الأوزان - 4
م. محمد يحيى كعدان
الأوزان " فْعَلَ ، فْعِلَ ، فْعُلَ ، فْعْلَ ":
السطر الأخير من جدول الأبجدية الرقمي يحوي الحركات، وهي كما جاءت فيه من اليمين إلى اليسار:
الضم ( ُ 00011 ) ، الفتح ( َ 00010 ) ، الكسر ( ِ 00001 ) ، السكون ( ْ 00000 ).
الوزن " فْعَلَ ":
إشارات الأداة " فْعَلَ " تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف لمتشكل لمتشكل، لتتابع: السكون فالفتح فالفتح.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين)، أمام شكل متجسد عام للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على تشكيل لهذا الشكل المتجسد للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على استقلال عن الشكل والصفة معاً، لتشكيل شكل الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة أعلاه، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن مع الأداة " فْعَلَ ".
المثال التالي يوضح ما سبق: " زيدٌ أكْرَمَ الجميعَ ".
نلاحظ التآلف " أَ " بين عناصر الصياغة، الذي يعني أنّ زيداً متأكد من وصول الإكرام للجميع، نتيجة للتآلف القائم بين زيد والإكرام والجميع.
الإشارات في " كْرَمَ " تعني: أنّ " كرم " مستقل عن الشكل والصفة معاً للعنصر " زيد " (لا يطال الإكرام منطلق الصيغة " زيد ")، للشكل العام " كرم "، للشكل العام " الجميع ".
لكن طالما أنّ الوزن " فْعَلَ " يُعبّر عن استقلال الصيغة شكلاً وصفة عن منطلقها فهو يصلح لصياغة الأمر، وهو شرط لازم ولكنه ليس كافياً.
نقول: " زيدٌ جْمَعِ القومَ ". منه نرى جواز ابتداء النطق بساكن ولا داعٍ لوجود ما يُسمّى بألف الوصل قبل الأمر. ومثلها قولنا: " مريحٌ جْعَلَ البيتَ ". سنعرض بشكّل مُبَسّط لذلك فيما يلي:
تتم صياغة الأمر بسكون فاء الفعل (الصيغة)، فيمكن الاستغناء عن منطلق الصيغة " زيد " فنقول: " جْمَعِ القومَ ". أحياناً يكفي للتعبير عن صيغة الأمر، استخدام صيغة ثنائية الحرف، نقول: " زيدٌ عِدِ القومَ ".
في أمثال العبارة السابقة يكون " زيد " مستقلاً عن الصيغة لعدم وجود ثلاث إشارات (عِدِ: من وْعِدِ، وحذفت هنا فاء الفعل). الحركتان تحت " عد " تعنيان: توصيف الوعد، لتوصيف القوم ( فالوعد لم يتجسّد في القوم بل اتصف بهم).
لنأخذ صيغة الأمر " زيدٌ قُمْ بالواجبِ ". في أمثال العبارة السابقة يكون " زيد " مستقلاً عن الصيغة لعدم وجود ثلاث إشارات (قُمْ: من قُوْمْ، وحذفت هنا عين الفعل). الحركتان فوق " قم " تعنيان: تشكيل وتوصيف القيام (ضمّ)، باستقلال عن تشكيل وتوصيف (سكون) الواجب ( يمكن الاستغناء أيضاً عن مستقر الصيغة، فنقول: " قُمْ " فقط).
لنأخذ صيغة الأمر " زيدٌ رْمِ النردّ ". في أمثال العبارة السابقة يكون " زيد " مستقلاً عن الصيغة لعدم وجود ثلاث إشارات (رْمِ: من رْمِي وحذفت هنا لام الفعل). الحركتان فوق " رم " تعنيان: الاستقلال عن تشكيل وتوصيف الرمي (سكون)، لتوصيف (كسر) النرد ( يمكن الاستغناء عن منطلق الصيغة، فنقول: " رْمِ النردَ " ).
طالما أننا نتحدّث عن صيغ الأمر، يكفي للتعبير عنها أحياناً، استخدام صيغة أحادية الحرف، نقول: " زيدٌ رَ القومَ ". في أمثال العبارة السابقة إنّ " زيد " ، " القوم " مستقلتان عن الصياغة لعدم وجود ثلاث إشارات (رَ: من أرَى وحذفت هنا فاء ولام الفعل). الحركة (الفتح) فوق " ر " تعني: تشكّل وتجسّد الرؤيا.
كما يمكن أنْ نقول: " زيدٌ رِ القومَ "، الحركة (الكسر) تحت " ر " تعني: توصيف الرؤيا. رِ: من أرِي، وحذفت هنا فاء ولام الفعل.
لنأخذ صيغة الأمر " زيدٌ عِ الأمرَ ". في أمثال العبارة السابقة إنّ " زيد " ، " الأمر " مستقلتان عن الصياغة لعدم وجود ثلاث إشارات (عِ: من وْعِي، وحذفت هنا فاء ولام الفعل). الحركة (الكسر) تحت " ع " تعني: توصيف الوعي.
