اللغة العربية والعلوم.. عطاء شاهد ومستقبل واعد

البوابة

 عقدت المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، مؤخرًا ندوة تحت عنوان "اللغة العربية والعلوم.. عطاء شاهد ومستقبل واعد"، وذلك للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام. واشتملت الندوة على محاضرة ألقاها الأستاذ الدكتور عبدالمجيد نصير، أستاذ الرياضيات في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وعضو مجمع اللغة العربية الأردني، أعقبها جلسة حوارية للرد على أسئلة الحضور المشاركين.

وجاءت هذه الندوة في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها مؤسسة قطر لدعم اللغة العربية ونشرها، بهدف حماية الهوية العربية للبلاد، والإسهام المتميز في النهوض بها كلغة تخاطب وعلم وبحث وثقافة؛  من أجل إعداد وتنشئة أجيال ملمة بلغتها وتقاليدها وتراثها.

افتتح سعادة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن تركي السبيعي رئيس مجلس أمناء المنظمة الندوة بكلمة رحب فيها بالمحاضر وبالحاضرين ، وتحدث بإيجاز عن نشأة المنظمة وتأسيسها بمبادرة كريمة من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عام 2013؛ لتعمل على الاهتمام باللغة العربية عبر سبعة محاور رئيسية."

وأوضح أن هذه المحاور تشتمل على تأصيل عملية التعليم والتعلم من خلال أداء المعلم والطالب والمناهج، ووضع التوجه الإعلامي بأشكاله كافة ليصبح أقرب ما يكون إلى اللغة العربية الفصحى المعاصرة، وتشجيع البحوث وتطويرها في مجال اللغة العربية، واستخدام التقنيات الحديثة في تحقيق هذا الغرض، ودعم جهود الترجمة من اللغة العربية وإليها، وتعريب المصطلحات العلمية والتقنية، والقيام بمبادرات المجتمع المدني والأكاديميات والمجامع التي تساعد على النهوض باللغة العربية والحث على استعمالها، والعمل على تطوير حوسبة اللغة العربية من خلال محركات البحث والقواميس الإلكترونية وأرشفة الوثائق الرقمية، إضافة إلى حماية اللغة العربية وتأكيد الالتزام بها في التشريعات والأنظمة والقوانين كلغة وطنية أولى في المجتمع القطري.

ومن جانبه أثنى الدكتور عبدالمجيد نصير، خلال محاضرته، على الدور المهم الذي تؤديه المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية وحمايتها والحث على استخدامها وتشجيع مبادرات المجتمع المدني والأكاديميات والمجامع بهذا الخصوص.

واستعرض المحاضر مراحل الاهتمام باللغة العربية وارتباطها بالعلوم من خلال الارتباط بالعلوم الشرعية ، ثم تطورها بداية من عصر الأمويين وحتى وقتنا هذا. وأكد الدكتور نصير أن اللغة العربية لا يوجد بها مشكلة في حد ذاتها؛ فهي تستوعب كافة المصطلحات بقدرتها الاشتقاقية وتقبلها لمختلف المصطلحات، مشيرًا إلى أن العربية الفصحى هي الخيط الناظم للأمة العربية وهناك ضرورة ملحة لتطويرها ومواجهة التحديات التي تعتريها.

وتحدث الدكتور نصير عن حاضر اللغة العربية ومستقبلها، مبديًا تفاؤله إزاء مستقبل لغة الضاد لأن الله عز وجل تكفل بحفظها. كما أشاد بالمبادرات المبذولة للنهوض باللغة العربية في مختلف أقطار العالم العربي، ومن بينها المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية.

وانتهت المحاضرة إلى ضرورة الاهتمام بتعريب العلوم والنهوض باللغة العربية من خلال إنشاء دار نشر عربية كبرى تختص بالمنتج اللغوي يمكن أن تتبع اتحاد الجامعات العربية بحيث تتولى نشر كتب التدريس التي يتم اختيارها عن طريق مسابقات علمية. كما شدد المحاضر على أهمية الإعداد العلمي لأعضاء هيئات التدريس الذين يتولون مهمة تعليم اللغة العربية في المدارس والجامعات، مشيرا إلى أن القرار السياسي العربي يتوافق مع هذه الأفكار. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة تمهد للمؤتمر الثاني للنهوض باللغة العربية، الذي تنظمه المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية يومي 20 و21 يناير القادم، في مركز قطر الوطني للمؤتمرات بالدوحة.
 

البوابة