إيحاءات الجسد في الشعر العربي

أ.د. محمد رفعت زنجير

 للجسد لغته وإيحاءاته في نفوس الآخرين، سواء أكان قويا أم ضعيفا، فهو منزل الروح، وحسنه فيه دلالة على حسن صاحبه، وغالبا ما تكون قوة الجسم دلالة على قوة العقل، فالعقل السليم في الجسم السليم، وقد جمع الله لعباده الصالحين قوة الجسم وقوة الروح، قال تعالى في صفة موسى: (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) (القصص:26). فالأمانة صفة نفيسية تدل على روح طيبة، كما أن القوة تدل على جسم قادر على العمل والعطاء، وهو ما اجتمع للنبي الكليم موسى عليه السلام، وقال تعالى في صفة طالوت: (قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ)(البقرة: من الآية247)، فالعلم من عناصر القوة النفسية والروحية، فإذا أضيف إليه اكتمال البناء الجسمي كان غاية في صلاحيته للقيادة، ونحو ذلك كان يوسف غاية في جسمه وخلقه، فأما جسمه فقد أوتي جمالا لا نظير له، ودليل ذلك ما حصل من النسوة لما رأينه في مجلس امرأة العزيز، قال تعالى: (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) (يوسف:31) . وأما خلقه وأمانته فتظهر في رفضه الاستجابة لامرأة العزيز، وإيثاره السجن على الخيانة لسيده، قال تعالى: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (يوسف:33). وهكذا كان جميع الأنبياء والمرسلين غاية في خَلقهم وخُلقهم، أفضل الناس دينا وصحة وبدنا ومعشراً عليهم السلام، وقد رأينا أن نخص خاتمهم محمدا عليه السلام بشيء من التفصيل كمقدمة بين يدي هذا المبحث.  

أولا: مقدمة في إيحاءات الجمال النبوي
النبي محمد صلى الله عليه وسلم آية في خَلقه وخُلقه، قال تعالى في صفة نبيه: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً، وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً) (الأحزاب:45-46، فهو سراج لأمته يهديها بإذن ربه إلى صراط مستقيم، وقال تعالى في صفة أخلاق النبي محمد عليه الصلاة والسلام: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4). وقال تعالى يذكر فضله عليه ومعونته له وقت الشدائد وهو دليل قوة ونصرة وتأييد: ( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى )(الأنفال: من الآية17). فقد كان في غاية الكمال والجمال الجسماني والروحاني صلى الله عليه وسلم.  وقد وردت آثار كثيرة تحكي صفته الشريفة وجماله العظيم، من ذلك ما ورد عن أبي هريرة، قال: (ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه) .
 وعن كعب بن مالك، قال: (كان  رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه، حتى كأن وجهه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك).  
فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم هو كالشمس والقمر في عيون أصحابه، وذلك لما أوتيه من جمال الصورة وجلال النبوة صلى الله عليه وسلم. 
وقد صور لنا الشعر إيحاءات الجسد النبوي الشريف الذي كان يشع هديا ونورا وبركة، فقد (عرق مرة وهو عند عائشة، فجعلت تبرق أسارير وجهه، فتمثلت له بقول أبي كبير الهذلي:
وإذا نظرت إلى أسرة وجهه برقت كبرق العارض المتهلل
وكان أبو بكر إذا رآه يقول:
أمين مصطفى بالخير يدعو كضوء البدرِ زايله الظلام
وكان عمر ينشد قول زهير في هرم بن سنان:
لو كنت من شيء سوى البشر كنتَ المضيء لليلة البدر
ثم يقول: كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم) ، فهو عليه الصلاة والسلام كالبرق وكالبدر، لما أوتيه من حسن وجمال وجلال.
وكان أصحابه يمدحونه، قال الأبشيهي: (ومن أحسن ما مدحه به حسان رضي الله عنه:
وأحسن منك لم تر قط عيني وأجملُ منك لم تلد النساء
خُلقت مبرأ من كــــل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء
ومن أحسن ما مدحه به عبد الله بن رواحة الأنصاري رضي الله عنه قوله:
لو لم تكن فيه آياتٌ مبينة كانت بداهته تنبيك بالخبر 
فالنبي عليه الصلاة والسلام خال من العيوب كلها، إضافة إلى اجتماع الآيات المبينة فيه، وفضلا عن ذلك كله يكفيه بداهته التي تدل على أنه رسول الله، فهو يجيب عن الأسئلة الصعبة دون تعثر أو تلكؤ، وهذا من أبرز دلائل النبوة كما ذكر عبد الله بن رواحة رضي الله عنه.
ومن مديح الصحابة له أيضا قول كعب بن زهير:  
إن الرسولَ لنورٌ يُستضاء به مهندٌ من سيوف الله مسلول
فلم يجدوا شيئا من الأجسام النورانية إلا وشبهوه به، وهذا دليل جماله، ولم يتركوا شيئا يدل على المضاء إلا وألحقوه به وهذا دليل جلاله، فهو نور وبدر وشمس وبرق وسيف صلوات الله وسلامه عليه، وفي هذه التشبيهات دلالة على ما كان يثور في أنفسهم من السرور والابتهاج والشعور بالعظمة والارتياح عند رؤيته عليه الصلاة والسلام، حتى إن مجرد رؤيته لتدل على صدق نبوته، وهذا يؤكد أن الجسد الشريف آية من آيات الله، وفيه بحد ذاته دلالة على صدق النبوة، فكيف إذا اجتمعت له مع هذا بلاغة الكلام وجوامعه، والمعجزة القرآنية الباهرة، وغير ذلك من المعجزات الحسية والمعنوية، أليس في هذا كله دلالة على أنه رسول من الله تعالى؟!
