الأوزان - 16

م. محمد يحيى كعدان


الأوزان " فْعَلْ ، فْعِلْ ، " فْعُلْ ، فْعْلْ ":
معنى مجموعة الأوزان هذه يتفق تقريباً مع معنى الأوزان " فْعَلَ، فْعِلَ، فْعُل، فْعْلَ " (انظر مقال الأوزان 4)، باستثناء أنّ صياغة الأولى تبتدئ من عنصر مستقل عن الشكل والصفة، بينما صياغة المجموعة الثانية تبتدئ من شكل.
السطر الأخير من جدول الحقيقة الأبجدي يحوي الحركات، وهي كما جاءت فيه من اليمين إلى اليسار:
الضم ( ُ 00011 ) ، الفتح ( َ 00010 ) ، الكسر ( ِ 00001 ) ، السكون ( ْ 00000 ).
الوزن " فْعَلْ ":
إشارات الأداة " فْعَلْ " تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف لمتشكل لمستقلّ عن الشكل والصفة. 
لتتابع: السكون فالفتح فالسكون.
بداية (من اليسار إلى اليمين)، نحن أمام استقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على تشكيل لهذا الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، أخيراً نحصل على استقلال عن الشكل والصفة معاً، لتشكيل الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة أعلاه، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن مع الأداة  " فْعَلْ ". 
المثال التالي يوضح ما سبق: " زيدٌ صْنَعْ المعروفَ ".
الإشارات في " صْنَعْ " تعني: أنّ " صنع " مستقل عن الشكل والصفة معاً للعنصر " زيد " (لا يطال الصنع منطلق الصيغة " زيد ")، للشكل العام " كرم "، لمستقلّ عن الشكل والصفة للعنصر " المعروف ".
الوزن " فْعَلْ " يصلح لصياغة الأمر. 
نقول: " زيدٌ جْمَعْ القومَ ". منه نرى جواز ابتداء النطق بساكن ولا داعٍ لوجود ما يُسمّى بألف الوصل قبل الأمر. ومثلها قولنا: " مريحٌ جْعَلْ البيتَ ". 

الوزن " فْعِلْ ":
إشارات الأداة "فْعِلْ" تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف لموصف لمستقلّ عن الشكل والصفة. 
لتتابع: السكون فالكسر فالسكون.
بداية (من اليسار إلى اليمين)، نحن أمام استقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على توصيف لهذا الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، أخيراً نحصل على استقلال عن الشكل والصفة معاً، لتوصيف الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن مع الأداة " فْعِلْ ".
كما في الأمثلة التالية: زيدٌ رْسِلْ مرسالاً ، زيدٌ ضْرِبْ الباطلَ.

الوزن " فْعُلْ ":
إشارات الأداة " فْعُلْ " تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف لمتشكل وموصف لمستقلّ عن الشكل والصفة. 
لتتابع: السكون فالضم فالسكون.
بداية (من اليسار إلى اليمين)، نحن أمام استقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على تشكيل وتوصيف لهذا الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، أخيراً نحصل على استقلال عن الشكل والصفة، لتوصيف وتشكيل الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثة المتطابقة بالوزن مع الأداة " فْعُلْ ". 
كما في الأمثلة التالية: زيدٌ قْتُلْ الطمعَ ، زيدٌ خْرُبْ المخالفةَ.

الوزن " فْعْلْ ":
إشارات الأداة " فْعْلْ " تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف، لمستقل عن التشكيل والتوصيف لمستقلّ عن الشكل والصفة. 
لتتابع: السكون فالسكون فالسكون.
بداية (من اليسار إلى اليمين)، نحن أمام استقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على استقلال عن التشكيل والتوصيف لهذا الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، أخيراً نحصل على استقلال عن الشكل والصفة، لاستقلال عن الشكل والصفة لاستقلال عن الشكل والصفة للكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة وزناً مع الأداة " فْعْلْ ".
لنتأمل المثال التالي: { الم ، ذَلِكَ الكِتَابُ لا رَيْبَ فيهِ هدىً للمتَّقين } البقرة2,1.
حيث أنّ عملية تركيب الصيغ عملية تجميعية، فإن كتابتنا للصيغة أعلاه كما يلي لن يغيّر في المعنى العام للصياغة: " اْ(لْ(مْ(ذَلِكَ الكِتَابُ لا رَيْبَ فيهِ هدىً للمتَّقين))) ".
تعريف الألف ( ا 11111 ). تعريف اللام ( ل 10100 ). تعريف الميم ( م 10011 ).
تعني (والله أعلم): التعريف وفق أداة التعريف " ال "، بعنصر غائب يعرفه سبحانه (المتكلم) تماماً شكلاً وصفة (م)، هو الآية المذكورة أعلاه التي تلي.

