اللفظ بين المعنى والمرجعية

د. إيناس ناجي المحمدي

اللغة العربية من أجمل وأروع اللغات وهذا يتضح عند إدراك المعنى ويدرك المعنى عندما تقف على اللفظ والوقوف على اللفظ يعنى تدبر كل حرف من حروفة ، ولكى تدرك كل لفظ من ألفاظ اللغة العربية لابد عليك أن تتبع تاريخها الصوتى وهذا يتم عن طريق ربط الصوت بالطبيعة أولا قبل الخلق ، فتجد هذا فى أصوات الحيوانات وفى أصوات النباتات وكذا فى أصوات الطبيعة من بحار ومحيطات وأنهار وجبال ورياح فكل صوت من هذه الاصوات يعبر عنه حرف بعينه فى اللغة العربية وعليه فإن هذا الحرف عند إستدعائه ليؤدى وظيفة ما داخل اللغة سوف يستدعى معه صوتا ما من أصوات الطبيعة ، هذا عن المرحلة الأولى التى يمر بها الحرف ، المرحلة الثانية هى إرتباط هذا الحرف بإداة من الأدوات التى يستخدمه الإنسان سواء كانت أداة خاصة بألأكل او اللبس أو المسكن وغيرها تظهر أيضا هذه الخاصية عند إستدعاء الحرف ، اما المرحلة الثالثة التى يستدعيها الحرف فى اللغة العربية هى مرحلة التمثيل المعنوى عندما يكون الحرف مرتيط بمرجعية حدثية مع الشخص من حيث الموقف ( حزين - مفرح - مخيف - سعيد -مقلق- هام -عادى - خاص - عام ) وغيرها من المواقف .
أما المرحلة الرابعة التى يمر بها اللفظ فى اللغة العربية هى مرحلة الإندماج مع حروف أخرى مؤلفة كلمة وهة المرحلة بدأت فى الظهور والتجلى داخل الجمعات البشرية المتعددة من نفس الفصيل والظرف الإجتماعى والمكاتى اواحد ، حيث أصبح لكل تكتل بشرى ( تكتل لفظى خاص به ) يحمل أماله وأحلامه وطموحاته وعاداته البشرية والإجتماعية والإنسانية ، أما المرحلة الخامسة للحرف تتمثل فى إنشاء الرموز الخاصة بالأشخاص والدويلات والدول والتجمع.

أن اللفظ لابد ان يعبر حتما عن معنى ، فحين إلتصقت الحروف لتكون لفظاً هي قد كونت معنى بل ألاف المعانى التي تحدد وتوظف في سياق . والسياق هي جمع من الكلم ينتظم جنبا إلى جنب موضحا فكرة بعينها أو معلومة بذاتها . إذا يعد اللفظ أيقونة رمزية وأساسية للحوار فبغيرة لايستقيم الكلام . وللفظ حركية داخل النص الكلمى او داخل السياق الكلامى ، هذه الحركية تنبعث من الظل الزمانى والمكانى للسياق الكلامى فإذا حدد الكاتب أو من يسطر الكلم السياق المكانى والظل الزمنى الذى يتحرك فية الكلم فإن اللفظ هو المسئو عن تلك الحركية المكانية واللفظية . بجانب أن تحديد المكان والزمان تحديدا دقيقا أو به متسع ينصب على اللفظ في كونه حاملا للمعنى ومن ثم حاملا للمكان والزمان . ومن هذا المنطلق فإن أدوات اللفظ تتمثل في

                              1- النظم الحرفى
                              2- النظ المكانى
                              3- النظم الزمانى
                               4- التوافق بين الزمان والمكان
ومن هنا فإن اللفظ هو العصا السحرية للكاتب أو منظم الكلم حيث يستطيع أن يجول به في عصور وأزمنة مختلفة ، وكا في أماكن ومناطق شتى . يحمل اللفظ  الواحد في لغتنا العربية أكثر من معنى يحدد هذا المعنى من خلال سياقات النص والقضية التي يطرحها الكاتب او منظم الكلم ، وعليه فيعد الفظ افى اللغة العربية االأكثر ثراءا من مثيله في اللأخرى