وكان عليه الصلاة والسلام إذا غضب، أو بدا له ما لا يقبله من خطة غبن أو سواها، ظهر هذا في وجهه الشريف، قال عمرو بن سالم الخزاعي:  
فيهم رسول الله قد تجردا إن سيم خسفا وجهه تربدا
فالجسد الشريف كان بحد ذاته دليلا على صدق النبوة، إذ على وجهه بدت أنوارها، وعلى ظهره كان خاتمها، وفي مشيه وحركته كان جلالها وجمالها، وعلى لسانه الشريف كانت آياتها وبراهينها، ألا يدل هذا كله على أن للجسد لغة تخبر عن حال صاحبه مثلما يخبر لسانه، وأن الله قد جعل صدق محمد في كل شيء، جعله بشهادة حساده وصدق لسانه، مثلما جعله بجسده وعذب بيانه صلى الله عليه وسلم.

ثانيا إيحاءات الجسد في الشعر
أكثر ما تدور عليه لغة الجسد في الشعر، هو في موضوع الغزل، فالشاعر يفتتن بجمال الجسد، أو بالجمال السطحي أولا، وهذا الافتتان هو الخطوة الأولى التي تقدمها إيحاءات الجسد، ثم تتلوها الخطوات الأخرى التي تشمل الافتتان بالروح والمناقب والشمائل والمواقف، فالجسد هو لسان حال صاحبه، يتحدث إلى العيون والقلوب بلغة الإيحاء، وليس عبر الكلمة، وفيما يلي نقدم نماذج تثبت ذلك، قال امرؤ القيس: 
هصرتْ بفودَيْ رأسِها فتمـــايلتْ عليَّ هضيم الكَشحِ ريّا المُخَلْخَلِ 
مهفهفةٌ بيضاءُ غيرُ مُفـــــــــاضةٍ ترائبُها مصقولةٌ كالســـــجنْجَلِ 
تصُدُّ وتبدي عن أســــــــيلٍ وتتقي بناظرةٍ من وحش وجْرَةَ مُطفل 
وجيدٍ كجيدِ الريم ليس بفــــــاحشٍ إذا هــــــــــيَ نصَّتْهُ ولا بمُعَطَّلِ 
وفرعٍ يزينُ المتنَ أسودَ فاحـــــــمٍ أثيثٍ كِقنْوِ النخلـــــــــةِ المُتعثكِلِ 
غدائرهُ مستشزراتٌ إلى العـــــــلا تضلُّ العِقاصُ في مُثنى ومُرسَلِ 
وكَشحٍ لطيفٍ كالــــــجديلِ مُخصَّرٍ وساقٍ كأنبوبِ الســــــــقيِّ المُذَلل  
ويضحي فتيتُ المسكِ فوقَ فراشِها نؤومُ الضحى لم تنتطقْ عن تفضُّل 
وتعطو برَخْصٍ غيرِ شثنٍ كــــــأنهُ أســـاريعُ ظبيٍ أو مساويكُ إِسْحِلِ  
تضيء الظلامَ بالعشاءِ كأنَّهـــــــــا منــــــــــارةُ مُمسى راهبٍ مُتبتل  
إلى مثلها يرنو الحـــــــــليمُ صبابةً إذا ما اسبَكرَّتْ بين درعٍ ومِجْوَلِ  
في هذه الأبيات يرسم امرؤ القيس صورة كاملة لامرأة كان يحبها، وهذا الوصف تناول أجزاء مختلفة من الجسد، وقد استلهمه الشاعر من لغة الجسد التي بعثت فيه فيض المشاعر، ابتداء من حركتها وتمايلها عليه، ومرورا بأوصافها الجميلة المختلفة، لينتهي بعد ذلك بتشبيهها كالمنارة التي تجلو ظلام همه وكربه، فهي بيضاء نحيفة، ذات صدر لامع ناصع يشبه المرآة أو الفضة، وخد نحيف، وعينان سوداوان كعيون الظباء، وهما تراقبان بحذر كما تراقب الظبية رشاها الرضيع، وجيد يشبه جيد الظباء أيضا، ولكنه هنا يزيد على جيد الظباء قدرا، حيث تزينه القلائد التي تزيده جمالا، ثم يصف شعرها الأسود الطويل الممتد، الذي يزين رأسها بشكله المرتفع الذي يشبه عذق النخلة، والذي تنفرد منه بعض خصاله ويفتل بعضها في منظر بهي ممتع خلاب، وحسبك أن شبه شعرها بعذق النخلة، ونحن نعرف كم هي أهمية النخلة في حياة العربي فوق صحرائه، فهي التي تمنحه الغذاء والظل، وتمده بالطاقة والحياة في آن معا، ثم يصف خصرها النحيف ويشبهه بالجديل في لينه وتثنيه، ويصف ساقها أيضا ويشبهه بالبردي المسقي الريان لما فيه من اللين والطراوة، ويصف رائحتها الطيبة عندما تستيقظ، حيث تنتشر رائحة كالمسك، وهي بنت نعمة ودلّ، تنام حتى الضحى، ولا تلبس ملابس العمل، وهذا كناية عن وجود من يخدمها، وليس أدل على ذلك من أناملها اللينة التي تشبه ديدان الرمل أو المساويك الناعمة، والشاعر هنا ابن بيئته، يرسم لها صورة من خلال ما يحسه ويشاهده في الطبيعة من حوله، وهي صورة تتناغم مع ما تبعثه فيه إيحاءات جسدها المتناسق الجميل، الذي يلهب خياله، فيشبهها بمنارة الراهب، فكما أن الراهب يتبتل ويسهر مجتهدا في عبادته بسبب منارته، فكذلك شأن الشاعر فهو ينشد أعذب قصائده بوحي من جمال محبوبته، هذا الجمال الذي يبعث الشوق حتى في نفس الحليم فضلا عن غيره، مما يجعله يتطلع لمثلها، ومما يزيده شوقا لها أنها ليست بصغيرة ولا كبيرة، فهي لم تزل في مطلع شبابها بعد، أي هي في ربيع العمر، لم يظهر عليها عناء الحياة بعد.
