من المسئول عن رداءة الخط العربي عند أبنائنا؟

أ.د. ياسر الملاح
 
إن من يطلع على خطوط أبنائنا في الجامعات يصيبه الدوار والفزع لضعفها وتدني مستواها الفني، ولبعدها عن الصواب الذي ينبغي أن تكون عليه. وأنا لا أصف قلة قليلة من خطوط أبنائنا، وعندئذ، نقول: إن هذه القلة لأسباب خاصة لم تستطع تحسين خطها، ولكن الأكثرية منهم متورطون في هذا الوصف. إن الخط العربي ليس مجرد رسم يعجبني أو لا يعجبني، ولكنه وعاء مهم حفظ لنا تراثنا الغالي، واختاره ربنا ليحفظ به القرآن الكريم، وحرص عليه رسولنا الكريم عندما اختار كتاب الوحي. كما أنه رمز لحضارة عريقة كان لها يوما دور مهم في تقدم العلم والحياة الإنسانية وحفظ منجزات الحضارات الأخرى كالحضارة اليونانية والهندية وغيرهما من الحضارات القديمة التي عكف على ترجمتها علماء أتقنوا العربية فحفظوا هذا التراث من الضياع بالعربية. أضف إلى هذا كله أن أمما كثيرة اتخذت هذا الخط وعاء للغتها وتعبيرها الفني والعلمي، وهذا ما نشاهده هذه الأيام عندما نرى لافتات ترفع بالعربية كما هو معروف عن الإيرانيين والأفغانيين والباكستانيين والأتراك والهنود. 
ولقد احتفى أجدادنا بالخط احتفاء كبيرا وطوروه تطويرا بديعا حتى غدا آية من آيات الفن الجميل فقدموه للأجيال المقبلة وهو على أحسن هيئة، أفمن البر بهؤلاء الأجداد أن ندير ظهورنا هذه الأيام لما قدموه لنا من جمال في الخط، وأنواع جعلت منه علما وهندسة لا مثيل لها؟!؟! ويا ليت شعري إذا لم نعن نحن بهذا الفن ونورثه لأبنائنا الآن وغدا وفي كل زمن فمن الذي يفعل ذلك؟ صحيح أن الأتراك طوروا الخط العربي تطويرا ممتازا، وأصبح عندهم فنا له متخصصون ومتنافسون انطلاقا من حسهم وانتمائهم الديني، وجزى الله مبدعيهم على هذا الصنيع البديع كل الخير، ولكن ألسنا نحن العرب بأولى من أي أمة أخرى بصيانة الخط العربي وتبني تطويره وتوريثه لأبنائنا توريث انتماء وغيرة وعبادة؟!؟ بلى والله، إن الحق يتطلب هذا ويلح عليه لأن الخط خطنا وهو يحمل اسم قوميتنا.
يقول ابن خلدون في الخط وأهميته:" فصل في أن الخط والكتابة من عداد الصنائع الإنسانية، وهو رسوم وأشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس، فهو ثاني رتبة من الدلالة اللغوية. وهو صناعة شريفة إذ الكتابة من خواص الإنسان التي يميز بها عن الحيوان. وأيضا فهي تطلع على ما في الضمائر وتتأدى بها الأغراض إلى البلد البعيد، فتقضى الحاجات، وقد دفعت مؤونة المباشرة لها، ويطلع بها على العلوم والمعارف وصحف الأولين، وما كتبوه من علومهم وأخبارهم. فهي شريفة بهذه الوجوه والمنافع. وخروجها في الإنسان من القوة إلى الفعل إنما يكون بالتعليم. وعلى قدر الاجتماع والعمران والتناغي في الكمالات والطلب لذلك تكون جودة الخط في المدينة، إذ هو من جملة الصنائع، وقد قدمنا أن هذا هو شأنها وأنها تابعة للعمران".
