عوامل ظهور التجديد الأدب العربي

محمد فهمي يوسف

التجديد في الشعر العباسي:

تغيرت صور الحياة وقيم الأشياء في ذلك العصر عن نظائرها في الحياة الجاهلية ففضائل الجاهليين لم تعد مما يتغنى به الشعراء في العصر العباسي الأول

كذلك تطورت الحياة المادية الجاهلية التي كانت تقوم على السذاجة والبساطة ، إلى تعدد الأعمال وزيادة التجارب

كما انتشرت الشعوبية التي قامت على الحط من شأن العرب ونقد أشعارهم ومعانيهم الشعرية

* أثرت الثقافة الأجنبية وبخاصة الفارسية في الشعر والأدب العباسي مع بقاء بعض بقايا من قيود الشعر القديم في اللغة العربية كالأوزان والقوافي ؛ ويقول ( نكليسون ) المستشرق الباحث في الأدب العربي : لم يدخل الفرس على على الشعر العباسي مثل تلك الفخامة التي كانت لأساليبه في الشعر القديمولكنهم أدخلوا عليه الخيال الحي والتعبير الدقيق وعمق الإحساس وأمدوه بكثير من الآراء والأفكار

ونتج عن ذلك تطورفي رقة العبارة وعمق في نقد الشعر والتفنن في المعاني وجودة في اختيار الألفاظ

ويأتي عامل خامس لظهور المناهج الجديدة في الشعر والأدب بعامة هو اعتماد الشعراء على تشجيع الخلفاء والأمراء العباسيين وكبار رجال الدولة ، بسبب عدموجود تجارة كتب منظمة ، أو نشر لإبداعات الشعراء ؛ فكان اعتمادهم في كسب عيشهم على التقرب من الخلفاء والعظماء بالقصائد الرناة ، ابتغاء المنح والعطايا ، ، وقد دخل الحلبة معهم غير العرب من الشعراء الفرس ، ولما كان حكم العباسيين استبدايا كان الإفراط في المدح هو السبيل إلى ذلك التقرب من جانب الشعراء ؛ للتنافس في الإبداع الشعري ، ومثال ذلك قول البحتري يمدح الخليفة المتوكل في عيد الفطر فيقول :

فأنعِمْ بيومِ الفطر عيدا إنه = يوم أغر من الزمان مُشَهَّرُ

==============

مصادر المقال

محاضرات الدكتور أحمد الحوفي في كلية دار العلوم 1965

كتاب تاريخ الإسلام للدكتور حسن إبراهيم

مختصر تاريخ العرب الأدبي لسيد أمير علي