في هذا النص لم يستخدم  الشاعر حوارا ولا تحدث عن صفات محبوبته النفسية، كل ما في الأمر أنه تحدث عن جسدها بشكل مفصل، وحاول أن يعطيها صورة مثالية نادرة إلى درجة أنها تؤثر في الحليم فلا يصبر عنها، ولم يكن الشاعر ليجعلها كذلك لولا أنه انفعل بلغة جسدها وما تبعثه في نفسه من وحي وإلهام، فكانت هذه الأبيات صدى عن انفعاله بجمال محبوبته الحسي الخارجي، والذي كثيرا ما ينشغل  به الناس عن الجمال النفسي والروحي.
وهذا عمرو بن كلثوم أيضا يصور جمال محبوبته في معلقته، فيقول: 
تُريكَ إذا دخلتَ على خلاءٍ وقد أمنتْ عيونَ الكاشحينا 
ذراعيْ عيطَلٍ أدمـــــاءَ بكرٍ تربعتِ الأجارعَ والمُتونا 
وثدياً مثلَ حُقِّ العاجِ رخصاً حصاناً من أكفِّ اللامسينا
ومتنيْ لَدنةٍ طالــــتْ ولانتْ روادفُهـــا تنوءُ بما يَلينا 
ومأكمةٍ يضيقُ البابُ عنها وكَشحاً قد جُننتُ به جنونا 
وسَالفتي رُخـــــامٍ أو بَلَنْطٍ يرنُّ خَشاشُ حَلْيَهُما رنينا 
تذكرتُ الصِّبا واشتقتُ لما رأيتُ حُمُولها أصلاً حُدينا
وهذه الأبيات لوحة حسية أيضا، رسمها الشاعر بأناقة عبر ما أوحت إليه محاسن محبوبته، فهي ظبية جميلة بيضاء، قد حسنت تربيتها وغذاؤها، فانعكس ذلك على وجهها وبدنها حيوية ونضارة، وهي طويلة، كاعب ممتلئة النهدين، اللذين يشبهان أنياب العاج بياضا وانتصابا، وهي  لينة القوام، نحيفة الخصر، ولكنها ممتلئة من أعلى ومن أسفل، مما جعل الشاعر يجن بهذا التناسق البديع والقوام الجميل،  كيف لا وقد جمعت إلى ذلك كله عنقا صقيلة كأنها قطعة من رخام أو عاج؟! وقد زين جيدها أيضا حليها الذي يعزف أعذب أنواع الموسيقى الناعمة في أذنه؟! إنها لغة الجسد التي توقد في الشاعر حنينه إلى صباه، وتبعث في نفسه الشجا حين رآها ساعة الرحيل.
وإذا انتقلنا من العصر الجاهلي إلى العصر الإسلامي، سنجد أن لغة الجسد ما زالت لها الصدارة في إلهام الشاعر العربي، وإن كان قد وجد إلى جانبها الغزل العذري بتأثير الإسلام، قال عمر بن أبي ربيعة:  

ليت شعري هــــــــــل أذوقـ ـنَّ رُضاباً من حبيب 
طيبِ الــــــــــــرِّيقةِ والنَّكْـ ـهةِ كالراح القطيبِ 
واضحِ اللَّبــــــــــــةِ والسُّنَّـ ـةِ كالظبيِ الربيب ِ
مُخطَّفِ الكَشْحينِ عاري الصُّـ ـلبِ ذي دلٍّ عجيبِ 
مُشبعِ الخلخـــــــــــالِ والقُلْـ ـبينِ صيادِ القلوبِ 
قد ســـــــــبتني بشتيتي النَّـ ـبتِ في سِقطِ كثيبِ 
حــــــــــــــــبذا ذاك غزالاً قد شفى قرْحَ نُدوبي 
المحبوب هنا غاية الأمل، ومن جمال المحبوب صنع الشاعر شعره، فهو يمتدح ريقه التي تشبه الراح الممزوجة بالماء، ويذكر نصاعة صدره  وعنقه ووجهه، ويشبهه بالظبي الرشيق الذي أحسنت تربيته، ويشيد بنحافته ورشاقته، فهو قليل السمن، نحيف الخصر، ولكنه ممتلئ الساقين واليدين، وقد جمع إلى ذلك كله طيب الفم ونصاعة الأسنان التي تبدو كالبرد في بياضها، ويرى في ذلك المحبوب شفاء لآلامه وجراحه عند لقياه، فقد سباه حسن محبوبه، وكانت كل جارحة من جسد المحبوب توحي للشاعر بصورة، وتترك في نفسه أثراً، وتمده بتيار الشوق الذي هو أحد شرايين الحياة.
