الأوزان - 13

م. محمد يحيى كعدان

 


الأوزان " فَعَلْ ، فَعِلْ ، فَعُلْ ، فَعْلْ ":
نجد أن مجموعة الأوزان هذه تتفق تقريباً مع معنى مجموعة الأوزان " فَعَلَ، فَعِلَ، فَعُلَ، فَعْلَ " (انظر مقال الأوزان 1)، باستثناء أن صياغة الأولى تبتدئ من مستقل عن الشكل والصفة ، بينما صياغة المجموعة الثانية تبتدئ من شكل فقط.
السطر الأخير من جدول الأبجدية الرقمي يحوي الحركات، وهي كما جاءت فيه من اليمين إلى اليسار:
الضم ( ُ 00011 ) ، الفتح ( َ 00010 ) ، الكسر ( ِ 00001 ) ، السكون ( ْ 00000 ).
الوزن " فَعَلْ ":
واضح أنّ إشارات (حركات) الصيغة: " فَعَلْ "، واعتباراً من اليسار إلى اليمين، تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف لتشكيل شكل. وذلك لتتابع: الفتح فالفتح فالسكون.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين) أمام استقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على تشكيل أو تجسيد عام لهذا الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، أخيراً نحصل على تشكيل أو تجسيد عام أيضاً، لتشكيل الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل ". 
تخضع لنفس الدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن (بالحركات) مع الصيغة: فَعَلْ.
الأمثلة التالية توضح ما سبق: ضَرَبْ ، قَتَلْ ، جَلَبْ ، وَقَعْ ، عَلَمْ ، عَمَلْ ، ... إلخ.
نلاحظ العمومية في الكلمات الثلاثية من الوزن " فَعَلْ " فلا وجود لإشارة التوصيف (الكسر)، يبدو هذا واضحاً من المثال التالي عن الكلمة " عَمَلْ " وهو: رائعٌ في زيدٍ العَمَلْ (نتحدث عن عمل زيد عموماً). 
نحن هنا أمام صيغة عامة متحققة ومتجسّدة لعنصر: العمل.
بداية لدينا عنصر مستقل عن الشكل والصفة: هو العمل، ثم نأخذ شكلاً لعنصر عام من العنصر السابق هو: عمل زيد فقط، ثم يتم إظهار أو تشكيل هذا العمل العام وتجسيده (إذ تمكنت من أنْ أجده أنا رائعاً).
ونلاحظ أننا أمام وقف، يوحي بانتهاء التعبير والدلالة للعبارة في السكون. لأنها تكون مستقلة. 
الوزن " فَعِلْ ":
واضح أنّ إشارات (حركات) الصيغة: " فَعِلْ "، واعتباراً من اليسار إلى اليمين، تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف لتوصيف شكل. وذلك لتتابع: الفتح فالكسر فالسكون.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين) أمام استقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على توصيف أو تمييز  لهذا الاستقلال عن الشكل والصفة للكلمة " فعل "، أخيراً نحصل على تشكيل أو تجسيد عام، لتوصيف الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل ". 
تخضع لنفس الدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن (بالحركات) مع الصيغة: " فَعِلْ ".
الأمثلة التالية توضّح ما سبق: عَمِلْ ، سَمِعْ ، فَهِمْ ، عَلِمْ ، ... إلخ.
الوزن " فَعُلْ ":
إنّ إشارات (حركات) الصيغة: " فَعُلَ "، اعتباراً من اليسار إلى اليمين، تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف لتشكيل وتوصيف شكل. وذلك لتتابع: الفتح فالضم فالسكون.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين) أمام استقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على تشكيل وتوصيف معاً لهذا الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، أخيراً نحصل على تشكيل أو تجسيد عام، لتشكيل وتوصيف الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل ".
تخضع لنفس الدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن (بالحركات) مع الصيغة: " فَعُلْ ".
 الأمثلة التالية توضح ما سبق: كَبُرْ ، صَغُرْ ، جَمُلْ ، عَلُمْ ، ... إلخ.
الوزن " فَعْلْ ":
إنّ إشارات (حركات) الصيغة: " فَعْلْ "، اعتباراً من اليسار إلى اليمين، تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف لمستقلٍ عن التشكيلِ والتوصيف لمتشكّل. وذلك لتتابع: الفتح فالسكون فالسكون.
نحن أمام تجسيد أو شكل عام، للاستقلال عن التشكيل والتوصيف، لاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل ".
تخضع لنفس الدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن (بالحركات) مع الصيغة: " فَعْلْ ".
 الأمثلة التالية توضح ما سبق: كَبْرْ ، صَغْرْ ، جَمْلْ ، عَلْمْ ، ... إلخ.

