الأوزان - 10

م. محمد يحيى كعدان


الأوزان " فِعَلُ ، فِعِلُ ، فِعُلُ ، فِعْلُ ":
نجد أنّ مجموعة الأوزان هذه تتفق تقريباً مع معنى مجموعة الأوزان " فِعَلَ، فِعِلَ، فِعُلَ، فِعْلَ " (انظر المقال 42)، باستثناء أنّ صياغة الأولى تبتدئ من شكل وصفة معاً ، بينما صياغة المجموعة الثانية تبتدئ من شكل فقط.
السطر الأخير من جدول الأبجدية الرقمي يحوي الحركات، وهي كما جاءت فيه من اليمين إلى اليسار:
الضم ( ُ 00011 ) ، الفتح ( َ 00010 ) ، الكسر ( ِ 00001 ) ، السكون ( ْ 00000 ).
الوزن " فِعَلُ ":
واضح أنّ إشارات (حركات) الصيغة: " فِعَلُ "، واعتباراً من اليسار، تعني: التشكيل والتوصيف لتشكيل لتوصيف. 
وذلك لتتابع: الضمّ فالفتح فالكسر.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين) أمام شكل موصّف للكلمة " فعل "، وبعد ذلك نحصل على تشكيل أو تجسيد عام لهذا الشكل الموصّف للكلمة " فعل "، أي أننا في المرحلة الثانية أمام تشكيل لشكل وتوصيف الكلمة " فعل "، أخيراً نحصل على توصيف لتشكيل شكل وصفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن (بالحركات) مع الصيغة: فِعَلُ.
الأمثلة التالية توضح ما سبق: "كِبَرُ"، "قِبَلُ"، "عِبَرُ"، "عِمَدُ"، … إلخ.
الكلمات من الوزن " فِعَلُ "، تعبّر عن توصيف شكل عام لعنصر، هو شكل موصّف للكلمة المعنية. قد تكون هذه الكلمة قابلة للجمع مثل " عِبَرُ ، عِمَدُ "، أو قد تكون مفردة غير قابلة للجمع مثل " كِبَرُ ، قِبَلُ ".
لنتأمل المثالين التاليين: " الشجاعةُ فِعَلُ زيدٍ "، " الوقارُ كِبَرُ زيدٍ".
نلاحظ أنّ الكلمتين في المثالين أعلاه " فِعَلُ "، " كِبَرُ " عبارة عن توصيف لتشكيل شكل وصفة الكلمة المعنية، أي كلاهما عبارة عن توصيفِ شكلٍ عام لعنصرٍ متشكل وموصّف (فيزيائي)، لكن الأولى في حالة الجمع (كونها عامة وقابلة للجمع)، بينما الثانية في حالة المفرد (كونها عامة وغير قابلة للجمع). التعبير الصحيح هو أنهما في الحالة العامة، ويُحدد العدد إمكانية استغراق العنصر الذي تعبّر عنه الكلمة المعنية للعنصر المصاغ بها وهو "زيد" هنا.
في المثال الأول إشارات " فِعَلُ " تعني أنّ الصيغة " فعل " شكل موصّف (عنصر فيزيائي) للصيغة (من) "زيد"، يدل على ذلك إشارة الضمّ (من اليسار)؛ ثمّ تُصبح " فعل " صيغة متشكلة عامّة (أي لدينا أفعال) لعنصر فيزيائي للصيغة "زيد"، يدل على ذلك إشارة الفتح الثانية، ثم تنتهي الصيغة " فعل " لتصبح توصيفاً يجعل صيغة "الشجاعة" صفة لتشكّل الأفعال للعنصر الفيزيائي (المتشكّل والموصّف) للصيغة "زيد"، يدلّ على ذلك إشارة الكسر.
في المثال الثاني تعني الإشارات أنّ الصيغة " كبر " شكل موصّف (عنصر فيزيائي) للصيغة (من) "زيد"، يدلّ على ذلك إشارة الضمّ (من اليسار)؛ ثمّ تُصبح " كبر " صيغة (متجسّدة، ظاهرة) متشكلة عامّة (غير قابلة للجمع هنا) لعنصر فيزيائي للصيغة "زيد"، يدل على ذلك إشارة الفتح الثانية، ثم تنتهي الصيغة " كبر " لتصبح توصيفاً يجعل صيغة "الوقارُ" صفة (للكبر الظاهر) لتشكّل الكبر لعنصر فيزيائي للصيغة "زيد"، يدل على ذلك إشارة الكسر. 
الكلمات من الوزن " فِعَلُ " هي توصيف أو تحديد لعنصر متشكّل عام لعنصر فيزيائي (تشكيل وتوصيف) للكلمة المعنية.