واستمرت العناية بلغة الجسد إلى العصر العباسي، فقد كان عصر الشعر والأدب إضافة إلى كونه عصر المتع والجواري ، فمن ذلك ما قاله ابن الرومي في وصف مغنية راقصة  
فتاةٌ من الأتراك ترمي بأســـــــهم يصبن الحشا في السلم لا في المعاركِ
ظللنا لها نصبا تشك قلـــــــــــوبنا بذاك الشــــــــجا الفـــــتان لا بالنيازك
لطيفة قدِّ الثدي تسند عــــــــودها إلى نـــــــاجمٍ في ساحة الصدر فالك 
تطامن عن قد الطوال قوامهـــــــا وأربى على قد القصار الحــــــواتك 
ورقاصة بالطبل والصنج كـــاعب لها غنجُ مخناث وتكريه فــــــــــاتك
إذا هي قامتْ في الشفوف أضاءها سناها فشفت عن سبيكة ســــــــــابك
هنا يوحي جسد المغنية الراقصة للشاعر بصور شتى، فعيونها ترمي السهام التي تصيب قلوب الرجال، وصوتها الشجي يشارك عيونها في تأثيره في القلوب، ويشيد الشاعر بخصائص جسدها الفاتن من ثدي لطيف، وقد ظريف، وطول معتدل، وقوام رشيق، وحركات متوازنة، وغنج أخاذ، وهي تضيء بجسمها الأخاذ الذي يبدو من وراء ملابسها الشفافة كسبيكة من ذهب! إنها أبيات جاءت من تأثير إيحاءات الجسد على الشاعر، وهي إيحاءات قلما ينجو من تأثيرها المرء العادي فكيف إذا كان الشاعر المرهف ابن الرومي هو الذي يرصد جمال ذلك الجسد في حركاته وسكناته؟!
وهكذا نجد أن الجسد بما يملكه من خصائص جمالية، وميزات من التناسق والرشاقة والكمال، كان يتحدث إلى الشعراء من غير لغة، ويقدح في أخيلتهم مختلف الصور الجمالية التي انبعثت شعرا عذبا من حناجرهم، وكان الفضل الأول فيه هو ما تحمله لغة الجسد من معنى وتأثير قد يعجز عنه البيان والتعبير.
ثالثا: التشبيه بالأجسام النيرة ودلالاته النفسية
الأجسام النيرة من أجرام سماوية أو مصابيح أرضية كانت مادة خصبة للتعبير من خلالها عن لغة الجسد، فماذا يكون الحبيب الجميل غير الشمس أو القمر أو المصباح الذي يمد العين بالضوء، ويرشدها عند الحيرة، ويدفع عنها كرب الظلام وبؤس الحياة في آن معا، فهذا العباس بن الأحنف يرسم صورة محبوبته فيشبهها بالقمر، أو بحورية من حوريات الجنة جاءت إلى الدنيا لترشد الناس للعمل إلى الآخرة، وتحفزهم على طلب النعيم الخالد في الجنة، والذي لا يذوي ولا يبيد، يقول: 
يا من يُسائل عن فوزٍ وصورتها إن كنت لم ترها فانظر إلى القمر
كأنما كان في الفردوس مسكنها فجاءت الناس للآياتِ والعــــــبر
وفي صورة أخرى يشبه محبوبته بالشمس، ويعزي نفسه بعدم القدرة على الوصول إليها لأن الشمس منزلها في السماء دائما، ولا سبيل للوصول إليها أو وصولها إليه، يقول:  
هي الشمس مسكنها في السماء فعز الفؤاد عــــزاء جميلا
فلن تستطيع إليها الصعود ولن تستطيع إليك النزولا
والشاعر صردر يرى في الخمار سحابا فيه أقمار، يقول:  
لولا كهانة عيني ما درت كبدي أن الخمار سحاب فيه أقمار
فالعين التي تتكهن، وتتطلع إلى ما وراء الخمار، هي التي توري الكبد حبا وولها عندما يتعلق بجمال الأحبة اللواتي يشبهن الأقمار التي كانت تستتر بالسحاب.
وهذا ابن العميد يرى في محبوبه شمسا تظلله من الشمس، يقول: 
قامت تظللني من الشمس نفس أعز عليَّ من نفسي
قامت تظللني ومن عجب شمس تظللني من الشمس
فالمرأة الجميلة كانت في نظر الشاعر شمسا تضيء عالمه الداخلي، والعجيب أن هذه الشمس تظلله، فتوفر له الظل من أشعة الشمس التي تتربع في كبد السماء. 
والشاعر الأرجاني يشيد بطلعة محبوبته، ولين حركتها، فيقول:  
تجلت فقلت البدر لولا عقودها وماست فقلت الغصن لولا نهودها
فالمحبوبة كالبدر، لولا ما بها من العقود، والغصن لولا ما بها من النهود، فقد جمع جسدها وضاءة الوجه، وحسن القوام.