ويؤخذ من هذا النص أن الخط صناعة شريفة ضرورية للإنسان المتحضر، وهو مظهر من مظاهر المدنية، وأنه الوجه الثاني لعملة اللغة التي، كما يفهم من كلامه، لا تكون إلا بوجهين هما: النطق والكتابة، وبناء على هذا فإن إهمال الخط هو مسح لوجه من وجوه النقد الصحيح، فيصبح بذلك مزيفا يورد صاحبه مهاوي الافتضاح والمهالك. والمطلوب من الأمة أن تحافظ على هذه الآلة التي اعتبرها ابن خلدون أداة العمران والمدنية، فإذا لم تحافظ عليها حلت عليها لعنة الجهل والهمجية، وهو يوضح لنا، في هذه المقالة، كيف أن الخلافة الإسلامية في بغداد عنيت بالخط وتطويره حيث يقول:"... وترقت الخطوط فيها إلى الغاية لما استبحرت في العمران وكانت دار الإسلام ومركز الدولة العربية". وعندما ضعفت الخلافة الإسلامية في بغداد حملت راية الخط بعدها مصر، فيقول:"... فانتقل شأنها من الخط والكتابة بل والعلم إلى مصر والقاهرة، فلم تزل أسواقه بها نافقة لهذا العهد، وله بها معلمون يرسمون للمتعلم الحروف بقوانين في وضعها وأشكالها متعارفة بينهم، فلا يلبث المتعلم أن يحكم أشكال تلك الحروف على تلك الأوضاع وقد لقنها حسا، وحذق فيها دربة وكتابا، وأخذها قوانين علمية، فتجيء أحسن ما يكون". لقد تناوبت الأمة في حفظ هذه الصناعة الشريفة وكلما جاء دور قسم منها في الصيانة والحفظ جوّد في هذه الصناعة أحسن ما يكون التجويد كما يفهم من النص عن بغداد والقاهرة.
وقد ضرب لنا ابن خلدون مثلا على رداءة الخط في تاريخ الأمة عندما اندثرت مدنية الأندلس وخطها الأندلسي الجميل واستلم زمام الأمر أناس لا يعنون بالفن والحضارة، ومنها الخط، فيقول:"...ونسي عهد الخط فيما بعد عن سدة الملك وداره كأنه لم يعرف. فصارت الخطوط بافريقية والمغربين مائلة إلى الرداءة بعيدة عن الجودة، وصارت الكتب إذا انتسخت فلا فائدة تحصل لمتصفحها منها إلا العناء والمشقة لكثرة ما يقع فيها من الفساد والتصحيف وتغيير الأشكال الخطية عن الجودة، حتى لا تكاد تقرأ إلا بعد عسر، ووقع فيه ما وقع في سائر الصنائع بنقص الحضارة وفساد الدول. والله أعلم". 
ويقول القلقشندي، وهو معاصر لابن خلدون، في كتابه :" صبح الأعشى في صناعة الإنشا" من فصل سماه:" في فضل الكتابة":" أعظم شاهد لجليل قدرها وأقوى دليل على رفعة شأنها أن الله تعالى نسب تعليمها إلى نفسه واعتده من وافر كرمه... ولا أعلى رتبة وأبذخ شرفا مما وصف الله تعالى به ملائكته... ثم زاد ذلك تأكيدا ... وتعظيما بأن أقسم بالقلم وهو آلة الكتابة... والكتابة إحدى الصنائع فلا بد فيها من الأمور الأربعة، فمادتها الألفاظ التي تخيلها الكاتب في أوهامه... والخط الذي يخطه بالقلم، ويقيد به تلك الصور، وتصير بعد أن كانت صورة معقولة باطنة صورة محسوسة ظاهرة... وآلتها القلم. وغرضها الذي ينقطع الفعل عنده تقييد الألفاظ بالرسوم الخطية، فتكمل قوة النطق وتحصل فائدته للأبعد كما تحصل للأقرب. وتحفظ صوره ويؤمن عليه من التغيير والتبدل والضياع. وغايتها الشيء والمستثمر منها. وهي انتظام جمهور المعاون والمرافق العظيمة، العائدة في أحوال الخاصة والعامة بالفائدة الجسيمة في أمور الدين والدنيا...".
