مؤتمر مجمع اللغة يوصي بوضع استراتيجية تنهض بلغة الخطاب العربي

عزيزة علي

أوصى المشاركون في المؤتمر الثقافي الذي أقامه مجمع اللغة العربية، أول من أمس، تحت عنوان: "لغة الخطاب في العصر الحديث: المشكلة والحل"، بوضع إستراتيجية وطنية وقومية، للنهوض بلغة الخطاب العربي، ووضع دراسات استقصائية لمصطلح الخطاب في موروثنا الثقافي وَفْقَ رؤيةٍ تاريخية تعملُ على تتبع ظهور المصطلح، وترصدُ تحولاتهِ في الميادينِ المعرفية المختلفة.
وقد حثّ المتحدثون وسائل الإعلام على الارتقاء بلغة الخطاب، من خلال اللجوء إلى التعبيرات المباشرة السهلة، والاهتمام بإثراء مفردات اللغة العربية، داعين إلى تقديم التقارير المرافقة للنشرات الإخبارية بلغة عربية فصيحة، والاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي ذات الأثر الفعال في الطبقات الاجتماعية.
كما دعا المتحدثون في المؤتمر الذي اختتمت أعماله أمس، إلى رفع شأن اللغة وتنميتها في الخطاب الثقافي، فاللغة هي العنصر الأول في النسج الثقافي والاجتماعي والسياسي والعلمي لدى كل المتعاملين باللغة، وإلى تأليف المعاجم المتخصصة بالحقول المعرفية المختلفة لألفاظ الخطاب الفني ومصطلحاته.
وشدد المشاركون على إعداد دراسات علمية، وتوجيه الباحثين إليها، في موضوع الخطاب القرآني، وأثره الكبير في وضع شأن اللغة. ووضع استراتيجية وطنية متكاملة لبرنامج وطني للترجمة من العربية وإليها، لِما في ذلك من إغناءٍ للغة العربية، وتيسيرٍِ لسبل الإفادة مما ينتجه الآخرون في حقول المعرفة المتعددة.
ورأى المتحدثون أن الخطاب السياسي العربي ذو أهمية كبيرة في دعم اللغة وتقديمها للناس، وذلك بالحرص على استخدامها، والاعتزاز بها، والإفادة من التجارب التاريخية في اهتمام الأفراد والمسؤولين بها، مشددين على مراجعة شاملة للغة الخطاب الدعوي المعاصر، وتحديد جوانب القصور والنقص التي تعتريه.
وأكد المشاركون في المؤتمر على توحيد جهود المؤسسات التعليمية والتربوية، ووسائل الاتصال والإعلام، والاهتمام باللغة العربية، وإعداد البرامج الهادفة لزرع محبة اللغة في نفوس الأفراد، ونشر مفاهيم الدراسات اللغوية المعاصرة، كالسياق والخطاب والمناهج اللسانية المتعددة، منذ مرحلة البكالوريوس، وفي خطط منظمة.
ودعا المتحدثون إلى إعادة النظر في الخطط الدراسية، في المواد المختلفة، كالبلاغة، واللغة، والنحو، والفن، والدراسات الإسلامية والشرعية، والإعلام، والسياسة وغيرها، لافتين إلى أن الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة بحاجة إلى مراجعة المادة المقدمة من خلالها، وتدقيقها لغوياً.
وأشار المشاركون إلى أهمية وسائل الإعلام (المسموعة والمرئية والمقروءة)، ودورها في تعليم اللغة العربية وتَعَلمِها، وإمكانية الارتقاء  بلغة الخطاب من خلال اللجوء إلى التعبيرات المباشرة السهلة، داعين إلى تأسيس حلقة بحث وتحليل نشيطة فاعلة، من لغويين واجتماعيين ونفسانيين، متخصصين في العربية والإنجليزية، لكي تعمل على استقراء الخطاب بكل أشكاله، من أجل رفع شأن اللغة وتنميتها في الخطاب الثقافي، وتأليف معجم متخصص بالحقول المعرفية المختلفة لألفاظ الخطاب الفني ومصطلحاته.
ودعا المتحدثون إلى مراجعة شاملة للغة الخطاب الدعوي المعاصر، وتحديد جوانب القصور والنقص التي تعتريه، مبينين أن الترجمة رافد مُهمّ من روافد المعرفة الإنسانية، داعين لإعداد دراسات علمية، وتوجيه الباحثين إليها، في موضوع الخطاب القرآني.
وتطرقت جلسات الاختتام للغة الخطاب الأدبي والفني في الاعلام، وفي علم الاجتماع المعاصر والسياسي، فتحدث في الجلسة الأولى التي ترأسها د. محمد عدنان البخيت، كل من د. عمر القيام، د. عبدالرحمن الكيلاني، د. رائد عكاشة. وتحدث د. عمر القيام عن اللغة في الخطاب الأدبي. كما تناول د. عبد الرحمن الكيلاني الخصائص العامة للغة الخطاب الدعوي". وتحدث د. رائد عكاشة عن اللغة في الخطاب الثقافي، مشيرا إلى أن الخطاب يشكل في سياقه اللغوي، واللغة في سياقها الخطابي مفردتين مهمتين في الرؤية العربية المعاصرة. وفي الجلسة الثانية التي ترأستها د. سرى سبع العيش، تحدث كل من: د. تيسير أبو عرجة، ود. إدهام حنش، ود. محمد الحوراني. وقد تناول د. تيسير أبو عرجة اللغة العربية في الخطاب الإعلامي، مركزا على اللغة العربية في وسائل الإعلام. وتحدث د. إدهام محمد حنش عن لغة الخطاب الفني: المصطلح والمعجم (الفنون التشكيلية والإسلامية مثالاً)، مبينا أن لغة الخطاب الفني إشكالية مركبة من جملة إشكاليات: اللغة والفن وتحدياتهما الثقافية الغربية من خلال الدراسات الاستشراقية على اللغة العربية والثقافة الإسلامية. وتحدث د. محمد الحوراني عن لغة الخطاب في علم الاجتماع المعاصر: خطوط التصدع واضطرابات المعنى، وعن اللغة والخطاب السياسي في الجلسة الثالثة التي ترأسها د. عبدالجليل عبدالمهدي، تحدث د. وليد عبد الحي.

الغد