والشاعر أبو الحسن بن طباطبا العلوي يرى في محبوبه قمرا حقيقيا، مستدلا على ذلك بأن ثيابه الداخلية المصنوعة من كتان لم تكن لتبلى لولا أنه قمر فعلا، والقمر يبلي ثياب الكتان كما هو معروف، وهذه الأبيات عند البلاغيين هي من شواهد ادعاء أن المشبه داخل في جنس المشبه به، يقول: 
يا من حكى الماء فرط رقته وقلبه في قســــاوة الحجر
يا ليت حظي كحظ ثوبك من جسمك يا واحداً من البشر
لا تعجبوا من بلــــى غلالته قد زر أزراره على القمر
فالمحبوب جمع بين المتناقضات، فهو كالماء رقة، ولكن قلبه في قساوة الحجر، ولا حظ للشاعر منه ألبتة، وقد تمنى الشاعر الفناء في محبوبه على أي وجه، ولكن أنى له بذلك؟! فما هو إلا قمر مستتر، يفني أقرب شيء إليه وهو غلالته، أي ثوبه الداخلي،  ومن كان حاله كذلك لا سبيل إليه، ويحسن هنا أن نذكر ما قاله العباسي في تعقيبه على البيت الأخير: (الغِلالة: شعار يلبس تحت الثوب، والشاهد فيه ما في البيت الذي قبله، لأنه لو لم يجعله قمرا حقيقيا لما كان للنهي عن التعجب معنى، لأن الكتان إنما يسرع إليه البلى بسبب ملازمته للقمر الحقيقي لا بسبب ملابسة إنسان كالقمر حسنا، ورد كون الاستعارة مجازا عقليا). 
وفي صورة نادرة يرى امرؤ القيس في محبوبته منارة راهب، يقول:  
تضيء الظلام بالعشاء كأنها منارة مُمسى راهـــــــــــبٍ متبتل  
إلى مثلها يرنو الحليم صبابة إذا ما اسبكرتْ بين درعٍ ومجول  
والتشبيه بمنارة راهب، لما له من أثر جميل وضوء متميز مشرق عند الظلام، وفيه مسحة من قدسية، لأن الجمال يوقد حس الإيمان، ويساعد على التفكر، مثلما تساعد المنارة الراهب على السهر والتبتل، ولذلك جعل الحليم يتطلع إلى مثلها، ولا يصبر عن فراقها، لما أوتيت من قوة الإشراق، وسطوة الجمال.
وهكذا نجد أن الجسد يؤدي بالإيحاء صورا متعددة تبعث الإلهام في مخيلة الشعراء، الذين يلهثون في البحث عن الجمال في هذا العالم الرحيب.

رابعا: حديث الجسد للجسد
للأجساد عند العشاق لغتها الخاصة عند اللقاء، وقد أشار إلى ذلك أهل العلم، وسوف نختار من ذلك بعض ما ذكره الشعراء من غير ابتذال، فقد قال بشار يتذكر عهد محبوبته، وما كان بينهما من وصال يشبه العلاقة بين الروائح الطيبة:  
لقد كان ما بيني زمانا وبينها كما بين ريح المسك والعنبر الورد
وفي هذا الصدد أيضا قال علي بن الجهم يذكر ليلة كان فيها لقاء:  
فبتنا جميعا لو تُراق زجاجة من الخمر فيما بيننا لم تسرب
ومما ذكره المبرد في هذا الباب لبعض المحدثين من شعراء العصر العباسي، قوله: (وأنشد لبعض العرب المحدثين:
تلاصقنا وليس بنا فسوق ولم يرد الحرام بنا اللصوق
ولكن التباعد طال حتى توقد في الضلوع له حريق
فلما أن أتيح لنا التلاقي تعانقنا كما اعتنق الصديق
وهل حرجاً تراه أو حراماً مشوقٌ ضمه كلِف مشوق 
فالشاعر يذكر ضمه لحبيبه عند اللقاء، وأنه لا يتجاوز إلى ما هو أبعد من ذلك في باب الفسق والمجون، ويحاول أن يبيح ذلك الاعتناق على طريقة حسن التعليل، ولكن أنى له بذاك؟! وموقف الشريعة من تحريم الاعتناق ونحوه بين الجنسين صارم، وذلك سدا للذرائع ودفعا للانحراف والجريمة عن الفرد والأسرة والمجتمع.