فما ذكره ابن خلدون والقلقشندي يدل على أن الخط أصبح عند أجدادنا علما ذا شأن كبير في الحياة المتحضرة، وإن من يدقق في العبارات الواردة في النصين يكتشف هذا التقدير الكبير لهذه الصناعة، فهي صناعة، كما ورد عندهم، شريفة وعظيمة وجليلة القدر ورفيعة الشأن، أفبعد هذا الجهد الذي بذله الأجداد في إرساء قواعد علم جليل نصبح كمن وصفهم ابن خلدون عندما أصبح خطهم غاية في السوء والرداءة !!؟ كيف نرضى بهذا ؟ وكيف تقبل نفوسنا هذا الانحطاط الذي وقعت فيه خطوط أبنائنا؟!؟
والآن إلى السؤال الذي عنونا به هذه المقالة : ما الأسباب الكامنة وراء رداءة خطوط أبنائنا؟ وكيف يمكن تحقيق التوبة الصادقة عن هذه الخطيئة؟
المعلم ورب البيت والشارع هم وراء هذه الخطيئة المزرية عند أبنائنا. أما المعلم فهو الذي تسند إليه مهمة تعليم الخط، ومما يؤسف له أن المعلم، في أغلب الأحيان، ليس من ذوي الخطوط الحسنة، وليس لديه علم دقيق بصناعته. ومن الطبيعي أن فاقد الشيء لا يعطيه، فكيف يتسنى لتلميذ نابه أن يكتسب الخط الجميل أو الصحيح من معلم لا يتقن هذا ولا يجيده؟ إن هذه خطيئة مكتب التربية والتعليم الذي لا يشترط في معلم الخط أو العربية بعامة الإتقان والعلم النافع. ونحن لا نريد أن نغرق في سوء الظن فنقول: إن ازدراء درس العربية وانهزامية نفوس المربين في هذا الزمان من الأسباب الكامنة وراء هذا الضعف المريع في الكتابة والخط العربي، ولكننا نريد أن نتجاوز عن هذا الحدس بالمبادرة إلى إيجاد سبل ناجعة لإصلاح الخلل في خطوط أبنائنا بأقل الخسائر. لقد أصبح بريق مادة اللغات الأجنبية والرغبة في التغريب على حساب قيم الأمة وثقافتها وتقاليدها العريقة طاغيا على كل ما يصبغ أبناءنا بصبغة العروبة والأصالة، ولهذا نجد الوالد يهش ويبش إذا نجح ابنه في مادة اللغة الأجنبية ولا يكترث إذا ما قصر في مادة اللغة العربية.
أما رب البيت فهو متورط كذلك في هذه الخطيئة لأنه لا يفحص خطوط أبنائه، وقد لا يكترث لذلك، وقد يكون من ذوي الخطوط الرديئة، وقد يفتقر إلى العلم الذي يجعله يدرك أهمية الخط الحضارية. إن ما اطلعنا عليه من نصوص حول أهمية الخط العربي وقوة الاحتفاء به ترفع الاعتناء بهذه الصناعة إلى درجة الضرورة والواجب الذي لا يفلت منه كل رب بيت في هذه الأمة. وإني من هذا المنبر الإعلامي أدعو كل رب أسرة في هذه الأمة أن يعطي قدرا كبيرا من الاهتمام لخطوط أبنائه ليحفظ هؤلاء الأبناء من خطل نبه عليه الأجداد، وكانوا دائما يعملون على تجنيب أبنائهم مخاطره التي تقود إلى الجهل والغفلة والبعد عن هذا الفن الجميل، وإلى الوقوع في الرداءة التي لا يتمناها أب لأبنائه.
