القطرية للإعلام تطلق فصاحة

أشرف مصطفى

 أعلنت المؤسسة القطرية للإعلام عن إطلاقها لبرنامج جديد ينتمي إلى فئة المسابقات بعنوان "فصاحة" يستهدف فئة الشباب العربي المثقف من كلا الجنسين من الفئة العمرية ١٨ - ٤٥ سنة، حيث سيُتيح للمتسابقين فرصة ذهبيّة للتنافس على نيل لقب البرنامج والفوز بجوائز ماليّة كبيرة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد أمس بفندق الشعلة بحضور سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثانى الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام.

ويتميّز البرنامج بكونه نتاجًا ثقافيًا ضخمًا سيبثّ على تلفزيون قطر ويتكوّن من 12 حلقة تسبقها تصفيات بثلاث عواصم عربية وبمشاركة 48 متسابقًا سيحصل الفائز منهم بالمركز الأول على نصف مليون ريال والثاني على ثلاثمائة ألف ريال والثالث على مئتين ألف ريال، كما يسعى البرنامج للنهوض بواقع المثقفين العرب من فئة الشباب وتشجيعهم على استنهاض قيم الثقافة العربية وتمثلها واقعًا في ميدان تنافسي مشرّف يُتيح لهم التعبير عن ملكاتهم وقدراتهم الإبداعية في الفصاحة والبيان وذكاء التعبير والنباهة وقوة الحضور والثقة بالنفس. 

العلي: ينهض بواقع المثقفين العرب

قال غانم العلي مدير إدارة التسويق بالمؤسسة القطرية للإعلام إن البرنامج بمعالجته الفكرية وحجم إنتاجه الضخم سيمثل منصة انطلاق جديدة لسياق إعلامي خلاق يسعى للنهوض بواقع المثقفين العرب من فئة الشباب وتشجيعهم على استنهاض قيم الثقافة العربية وتمثلها واقعًا في ميدان تنافسي مشرف يتيح لهم التعبير عن ملكاتهم وقدراتهم الإبداعية في الفصاحة والبيان وذكاء التعبير والنباهة وقوة الحضور والثقة بالنفس، التي تعكس جوهر وسمات الشخصية العربية وعمق الالتزام والتمسك بقيم الأمة وثقافتها الأصيلة، وأوضح أن المسابقة تنقسم إلى عدة مراحل تبدأ بمرحلة اختبارات التأهيل، حيث ستقوم لجنة التحكيم الخاصة بالبرنامج بزيارة مجموعة من العواصم العربية للالتقاء بالمتقدمين للمسابقة وإجراء الاختبارات الأولية وتأهيل الأقوى من بينهم للانتقال إلى المراحل النهائية للمسابقة التي ستجرى في الدوحة وستبث على شاشة تلفزيون قطر، مشيرًا إلى أن لجنة التحكيم ستضم في عضويتها ثلاث شخصيات معروفة على مستوى اهتمامها باللغة العربية ومجال الإعلام والصحافة وهم السادة: عبدالله العذبة - رئيس تحرير جريدة العرب القطرية، أحمد الشيخ رئيس التحرير السابق في قناة الجزيرة الإخبارية، وعارف حجاوي - مدير البرامج السابق في bcc وقناة الجزيرة الإخبارية، إضافة إلى حكم رابع من البلد المضيف سيلتحق باللجنة كعضو شرفي. 

الحجاوي: تولي اهتماماً كبيراً بجمال اللغة العربية

أوضح عارف الحجاوي عضو لجنة التحكيم أن هناك مقاييس سيتم العمل من خلالها في تقسيم المتسابقين يأتي في مقدمتها الأخذ في الاعتبار جمال اللغة على أن يتم التعبير دون أي ثرثرة، كما سيتم التركيز على الأداء، بحيث يملك المتسابق القدرة على التعبير بما يريد أن يقول بطريقة شيقة وجذابة للجمهور، مع ضرورة مراعاة الجمع بين ملكتي الأداء الصوتي والأداء الجسدي معاً، كما سيتم تقييم المحتوى الذي سيتضمنه كل ما سبق بحيث يقدم المتسابقون أفكارا شيقة تحمل مضموناً هاماً للمجتمع، كما أن على المتسابق أن يملك القدرة على الإقناع والوصول إلى قلب وعقل الجمهور في ذات الوقت، وفي هذا الصدد أكد الحجاوي على أهمية الاهتمام باللغة العربية باعتبارها وسيلتنا للتعبير عن كل مكنوناتنا وكذلك عن إنجازات أمتنا، قائلاً: في الوقت الذي نحتاج فيه إلى العلم يجب أن يأتينا هذا العلم محمولاً على ظهر اللغة العربية، مضيفاً: نحن مع اللغة العربية ليس لجمالها ولكن لأنها هي التي ستحمل إلينا العلم.