الوزن " فِعِلُ ":
إشارات الصيغة " فِعِلُ " تعني: التوصيف لموصف لمتشكل موصّف، وذلك لتتابع: الكسر فالكسر فالضمّ.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين) أمام شكل موصّف (عنصر فيزيائي) للكلمة " فعل "، ثم نحصل على توصيف أو تمييز لهذا العنصر الفزيائي للكلمة " فعل "، أخيراً نحصل على توصيف، لتوصيف شكل وصفة العنصر " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن مع الصيغة " فِعِلُ ". 
الأمثلة التالية توضح ما سبق: "ضِرِبُ"، "فِكِرُ"، "عِلِمُ"، … الخ.
لنتأمل المثالين التاليين: " استغربتُ فِعَلَ زيدٍ في الرحلةِ " ، " استغربتُ فِعِلَ زيدٍ في الرحلةِ ".
الكلمة " فِعَلَ " في المثال الأوّل، تدل على توصيف لعنصر (متشكّل) عام هو شكل للعنصر " فعل ". 
هذا يعني كما قلنا: كل أفعال زيد في الرحلة (لأنّ إشارة الفتح في عين الفعل تدل على أنّ " فعل " عنصر عام).
الكلمة " فِعِلَ " في المثال الثاني، تدلّ على توصيف أو تخصيص عنصر موصّف (مخصص) هو شكل للعنصر " فعل ". هذا يعني فعلاً مخصصاً (مُختاراً أو موصفاً) من أفعال زيد في الرحلة (لأن إشارة الكسر في عين الفعل تدل على أننا أمام عنصر مخصص).
نستخدم الكلمات الثلاثية من الوزن: " فِعِلُ "، للتعبير عن الصيغ التي تُميّز تمييزاً لعنصر فيزيائي (لتشكيل وتوصيف معاً) للصيغة " فعل ". ومثاله: " غريبٌ فِعِلُ زيدٍ في الرحلةِ ".
الوزن " فِعُلُ ":
إشارات (حركات) الصيغة: " فِعُلُ "، تعني: التوصيف لتشكيل وتوصيف شكل موصّف. وذلك لتتابع: الكسر فالضمّ فالضمّ.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين)، أمام شكل موصّف (عنصر فيزيائي) للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على عنصر فيزيائي (تشكيل وتوصيف معاً) لهذا الشكل الموصّف للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على صفة، لتشكيل وتوصيف (لعنصر فيزيائي) لشكل موصّف (لعنصر فيزيائي) للعنصر " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن مع الأداة " فِعُلُ ". 
المثال التالي يوضح ما سبق: " كثيرٌ وِلُدُ زيد ".
نستخدم الكلمات الثلاثية من الوزن: " فِعُلُ "، للتعبير عن الصيغ التي توصّف عنصراً معروفاً وفيزيائياً (شكلاً وصفة) لعنصر فيزيائي.
الوزن " فِعْلُ ":
إنّ إشارات الأداة " فِعْلُ " تعني: التوصيف لمستقل عن التشكيل والتوصيف لمتشكل موصّف. 
وذلك لتتابع: الكسر فالسكون فالضمّ.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين) أمام شكل موصّف (فيزيائي) للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على استقلال عن التشكيل والتوصيف معاً لهذا الشكل الموصّف للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على صفة للاستقلال عن التشكيل والتوصيف لشكل وصفة العنصر " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن (بالحركات) مع الأداة " فِعْلُ ". 
الأمثلة التالية توضح ما سبق: "جِلْدُ"، "عِنْدُ"، "عِلْمُ"، … الخ.
نستخدم الكلمات الثلاثية من الوزن " فِعْلُ " للتعبير عن صفات، لعناصر مستقلة عن التشكيل والتوصيف، لعناصر فيزيائية (متشكلة وموصّفة).
لنتأمل المثال التالي: " أعجبني عِلْمُ زيدٍ ".
تعني الإشارات أنّ الصيغة " علم " شكل موصّف (فيزيائي) للصيغة " زيدٍ "، يدلّ على ذلك إشارة الضمّ (من اليسار)؛ ثمّ تُصبح " علم " صيغة مستقلة عن الشكل والصفة أو التعميم والتخصيص، يدلّ على ذلك إشارة السكون، ثم تنتهي الصيغة " علم " لتصبح توصيفاً يجعل صيغة " أعجبني " صفة لاستقلال " علم " عن التشكيل والتوصيف لعنصر فيزيائي للصيغة " زيدٍ "، يدل على ذلك إشارة الكسر.