وأما الشارع والمجتمع فهو كذلك متورط في هذه الخطيئة لأن أحد المصادر التي يكتسب منها أطفالنا الذوق الرفيع هو ما تقع عليه أعينهم في الشوارع، وبخاصة شوارع المدن. نحن نلحظ في شوارع مدننا اللافتات غير الجيدة والمليئة بالأخطاء في أكثر الأحيان، هذا إذا كتبت بالخط العربي، لأن أكثرها مخطوط باللغات غير العربية. إذن، فكيف يكتسب أبناؤنا الخط الصحيح من لافتات تكثر أخطاؤها، ومن أخرى لم تكتب بالعربية؟ إن هذا سؤال منطقي يدفعنا دفعا إلى دعوة هؤلاء الذين لا يُعنون بتحسين خطوط اللافتات التجارية إلى العناية بها، وإخراجها في أبهى صورة، لأنهم بصنيعهم الحسن يعلمون أبناءنا الخط الحسن والذوق الرفيع والانتماء لأمتهم وحبها، فبذلك نصنع أناسا قادرين على خدمة الأوطان. 
والآن نثير سؤالا لا بد أنه خطر ببال من يقرأ هذه المقالة وهو: ما مظاهر هذه الرداءة التي نتحدث عنها في خطوط أبنائنا؟ وللإجابة عن هذا السؤال نقول: إذا عرض عليك أحد الطلبة كتابة بخط يده، كإجابة في دفتر امتحان، أو تقرير صغير طلب إليه أن يعده، أو عمل أدبي يعتد به كخاطرة أو قصة، فإنك ستجد في ما عرضه عليك جملة من الأخطاء غير المقبولة في الشكل والمضمون، وما دام موضوعنا يرتبط الآن بالشكل فسنضرب الصفح عن الحديث في المضمون، ونركز على الأخطاء الشكلية. كما أنني لن أتحدث الآن عما نجده في كتابات أبنائنا من ضعف الترتيب وضعف الترقيم وأخطاء التركيب والأخطاء الإملائية ورداءة الأسلوب وغموض المعنى، ولكني سأقصر حديثي عن الأخطاء المتعلقة بموضوعنا الذي نتحدث عنه وهو الخط وما فيه من رداءة غير مقبولة. 
يشيع كثيرا في خطوط أبنائنا الجامعيين أخطاء خطية لا بد أن تكون خلاصة تاريخ طويل من تكرارها، لأنك تصحح الخطأ للطالب، ولكنه سرعان ما يكرره في المرة القادمة بيسر ودون أدنى تردد. أذكر أن مجموعة من الطلبة كانوا يخطئون في كتابة حرف السين ومجموعة أخرى كانت تخطئ في كتابة النون، وفي كل مرة أستدعيهم إلى مكتبي وأنبههم على هذه الأخطاء، وأطلب إليهم أن يقلعوا عنها، ثم هددتهم إن عادوا إليها أو على الأقل إن وجدتها في إجابة الامتحان النهائي سأرسبهم في المادة التي أدرسها لهم. ولقد استجاب عدد منهم لما أطلبه إليهم غير أن طالبة وقعت في هذا الخطأ في الامتحان النهائي فدعاني ذلك إلى التعجب مما فعلتْ، غير أنني أخطأت لأنني لم أرسبها في المادة كما ذكرت لها.
تكثر في خطوط أبنائنا أخطاء خطية مرتبطة بالقواعد العامة للخط العربي، ومن المؤكد أن هذه الأخطاء تقود إلى اللبس الذي يمنع القارئ من فهم المعنى المقصود، أو على الأقل التريث في الفهم حتى يعرف المراد من التعبير. ومن هذه الأخطاء:
1) وضع النقطة أو النقط فوق الحرف أو الخطأ في تحديد مكانها.
2) زيادة سن الحرف الذي يحتاج إليه كالسين والصاد أو حذفه.
3) تغيير شكل الحرف كأن يكتب الميم كالحاء أو الحاء كالميم وغيرهما.
4) خلط صور الحرف الذي له عدة صور كالعين والميم.
5) أخطاء إملائية لها ارتباط بالخط وبخاصة في الألفات والهمزات. 
وهذه أخطاء ليس لها تفسير إلا أن الطالب لم يعط الفرصة الكافية للتدريب والممارسة عند تعلمه الخط، وعندما وقع فيها مرة ثانية، بعد فترة التدريب، لم ينبه عليها بحزم من المعلمين الذين يعلمونه مختلف المواد، كالتاريخ والتربية الإسلامية والرياضيات، وغيرها من المواد، لأن المعلم اعتبر هذا التصحيح أو التنبيه ليس من تخصصه، وهذا من أكبر الأخطاء التي يقع فيها المعلمون الذين لا يلتفتون إلى أخطاء طلبتهم الخطية واللغوية.       