العوامي: نصف مليون ريال للفائز بالمركز الأول

أكد مبارك العوامي مدير البرامج في تلفزيون قطر على أن هناك اتجاها قويا إلى إعادة ترسيخ اللغة العربية، وهو ما سيتمثل في تقديم برنامج "فصاحة" منوهاً بأنه برنامج تلفزيوني ترفيهي ثقافي يتكون من 12 حلقة تسبقها تصفيات من المقرر لها أن تجوب عدداً من الدول العربية وسيبدأ البرنامج بـ 48 متسابقا، يتم تصفيتهم خلال الست حلقات الأولى حيث سيصعد في كل حلقة متسابقان فقط، بحيث يصل العدد في الحلقة السابعة إلى 12 متسابقا، وسيصعد الفائزون بعد تفوقهم في التصويت من قبل لجنة التحكيم وعن طريق الرسائل القصيرة.

وأوضح العوامي أن المرحلة الثانية من البرنامج والتي ستبدأ بداية من النصف الثاني من البرنامج، وستتضمن مشاركة ستة متسابقين في الحلقتين السابعة والثامنة على أن يصعد منهم ثلاثة من كل حلقة بإجمالي 6 متسابقين في الحلقة التاسعة، ويتم تصفيتهم إلى خمسة في العاشرة، ثم أربعة في الحلقة قبل النهائية، وفي الحلقة الثانية عشرة والأخيرة من البرنامج فمن المقرر أن يشارك بها أفضل ثلاث متسابقين على مدار كل الحلقات السابقة، وفي هذه الحلقة سيتم ترتيب المتسابقين على أن يفوز صاحب المركز الأول بخمسمائة ألف ريال قطري، بينما يحصل صاحب المركز الثاني على ثلاثمائة ألف ريال، والثالث على مائتي ألف ريال، كما سيتم منح جميع المتسابقين مبالغ مالية نظير مشاركتهم في البرنامج لتحفيزهم على مواصلة المشوار في المسابقة ومحاولة الوصول إلى مركز متقدم.

ولفت العوامي إلى أن الدول العربية التي سيتم زيارتها من قبل لجنة التحكيم في منتصف نوفمبر هي ثلاث دول حيث وقع الاختيار على المملكة العربية السعودية وتونس وعمان ثم ستعود اللجنة بعد جولتها إلى الدوحة، مشيراً إلى أن البرنامج حلقاته ستكون مباشرة تبث من الدوحة، وستنطلق في منتصف يناير المقبل، وعن طبيعة البرنامج أكد العوامي أنها تدور حول الفصاحة والخطابة وسيتحدث المتسابقون في مواضيع تحددها لجنة التحكيم، وستشمل مواضيع مختلفة تتناسب مع طبيعة العصر الحالي، وسيمنح المتسابق فرصة للتعبير عن نفسه بطريقة شيقة وجذابة. 

الشيخ: فاتحة خير لتثقيف المجتمع وتطويره

أكد أحمد الشيخ عضو لجنة التحكيم على أهمية مثل هذه البرامج الثقافية وانعكاساتها على الشباب والواقع العربي، وقال إننا في هذه المرحلة باتت الحاجة ملحة لإيقاظ اللغة العربية وتقديم اهتمام أكبر أهمية لها باعتبارها وعاء تنقل به الذاكرة، فضلاً عن أنها الناقل الأساسي لثقافتنا وتراثنا إلى الأجيال القادمة، خاصة في هذا العصر الذي انتشر فيه الميل للتعليم بالمدارس الأجنبية، ظناً أن اللغة الإنجليزية أهم من اللغة العربية لمستقبل الطلاب، وأضاف ازدادت أهمية هذه البرامج في وقت انتشرت فيه وسائل الاتصال بين المتلقي وباتت تؤثر فيه أكثر من ذي قبل، وتأسف الشيخ على انتشار البرامج التي لا تحض إلا على كل غث، قائلاً: آن الأوان للانتقال إلى دائرة الاهتمام باللغة العربية بما يتوافق مع روح العصر، فنحن أصبحنا في أمس الحاجة للفصاحة والخطابة، التي سنحاول من خلالها غرس الخيال في شباب اليوم لكي نرسل إليهم أملا بأن هذه الأمة قادرة على أن تنهض وتستعيد العلم الذي يتفاخر به الغرب، وأضاف: ما أحوجنا للفصاحة في عهد تويتر الذي يتطلب التعبير عن ما يجول بخاطرنا في مائة وأربعين حرف، فلا يستطيع فعل ذلك إلا فصيح، ولفت إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تملأ علينا أوقاتنا، لذلك علينا بعث هذه اللغة من جديد لأن في بعثها أملاً في الغد، وختم حديثه مؤكداً أن هذا البرنامج سيكون فاتحة خير وسيتبعه برامج أخرى، مناشداً التلفزيونات العربية أن تسير على هذا النهج وتتسابق في بث تلك البرامج التي تهدف لتثقيف المجتمع وتطوير مواطنيها بدلاً من أن تبقى في دائرة بث البرامج التي لا تفيد.
 

الراية