قلنا سابقاً (انظر مقال الأوزان 11): أنّ الكلمات تتكوّن من تركيب الصيغ، وأبسطها الأبجدية وهي كلمات مكوّنة من حرف واحد، وعددها 28 (صيغة أساسية)، وكلّ حرف يحمل دلالته ومعناه الذي لا يتغيّر عبر اسمه، وذلك في البنية التحتية. ووفق معطيات جدول الحقيقة الأبجدي (انظر مقال جدول الحقيقة الأبجدي).
كل حرف من الأحرف السابقة يمكن له أن يأخذ أربعة مواقع في البنية الفوقية (انظر مقال الصياغة التحويلية الشكلية)، فكل حرف يخضع لواحدة من الحركات الأربع الضمّ، الفتح، الكسر، السكون. 
طبعاً ليست كل تلك الصيغ مستخدمة، ومقياس الاستخدام الوحيد هو المفهوم المنطقي والدلالي.

حيث يدلّ الفتح على التشكيل والتجسيد (الخلق) للعنصر، ويدلّ الكسر على التمييز أو الاختيار أو الترتيب أو التوصيف (منح الهويّة)، ويدلّ الضمّ على التشكيل والتوصيف معاً أي على العنصر الفيزيائي، ويدلّ السكون على الاستقلال عن التشكيل والتوصيف أي غياب شكل وصفة العنصر معاً. 
إذا أردنا صياغة عنصر ما وليكن س، نكتب مثلاً: نْ(س). حيث ( ن 10010 ) هي دلالة الحديث عن العنصر المتشكّل العام والغائب (عام لأنه غير موصّف) بالنسبة للمتكلم، وهو ما اصطلح عليه بأداة التنكير. وبعد ذلك نتابع تعريف العنصر فنكتب مثلاً زيدُنْ، وطبعاً لا حاجة للإشارة إلى الرمز س.
إنّ السكون فوق نْ يعني أنّ الصيغة ن هي صيغة مستقلة عن التشكيل والتوصيف، فهي تطال أي عنصر نكرة (عام)، شكلاً كان أم صفة أم عنصراً فيزيائياً.
ومن الممكن أن تكون نْ في موقع آخر من الجملة كما في مقالنا عن فواتح السور:
" { نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ } القلم1 : تعريف النون ( ن 10010 ). 
يعني (والله أعلم): يُقسم سبحانه تعالى بكل عنصر غائب عام خلقه ويعرفه " ن "، وبكل قلم أو أداة لخلق أي عنصر وما يصدر عنها بوساطة الآخرين " وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ". ( نُذكّر أنّ أيّ عنصرٍ هو كلمة ) ".
ومن الممكن ابتداء الكلام بها، رغم أنها ساكنة. بالتالي لا وجود لما يُسمّى بألف الابتداء. مثل: 
(نْفَعَل، نْسَكَب، نْرَبَط، نْكَتَب). (نْفِعِل، نْقِبِر، نْفِلِت، نْكِتِب). (نْفُعِل، نْجُبِر، نْشُغِل، نْكُتِب).
وتعني أنّ الصيغة التي تأتي بعد ( ن 10010 ) تغدو شكلاً أو تجسيداً غائباً عند المتكلم، وهي مستقلة نتيجة السكون، وبالتالي تصوغ أية صيغة بعدها شكلاً كانت أم صفة أم شكلاً وصفة معاً. 
أحياناً يتم استخدام الفتح ليدلّ على تشكيل العنصر (تجسيده)، مثل: كَ(جبلٍ) (هنا: جبل = س).
أحياناً يتم استخدام الكسر ليدل على نخب أو اختيار أو تمييز أو توصيف عنصر وغياب التشكيل أو التجسيد، أي أنّ الحديث يتم عن معنى غير متجسّد، مثل: قِ(نفسكَ).
أحياناً يتم استخدام الضمّ ليدلّ على التشكيل والتوصيف معاً أو على العنصر الفيزيائي، مثل: أُ(سْمِعُ)، أُ(نْجِزُ).     
 
طبعاً لدينا كلمات تتركّب من حرفين عددها: 282 = 784 كلمة في البنية التحتية.
وكل كلمة مما سبق يمكن لها أنْ تأخذ حركتين فقط، وبالتالي فكل كلمة يمكن أن تكون في موقع من 42 = 16 موقعاً في البنية الفوقية. والأمثلة التالية توضّح بعض الاستخدامات:
فتح فسكون. مثل: اَلـْ التعريف. وتدلّ على تشكيل مستقل.
ضمّ فسكون. مثل: كُنْ. وتدلّ على صياغة عنصر فيزيائي من مستقل.
كسر فسكون. مثل: إِنْ. وتدلّ على توصيف مستقل (العنصر لم يتجسّد بعد).
سكون فسكون. مثل: يْسْ. وتدلّ على استقلال مستقل.
 
طبعاً لدينا كلمات تتركّب من ثلاثة أحرف عددها: 283 = 21952 كلمة في البنية التحتية.
وكل كلمة يمكن لها أنْ تأخذ ثلاثة حركات فقط، وبالتالي فكل كلمة يمكن أن تكون في موقع من 43 = 64 موقعاً في البنية الفوقية. 
المناقشة أعلاه مفتوحة نظرياً لتطال كلمات من أي عدد من الأحرف. 
طبعاً كما قلنا ليست كل تلك الصيغ مستخدمة، ومقياس الاستخدام الوحيد هو المفهوم المنطقي والدلالي.
نلاحظ غنى البنية الفوقية في اللغة العربية، وبساطة تكوينها. فهي مكوّنة من أبجدية رباعية.