الأوزان - 12

م. محمد يحيى كعدان

 

الأوزان " فْعَلُ ، فْعِلُ ، فْعُلُ ، فْعْلُ ":
نجد أن مجموعة الأوزان هذه تتفق تقريباً مع معنى مجموعة الأوزان " فْعَلَ، فْعِلَ، فْعُلَ، فْعْلَ " (انظر المقال 44)، باستثناء أن صياغة الأولى تبتدئ من شكل وصفة معاً ، بينما صياغة المجموعة الثانية تبتدئ من شكل فقط.
السطر الأخير من جدول الأبجدية الرقمي يحوي الحركات، وهي كما جاءت فيه من اليمين إلى اليسار:
الضم ( ُ 00011 ) ، الفتح ( َ 00010 ) ، الكسر ( ِ 00001 ) ، السكون ( ْ 00000 ).
الوزن " فْعَلُ ":
إشارات الأداة " فْعَلُ " تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف لمتشكل لمتشكل وموصّف، لتتابع: السكون فالفتح فالضمّ.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين)، أمام شكل موصّف للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على تشكيل لهذا الشكل الموصّف للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على استقلال عن الشكل والصفة معاً، لتشكيل شكل وصفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة أعلاه، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن مع الأداة  " فْعَلُ ". 
المثال التالي يوضح ما سبق: " الشهداءُ أَكْرَمُ من في الدنيا وأنْبَلُ بني البشر ".
نلاحظ التآلف " أَ " بين عناصر الصياغة، الذي يعني أنّ الشهداء والكرَم ومن في الدنيا في حالة تآلف. 
الإشارات في " كْرَمُ " تعني: أنّ " كرم " مستقل عن الشكل والصفة معاً للعنصر " الشهداء " (لا يطال كرَم من في الدنيا منطلق الصيغة " الشهداء ")، للشكل العام " كرم "، للشكل الموصّف (العنصر الفيزيائي) للصيغة " من في الدنيا ".

الوزن " فْعِلُ ":
إشارات الأداة "فْعِلُ" تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف لموصف لمتشكل وموصّف، لتتابع: السكون فالكسر فالضمّ.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين) أمام شكل موصّف للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على توصيف لهذا الشكل المتجسد للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على استقلال عن الشكل والصفة معاً، لتوصيف شكل وصفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن مع الأداة " فْعِلُ ".

الوزن " فْعُلُ ":
إشارات الأداة " فْعُلُ " تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف لمتشكل وموصف لمتشكل موصّف، لتتابع: السكون فالضم فالضمّ.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين)، أمام شكل موصّف للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على تشكيل وتوصيف لهذا الشكل الموصّف للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على استقلال عن الشكل والصفة، لتوصيف وتشكيل الشكل الموصّف للكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن مع الأداة " فْعُلُ ". 

الوزن " فْعْلُ ":
إشارات الأداة " فْعْلُ " تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف، لمستقل عن التشكيل والتوصيف لمتشكل وموصّف، لتتابع: السكون فالسكون فالضمّ.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين)، أمام شكل موصّف للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على استقلال عن التشكيل والتوصيف لهذا الشكل الموصّف للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على استقلال عن الشكل والصفة، لاستقلال عن الشكل والصفة لشكل وصفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة وزناً مع الأداة " فْعْلُ ".

قلنا في مقالنا السابق (انظر المقال 51): " عند إضافة حرف الألف ( ا 11111 ) ضمن الصيغة الثلاثية " فعل " نحصل على " فاعل " أو " فعال ".
نلاحظ أن التآلف (حرف الألف) عندما يقترب من فاء الصيغة نحصل على اسم فاعل، وعندما يقترب من لام الصيغة نحصل على ما يُسمى باسم مصدر ".
ونظرنا في الصيغة " قال " كنموذج. والآن لنبحث في بعض دلالات اشتقاقات هذه الصيغة. 
ندرس " قال " كما يلي: ق(ال) وتعني: الأثر الموصّف الذي يتم على أساسه اقتفاء العنصر المعرّف.
لأن قاف ( ق 01101 ) عنصر موصّف حاضر عند المستمع، بينما (ال) هي أداة التعريف (انظر المقال 20)، وبالتالي معنى " قال ": هو أثر موجود أمام المستمع للدلالة على عنصر معرّف. أي يتحدّث المتكلم بحديث عند المستمع للدلالة على معنى هذا الحديث.
ندرس " قول " كما يلي: ق(ول) وتعني: الأثر الموصّف الذي يتم على أساسه اقتفاء العنصر الحاضر المتوجه (الموالي) للمتكلم. لأنّ قاف ( ق 01101 ) عنصر موصّف حاضر عند المستمع، بينما (ول): 
" من تعريف الواو وهو 11010، واللام وهو 10100، وتعني:
معرفة المتكلم فقط بشكل عنصر حاضر (و)، لعنصر غائب غير معروف الشكل والصفة للمتكلم والمستمع (ل).
هذا يدل على توجّه العنصر باتجاه المتكلم فقط، وهذا التوجّه من بُعد حقيقة أو حكماً، وهو كاف لمعرفة المتكلم لشكل هذا العنصر دون معرفة صفته (معرفة تفاصيله)، يقول تعالى }فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسْجِدِ الحرامِ{ (البقرة 144)، نقول: مشيت وَلْ نهر، ونعني: مشيت مع شكل النهر. وهكذا فكل العناصر التي تصوغها هذه الصيغة، تدل على معرفة أو تعامل المتكلم مع شكلها فقط، لتوجهها باتجاهه كما ذكرنا " (انظر المقال 14).
بالتالي معنى " قول ": هو أثر موجود أمام المستمع للدلالة على عنصر توجّه باتجاه المتكلم.
ندرس " قيل " كما يلي: ق(يل) وتعني: الأثر الموصّف الذي يتم على أساسه اقتفاء العنصر المتشكّل الغائب المنادى عليه " ياء ".
لأن قاف ( ق 01101 ) عنصر موصّف حاضر عند المستمع، بينما (يل):
" من تعريف الياء وهو 10110، واللام وهو 10100، وتعني:
معرفة المتكلم والمستمع بشكل عنصر غائب (ي)، لعنصر غائب غير معروف الشكل والصفة للمتكلم والمستمع (ل). هذا يدل على إيلاء العنصر الغائب (بآثاره مثلاً) للمتكلم والمستمع، فتمكنا من معرفة شكله فقط، ولولا ذلك لما تمكنا من هذه المعرفة، لأنهما حسب الصيغة: (ل)، لا يعرفان شكله وصفته بداية " (انظر المقال 14).
بالتالي معنى " قيل ": هو أثر موجود أمام المستمع للدلالة على عنصر غائب منادى عليه.