ذكرنا في المقال السابق أنّ النحو (قواعد أو قوانين اللغة) ينقسم إلى: صَرْفٍ وإعراب.
يقول ابن منظور في لسان العرب: " والصّرْفُ: أنْ تصرِفَ إنساناً عن وجْهٍ يريده. إلى مصْرِفٍ غير ذلك. وصَرْفَ الشيء: أعْمله في غير وجهٍ، كأنه يَصْرِفُه عن وجه إلى وجه. وتَصَرّفَ هو. وتصاريفُ الأمور: تخاليفُها، ومنه تصاريفُ الرّياح والسّحابِ... والصّرْفُ: التّقَلّبُ والحيلةُ... ومنه التّصَرّفُ في الأمور...".
ومعنى " صرف " (صاد، راء، فاء) عكس معنى " فرص ". وفرص: انتهز واغتنم سانحةً.
" صرف " ( ص 01110 ) ، ( ر 01100 ) ، ( ف 01111 ) يعني:
(انظر مقالاتنا عن أحرف: صاد، راء، فاء).
ندرس " صرف " كما يلي: ص(رف) وتعني: تمّ التقاط أو صيد (صاد) عنصر متشكّل عام غير موصّف حاضر لدى المستمع ( ص 01110 )، هو عنصر غير معروف (مرئي) حاضر عند المستمع ( ر 01100 )، لعنصر فاء عند المستمع ( ف 01111 ). 
(معنى " رف " هو عكس معنى " فر "). 
أيّ " صرف ": هو التقاط لمعاني صيغ مرئيّة فاءت إلى المستمع (في الطرف الآخر للصيغة).
ويمكن دراستها كما يلي: صر(ف) وتعني: مجموعة معانٍ تم الصّرّ عليها (صُرّة) (صر)، فاءت إلى المستمع (ف).
والصيغة فر(ص) تعني: فرارُ سانحةِ (فر) صيدٍ (ص). 

يقول ابن منظور في لسان العرب: " ... وقال الأزهري: الإعرابُ والتعريب معناهما واحد، وهو الإبانة، يقال: أعْربَ عنه لسانهُ وعَرّبَ أي أبان وأفصحَ. وأعربَ عن الرجل: بيّن عنه. وعَرّبَ عنه: تكلّم بحجته. وحكى ابن الأثير عن ابن قتيبة: الصوابُ يُعْرِبُ عنها، بالتخفيف. وإنما سُمّي الإعرابُ إعراباً، لتبيينه وإيضاحه، قال: وكلا القولين لغتان متساويتان، بمعنى الإبانة والإيضاح. ومنه الحديث الآخر: فإنما كان يُعْرِبُ عمّا في قلبه، لسانهُ... والعَرَباتُ: سُفُن رواكدُ، كانت في دِجْلَة، واحِدَتُها، على لفظ ما تقدّم، عَرَبَةٌ...".
ومعنى " عرب " (عين، راء، باء) من كل ما سبق: البيان والتبيين والظهور والإظهار، والعرَبَة: ظاهرةٌ للحمل والنقل، و" عرب " عكس معنى " برع ". وبرع: هو زيادة التفوّق والظهور.
" عرب " ( ع 10000 ) ، ( ر 01100 ) ، ( ب 11110 ) يعني:
(انظر مقالاتنا عن أحرف: عين، راء، باء).
ندرس " عرب " كما يلي: ع(رب) وتعني: أننا أمام عين، أي عنصر غائب غير معروف الشكل والصفة للمتكلم فقط باستقلال عن المستمع لغيابه ( ع 10000 )، لعنصر (تمّت رؤيته) حضر عند المستمع ( ر 01100 )، لعنصر هو صيرورة ( ب 11110 ). 
أيّ أنّ " عرب ": عين (ع) ما يتراءى للتشكيل (رب). أي الإظهار والإبانة الفعلية عن العنصر المتشكّل.
أي: عينُ راءِ باء، أو عينُ عنصر ارتأى التشكيل لأنه سيّدٌ وربّ. 
والصيغة ب(رع) تعني: باء (ب) راء (ر) عين (ع). أو باء (ب) رع، أي باء رع (باء، راء، عين).
من الجدير بالذكر أنّ (رع) هو إله عين الشمس عند الفراعنة، وهو بارع الحيل لإعادة الشمس من الليل إلى النهار. طبعاً بارعٌ الذي باء (غدا) كالإله رع.
(الأسطورة تشرح كفاح رع كل ليلة ضد قوى الفوضى والشر الممثلة في أفعى كبيرة تسمى أبوفيس حتى تستطيع عين الشمس رع واهبة الحياة الظهور في الصباح التالي في أعالي السماء. 
يعتبر رع إله الشمس، وعندما تختفي الشمس كل مساء يغير الإله رع طريقة انتقاله ويركب مركباً مقدساً يعبر به النيل تحت الأرض. ويعبر رع خلال تلك الرحلة 12 بوابة تمثل 12 ساعة هي عدد ساعات الليل (من 5 مساء وحتى الخامسة صباحا) في العالم التحتي، وهو يقاوم قوى الفوضى والأخطار التي تقابل مركبه الشمسي. وبعد تلك الرحلة كل ليلة في العالم التحتي يعود رع إلى الظهور من جديد ويلقي بأشعته التي تمنح الحياة للبشر على سطح الأرض). (عن ويكيبيديا الموسوعة الإلكترونية).