء اللوائح الانتخابية لتنبيههم إلى المسألة، من خلال إصلاح اللافتات وكتابتها باللغة العربية، مع التهديد بعدم التصويت لفائدة الأحزاب المسيئة إلى اللغة العربية.

القدس العربي