ومما ذكره أبو هلال العسكري في هذا الباب واستحسنه، قوله: (وما قيل في الامتزاج والاختلاط مثل قول الخريمي: 
ليالي أرعى في جنابك روضة وآوي إلى حصن منيع مراتبه
وإذ لي كالخمر والشهد ضعفاً بماء لصاف ضعفته جنائبه 
والبيتان فيهما من الكناية ما يغني عن التصريح، ولا سيما في البيت الأول، وهما أذكى لمحة وأبرع تلميحا مما نقله الأبشيهي في هذا الصدد، حيث قال: (وقال آخر:
ففي أربع مني حلت منك بأربـــــع فما أدري أيها هـــــــــاج لي كربي
أوجهك في عيني أم الريق في فمي أم النطق في سمعي أم الحب في قلبي
فلما سمعه إسحاق بن يعقوب الكندي، قال: هذا تقسيم فلسفي. وجعله العلوي خمسة فقال:
وفي خمسة مني حلتْ منك خمسة فريقك منها في فمي طيب الرشف
ووجهك في عيني ولمسك في يدي ونطقك في سمعي وعرفك في أنفي 
فهذا التقسيم الذي أشار إليه الكندي، والذي زاد عليه العلوي فيما بعد تقسيما خامسا، على الرغم من جودته في أدائه الفني، ولكنه لا يخلو من صنعة وتكلف، كما أن التلميح في مثل هذه المواضع أجمل من التصريح، وقد ذكر المبرد من مواضع الكناية: الكناية عن اللفظ الخسيس المفحش ، ويدخل في هذا الصدد ما يُستحى من ذكره، والعرب أمة عفيفة، ولم ينشأ هذا الغزل الحسي الصارخ، والمجون اللاهب إلا في العصر العباسي، والذي كانت نهايته معروفة عندما اجتاح هولاكو بغداد سنة (656هـ)، فالأمم التي ينخرها العشق والغرام والهوى من داخلها لا تصمد أمام الغزو الخارجي، وفي الشعر العربي ما يبين هذا الجانب، وذلك كما في أخبار جحشويه، وأبي نعيمة، وأبي حكيمة، وغيرهم ممن يستعف اللسان عن ذكر أشعارهم ، وفي الشعر العربي كم كبير من هذا الشعر الغثاء الذي يلهث خلف متعة الجسد، بل تجاوز هؤلاء الحد المعقول فنشأ الغزل الذكوري ، والعياذ بالله من ذلك كله! وما ذكرناه هنا لضرورة البحث هو غيض من فيض، ونحن نميل إلى الغزل العذري المتعفف، وأن تكون قاعدة الحب قائمة على الضوابط والأخلاق، وأن لا يكون هنالك انتهاك للحرمات عند اللقاء، وما أحسن ما قاله إبراهيم بن محمد المهلبي:  
أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم وليس لي في حرام منهم وطر
كذلك الحب لا إتيــــــــان معصية لا خير في لذة من بعدها سقر

خامسا: الخداع في لغة الجسد
قد لا تكون الأجساد دائما تعبر عن أحوال أصحابها، قال تعالى يصف أجسام المنافقين التي أوتيت من الحسن والهيئة بقدر ما فقدت من صفاء الطوية ونبل الهدف: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المنافقون:4)، وهنا يقع ما يمكن أن نسميه الخداع في لغة الجسد، ونقصد به أن يؤدي شكل الجسد رسالة بعكس ما تؤديه حقيقة الروح الجاثمة في ذلك الجسد، وهو أمر قد أشار إليه المتنبي قديما فقال:  
مما أضر بأهل العشقِ أنهم هووا وما عرفوا الدنيا وما فطنوا
أفنوا عيونهم شوقا وأنفسهم في إثر كل قبيح وجهه حســــــن
ومن لغة الخداع هذه ما أشار إليه قول الشاعر:  
ترى الرجل الخفيف فتزدريه وفي أثوابه أســــــدٌ هصورُ
ويعجبك الطــــــــرير فتبتليه فيخلف ظنك الرجل الطريرُ
ومن هذا الباب ما قاله الشاعر صردر: 
تمدح عمرا وتريد رفدا يا ماخض الماء عدت الزبدا
رأيت منه شارة وقــــدا ومشوذاً مفوفاً وبـــــــــــردا 
فخلت إنساناً فكان قردا يا ربما ظُن السراب وردا
فليس اللباس الحسن والهيئة المحترمة تعبيرا صادقا عن نبل صاحبها دائما بالضرورة، فقد يختفي وراءها حقيقة حيوان يحاكي فعل الإنسان كما يفعل القرد مثلا، وكثيرا ما تخطئ العين في تقدير الأمور، فتظن الرجل المليح كريما، كما تظن السراب ماء، وهو في الحقيقة لا شيء.
ويدخل في هذا الصدد ما قاله حسان رضي الله عنه يهجو قوما:  
لا بأس بالقوم من طول ومن قصر جسم البغال وأحلام العصافير
فهؤلاء القوم جمعوا جمال الظاهر وافتقدوا جمال الباطن، فكأنهم بغال تسير على الأرض، ولها أحلام العصافير، فلا يقع التناسب بين أحلامها وحقيقتها، قال الثعالبي: (قال الجاحظ: العرب تضرب المثل بحلم العصفور لأحلام السخفاء).  
وهنالك نوع آخر من الخيال يصل إلى حد التوهم أو ما نسميه اليوم أحلام اليقظة، وفي هذا الصدد قال التهامي:  
أهدى لنا طيفها نجداً وساكنها حتى اقتنصنا ظباء البدو في الحضر
فالشاعر هنا يتخيل نفسه في نجد، وأنه يقتنص الظباء مع أنه في الحضر، إذ كان بتهامة واستقر به الحال بمصر، ومثل هذا الخيال جيد ومبدع، ما لم يتحول إلى هلوسة كما نجده في خرابيط الغلاة من أهل التصوف والتشيع.