وما الحل الذي لا بد من السعي إلى الأخذ به قبل فوات الأوان؟ 
لا ريب في أن هناك حلولا كثيرة تتوارد على ذهن المصلح لهذا الأمر، فبعضها يتعلق بالمعلم، وبعضها يتعلق بالبيت، وبعضها يتعلق بالمسار العام للتربية والتعليم في العصر الحديث، ولعل هذه الحلول جميعا لها قاسم مشترك واحد هو الحرص والعناية بخطوط أبنائنا ما استطعنا إلى هذا سبيلا لأهمية الموضوع، ولأن المجادلة في هذا الأمر مضيعة للوقت ولا طائل تحتها أبدا.
غير أن الحل الذي سأقترحه قبل استفحال المرض بحيث يصعب علينا تطبيبه، وقبل أن يقود إهمالنا إلى تشرذم الخط العربي، هذه الدرة الثمينة التي حمّلنا أجدادنا أمانة المحافظة عليها إلى الأبد، وعندئذ قد يصبح الخط خطوطا والأمة أمما، فنقع في أوحال الانقسام المميت بدلا من الوحدة التي نطمح إليها جميعا، ونرتد إلى الجاهلية الجهلاء بعد أن من الله علينا بالاعتصام بحبله المتين، يتمثل في النقاط الآتية:
1) لا يجوز أن يقبل معلم تعليم الخط وهو لا يعرف كيف يعلمه. ومن الأجدر بمكاتب التربية والتعليم أن تؤكد على هذا وتراقب، وأن توجد الوسيلة المناسبة للمعلم الذي سيسند إليه تنفيذ هذا الأمر.
2) على أهل التلميذ أن يُعنوا بخطوط أبنائهم ما استطاعوا إلى هذا سبيلا، كما أن عليهم أن يعلموا أن تربية الولد هي مسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة فعلى كلٍ أن يقوم بواجبه تجاه هذا الأمر الخطير لأن الإصلاح والعُود طري أفضل كثيرا منه عندما يصلب هذا العود.
3) يجب أن تضع المؤسسات المحلية في وجدانها أن نشاطاتهم المكتوبة والمعلنة على هيئة لافتات في الشوارع والأماكن الاجتماعية العامة تؤثر على أبنائنا تأثيرا كبيرا وتعتبر مصدرا من مصادر تعليمهم، ولذلك يجب على أصحاب القرار في البلديات ومؤسسات الحكم المحلي أن يُعنوا بالخط الذي يعرض في اللافتات عناية علمية خاصة حتى يكون مصدرا مغذيا وليس مشوشا.
4) ما الذي يمنع أن ترتب الجامعات متطلبا إجباريا للطلبة بحيث لا يُمنح أي طالب شهادته الجامعية في أي تخصص إلا بعد أن يثبت أهليته في الخط العربي؟!؟ إني واثق من أن هذا القرار على مستوى الجامعات، ولا أدري كيف يمكن تطبيقه في المدارس الثانوية على الأقل، سيخرج الخط العربي من التيه التي انزلق فيه نتيجة التراخي وضعف التدريب والعبثية التي يتشدق بها بعض الناس في هذا الموضوع الخطير.         
وبعد، فإننا لن نكون مثاليين في هذه المسألة، ولا نتوقع أن نحقق نجاحا تاما لأن الناس متفاوتون في موضوع الخط، كما أننا لا نطلب من الكاتبين أن تكون خطوطهم جميعا في مستوى جمالي واحد، ولكننا نطلب الحد المتواضع والممكن من الإصلاح والضبط، وهو أن يحرص صاحب الخط على أن يكون خطه صحيحا على الأقل، والصحة المطلوبة في الخط هو الالتزام بالشكل المتفق عليه للحروف، والقواعد التي ارتضاها علماء هذا الفن الجميل والمبدعون فيه ما استطعنا إلى هذا سبيلا.