لنأخذ صيغة الأمر " زيدٌ قِ نفسكَ ناراً ". في أمثال العبارة السابقة إنّ " زيد " ، " نفسكَ ناراً " مستقلتان عن الصياغة لعدم وجود ثلاث إشارات (قِ: من وْقِي، وحذفت هنا فاء ولام الفعل). الحركة (الكسر) تحت " ق " تعني: توصيف الوقاية.
ملاحظة هامة:
مع أنّ عدد الإشارات يكون بعدد الأحرف، لكن الإشارات تشكّل بنية فوقية لكامل الصيغة وليس لكل حرف منها.
الوزن " فْعِلَ ":
إشارات الأداة "فْعِلَ" تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف لموصف لمتشكل، لتتابع: السكون فالكسر فالفتح.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين) أمام شكل متجسد عام للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على توصيف لهذا الشكل المتجسد للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على استقلال عن الشكل والصفة معاً، لتوصيف شكل الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن مع الأداة " فْعِلَ ".
الآن لنتأمل الأمثلة التالية: زيدٌ رْسِلَ مرسالاً ، زيدٌ شْبِكَ الخطةَ ، زيدٌ ضْرِبَ الباطلَ.
الأداة من الوزن " فْعِلَ "، هي عنصر مستقل عن الشكل والصفة، لتوصيف شكل الكلمة " فعل ".
في المثال الأول: الإشارات في " رْسِلَ " تعني: أنّ " رسل " مستقل عن الشكل والصفة معاً للعنصر " زيد " (لا يطال المرسال منطلق الصيغة " زيد ")، لتوصيف " رسل "، للشكل العام " مرسالاً ".
في المثال الثاني: الإشارات في " شْبِكَ " تعني: أنّ " شبك " مستقل عن الشكل والصفة معاً للعنصر " زيد " (لا يطال الشبك منطلق الصيغة " زيد ")، لتوصيف " شبك "، للشكل العام " الخطةَ ".
في المثال الثالث: الإشارات في " ضْرِبَ " تعني: أنّ " ضرب " مستقل عن الشكل والصفة معاً للعنصر " زيد " (لا يطال الضرب منطلق الصيغة " زيد ")، لتوصيف " ضرب "، للشكل العام " الباطلَ ".
الوزن " فْعُلَ ":
إشارات الأداة " فْعُلَ " تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف لمتشكل وموصف لمتشكل، لتتابع: السكون فالضم فالفتح.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين)، أمام شكل متجسّد عام للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على تشكيل وتوصيف لهذا الشكل المتجسد للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على استقلال عن الشكل والصفة، لتوصيف وتشكيل شكل الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثة المتطابقة بالوزن مع الأداة " فْعُلَ ".
الآن لنتأمل ما يلي: زيدٌ قْتُلَ الطمعَ ، زيدٌ خْرُبَ المخالفةَ.
الأداة من الوزن " فْعُلَ "، هي عنصر مستقل عن الشكل والصفة، لتشكيل وتوصيف شكل الكلمة " فعل ".
في المثال الأوّل: الإشارات في " قْتُلَ " تعني: أنّ " قتل " مستقل عن الشكل والصفة معاً للعنصر " زيد " (لا يطال القتل منطلق الصيغة " زيد ")، لتشكيل وتوصيف " قتل "، للشكل العام " الطمعَ ".
في المثال الثاني: الإشارات في " خْرِبَ " تعني: أنّ " خرب " مستقل عن الشكل والصفة معاً للعنصر " زيد " (لا يطال الخرْب منطلق الصيغة " زيد ")، لتشكيل وتوصيف " خرب "، للشكل العام " المخالفةَ ".
الوزن " فْعْلَ ":
إشارات الأداة " فْعْلَ " تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف، لمستقل عن التشكيل والتوصيف لمتشكل، لتتابع: السكون فالسكون فالفتح.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين)، أمام شكل متجسد عام للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على استقلال عن التشكيل والتوصيف لهذا الشكل المتجسد للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على استقلال عن الشكل والصفة، لاستقلال عن الشكل والصفة لشكل الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة وزناً مع الأداة " فْعْلَ ".
لنتأمل المثال التالي: يْسْ وَالقُرآنِ الحَكِيمِ يس 1-2.
حيث أنّ عملية تركيب الصيغ عملية تجميعية، فإن كتابتنا للصيغة أعلاه كما يلي لن يغيّر في المعنى العام للصياغة: " يْ(سْ(وَ(القرآنِ الحكيم))) ".
أي أنّ " القرآنِ الحكيم " (والله أعلم) هو: عنصر حاضر معروف الشكل للمتكلم ( و 11010 )، ثمّ يغيب ويصبح معروف الصفة للمتكلم ( س 10001 )، ثم يتشكّل كعنصر عام غائب أمام المتكلم والمستمع ( ي 10110 ).
بالتالي " يس و " تتحدّث عن عنصر غائب، يعرف المتكلم والمستمع شكله العام (ي)، لعنصر غائب يعرف المتكلم صفته (س)، لعنصر حاضر متشكّل عند المتكلم (و).
منه: الإشارات في " يْسْ وَ = يْسْوَ " تعني: أنّ " يسو " مستقل عن الشكل والصفة معاً للمخاطب، لمستقلٍ عن التشكيل والتوصيف " يسو "، للشكل العام " القرآن الكريم ".
|