سادسا: ضوابط لا بد منها
في الحديث عن لغة الجسد وجدنا ظاهرة تتمثل في انصراف معظم شواهد الشعر العربي إلى الغزل في هذا الباب، وأكثره يدور حول المرأة، فما هو السبب في انصراف لغة الجسد إلى موضوع الغزل والنساء أكثر من انصرافها إلى بقية الفنون الأخرى، وبخاصة فن المديح؟ لعل السبب هو أن فن المديح قد تركز على الجانب الإنساني والمعنوي لدى الممدوح، ويندر أن تجد حديثا عن جسد الممدوح، بل كان بعض الممدوحين يأنفون من المديح الذي يذكر أجسادهم دون أعمالهم، ومن المديح الذي يثير الإعجاب ما قاله عبد الله بن قيس الرقيات يمدح مصعب بن الزبير: 
إنما مصعب شهاب من اللـــــــــــــــــــــه تجلت عن وجهه الظلماء
ملكه ملك قوة ليس فيه جبروت منه ولا كبرياء
 فقد جعله شهابا من الله يلقي به على رؤوس أعدائه من الشياطين، ولهذا البيت قصة ذكرها المرزباني، وهي تؤكد ما ذكرناه من انصراف المديح إلى الجانب المعنوي والإنساني في تراثنا، قال المرزباني: (قال قدامة بن جعفر: أفضل مديح الرجال ما قصد به الفضائل النفسية الخاصية لا بما هو عرضيّ فيه، وما أتى من المدح على خلاف ذلك كان معيبا. ومن الأمثلة الجياد في هذا الموضع ما قاله عبد الملك بن مروان لعبيد الله بن قيس الرقيات، حين عتب عليه في مدحه إياه: إنك قلت في مصعب بن الزبير: 
إنما مصعب شهاب من اللــــــــــــــــــــــــــه تجلت عن وجهه الظلماء
وقلت فيَّ:
يأتلق التاج فوق مفرقه على جبين كأنه الذهب
فوجه عيب عبد الملك إنما هو من أجل أن هذا المادح عدل به عن الفضائل النفسية التي هي العقل والعفة والعدل والشجاعة وما جانس ذلك، ودخل في جملته، إلى ما يليق بأوصاف الجسم في البهاء والزينة، وذلك غلط وعيب)  
وعليه فينبغي انصراف همة الشاعر إلى الجوانب الإنسانية والروحية في ممدوحه، بعكس فن الغزل الذي يكون محور الاهتمام فيه مركزا على الجسد، وهذا ما يفسر لنا شيوع لغة الجسد في غرض الغزل أكثر منه في بقية أغراض الشعر الأخرى، وإذا تحدث الشاعر عن جسد ممدوحه فليكن بإيجاز، كما في قول الشريف الرضي يمدح الطائع لله:  
رأي الرشيد وهيبة المنصور في حسن الأمين ونعمة المتوكل
فقد أشار إلى رأيه وهيبته قبل أن يشير إلى جماله ونعمته، فقدم المجرد على المحسوس، وتكلم عن جماله بإيجاز دون تفصيل.

المصادر

1. أسرار البلاغة، للجرجاني، تحقيق هـ. ريتر، دار المسيرة، بيروت، الطبعة الثالثة، 1403هـ/ 1983م.
2. الإيضاح في علوم البلاغة، للخطيب القزويني، تحقيق الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، دار الكتاب اللبناني، الطبعة الخامسة، 1403هـ/ 1983م.
3. البيان والتبيين، للجاحظ، تحقيق عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي بمصر، الطبعة الرابعة، 1395هـ/ 1975م.
4. تاريخ الأدب العربي، العصر العباسي الأول، للدكتور شوقي ضيف، الطبعة الثامنة، دار المعارف بمصر 
5. تاريخ الأدب العربي، العصر العباسي الثاني، للدكتور شوقي ضيف، دار المعارف بمصر، الطبعة الثانية.
6. التوجيه والإرشاد النفسي، للدكتور حامد عبد السلام زهران، عالم الكتب، القاهرة.
7. ثمار القلوب في المضاف والمنسوب، للثعالبي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف.
8. جواهر البلاغة، للهاشمي، دار الفكر بيروت،  الطبعة الثانية عشرة، 1406هـ/ 1986م. 
9. ديوان أبي تمام بشرح الخطيب التبريزي، تحقيق محمد عبده عزام، دار المعارف بمصر، الطبعة الرابعة.
10. شرح القصائد العشر، للخطيب التبريزي، تحقيق الدكتور فخر الدين قباوة، دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الرابعة، 1400هـ/ 1980م.
11. ديوان المتنبي بشرح العكبري، تحقيق مصطفى السقا وآخرين، دار الفكر.
12. ديوان المعاني، لأبي هلال العسكري،  عالم الكتب
13. الرحيق المختوم، صفي الرحمن المباركفوري، رابطة العالم الإسلامي، مكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1400هـ/ 1980م.
14. السيرة النبوية، لابن هشام، تحقيق طه عبد الرءوف سعد، دار الفكر، بيروت، 1409هـ/ 1989م.
15. شرح ديوان عمر بن أبي ربيعة، عبد الله مهنا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1406هـ/ 1986م.
16. الشعر والشعراء، لابن قتيبة، راجعه محمد عبد المنعم العريان،  دار إحياء العلوم، بيروت، الطبعة الرابعة، 1412هـ/ 1991م.
17. طبقات الشعراء، لابن المعتز، تحقيق عبد الستار فراج، دار المعارف بمصر، الطبعة الثالثة. 
18. الكامل في اللغة والأدب، للمبرد،  دار المعارف، بيروت.
19. مشكاة المصابيح، للتبريزي، بتحقيق الألباني، المكتب الإسلامي، دمشق، الطبعة الثالثة، 1405هـ/ 1985م.
20. معاهد التنصيص على شواهد التلخيص، للعباسي، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، عالم الكتب، بيروت.
21. المعجم الوسيط، د. إبراهيم أنيس مع آخرين، دار إحياء التراث الإسلامي، قطر.
22. مختارات البارودي، مشروع المكتبة الجامعة، مكة المكرمة، بيروت، الطبعة الأولى، 1404هـ/ 1984م.
23. المستطرف في كل فن مستظرف، شهاب الدين الأبشيهي، دار مكتبة الحياة، بيروت، 2003م. 
24. الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء، للمرزباني، تحقيق علي محمد البجاوي، دار الفكر العربي
 

 1  -  من حديث رواه الترمذي، انظر مشكاة المصابيح، للتبريزي، بتحقيق الألباني، (3/1614)، المكتب الإسلامي، دمشق، الطبعة الثالثة، 1405هـ/ 1985م.
 2  -  متفق عليه، انظر مشكاة المصابيح، للتبريزي، بتحقيق الألباني، (3/1614)، [مصدر سابق].
 3  -  الرحيق المختوم، صفي الرحمن المباركفوري، ص (542-543) ، رابطة العالم الإسلامي، مكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1400هـ/ 1980م.
 4  -  المستطرف في كل فن مستظرف، شهاب الدين الأبشيهي(1/328)،  [مصدر سابق]
  5 -  السيرة النبوية، لابن هشام، تحقيق طه عبد الرءوف سعد،(4/160)، دار الفكر، بيروت، 1409هـ/ 1989م.
 6  -   المصدر السابق، (4/86).
 7  -  شرح القصائد العشر، للخطيب التبريزي، تحقيق الدكتور فخر الدين قباوة، ص (54-63) دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الرابعة، 1400هـ/ 1980م.
 8  -  هصرت: جذبت وثنيت. الفودان: جانبا الرأس. الكشح: ما بين منقطع الأضلاع إلى الورك. المخلخل: موضع الخلخال. 
 9  -  المهفهفة: الخفيفة اللحم، التي ليست برهلة ولا ضخمة البطن. المفاضة: المسترخية البطن. الترائب: جمع ترِبة، موضع القلادة من الصدر. السجنجل: المرآة، وقيل: الفضة.
  10 -  خد أسيل: ليس بكز، بناظرة: يعني عينها، وجرة: موضع، ووحش وجرة: الظباء.
 11  -  الجيد: العنق. الريم: الظبي الأبيض الخالص البياض. نصًّته: رفعته. المعطل: الذي لا حلي عليه.
  12 -  الفرع: الشعر التام. المتن: ما عن يمين الصلب وشماله من العصب واللحم. القنو: العِذق، وهو الشِمراخ. المتعثكل: الذي دخل بعضه في بعض لكثرته.
 13  -  .الغدائر: الذوائب. مستشزرات: مرفوعات. العِقاص: جمع عَقيصة، وهو ما جمع من الشعر، ففتل تحت الذوائب، وهي مِشطة معروفة، يُرسلون فيها بعض الشعر، ويُثنون بعضه، فالذي فُتل بعضه على بعض هو المثنى. والمرسل: المسرح غير المفتول.
 14  -  الكشح: الخصر. اللطيف: الصغير الحسن. الجَديل: زمام يتخذ من السيور، فيجيء حسنا لينا يتثنى. الأنبوب: البَردي. السقي: النخل المسقي، المذلل: ذُلل بالماء، حتى يطاوع كل من مد إليه يده.
  15 -  فتيت المسك: ما تفتت منه، أي تحاتَّ عن جلدها في فراشها. الانتطاق: الائتزار للعمل، عن تفضل: بعد تفضل.
  16 -  تعطو: تتناول، رخص: بنانن رخص، شثن: كز وغليظ، ظبي: اسم كثيب، الأساريع: دواب تكون في الرمل وقيل في الحشيش ظهورها ملس، والأسحل: شجر له أغصان ناعمة.
 17 -  متبتل: منفرد، ومنارة: كأنها سراج منارة، وخص الراهب لأنه لا يطفئ سراجه
  18 -  يرنو: يديم النظر، الصبابة: رقة الشوق، اسبكرَّت: امتدت، والمراد تمام شبابها، والدرع: قميص المرأة الكبيرة، والمِجول: قميص الصغيرة، أي: ليست بصغيرة ولا كبيرة، هي بينهما.
  19 -  شرح القصائد العشر، للخطيب التبريزي، تحقيق الدكتور فخر الدين قباوة، ص (326-329). [مصدر سابق]
  20-  الكاشح: العدو.
  21 -  عيطل: طويلة، الأدماء: البيضاء، تربعت: رعت نبت الربيع، الأجارع: جمع أجرع وجرعاء، وهو من الرمل ما لم يبلغ أن يكون جبلا، المتون: جمع متن، وهو ما غلظ من الأرض.
  22 -  اللدنة: اللينة، روادفها: أعجازها، تنوء: تنهض، والمتن جانب الصلب
  23 -  المأكمة: رأس الورك.
  24 -  السالفة: صفحة العنق، والبلنط: العاج، والخشاش: الصوت
 25  -  شرح ديوان عمر بن أبي ربيعة، عبد الله مهنا، ص (59)، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1406هـ/ 1986م.
  26 -  الرضاب: الريق. الراح: الخمر.
  27 -  القطيب: الممزوج.