تصريف الصيغة الثلاثية - 3

م. محمد يحيى كعدان

 


نتابع في هذا المقال تصريف الصيغة الثلاثية من الوزن " فعل ".
بإضافة النون ( ن 10010 ) كبادئة إلى الصيغة " فعل " نحصل على " نْفَعَلَ ، نَفْعَلُ "، وحيث أنّ الحركات تدلّ على موقع الصيغة في البنية الفوقية ولا تؤثر على الدلالة في البنية السفلية، فالحركات في الصيغة الأولى تُشير إلى أنّ موقع الصيغة هو الماضي بينما في الثانية تُشير إلى أنّ موقع الصيغة هو المضارع.
أمّا في البنية التحتية، ندرس " نفعل " وفق ن(فعل): معرفة المتكلم (باستقلال عن المستمع) بشكل عنصر غائب ( ن 10010 )، للصيغة " فعل "، أي نحن أمام فعل يعود فعله لعنصر عام غائب.
عائديّة فعل الفعل لعنصر عام غائب في حالة النون ( ن 10010 )، يُفيد الجهالة بالفاعل من قبل المتكلم أو إغفاله عن المستمع (المستمع غائب وفق ن) في الفعل، مثل: نْكَتَبَ. أمّا في المضارع فيُفيد التعميم (على فاعلِين لأن المضارع هو الحاضر) كون الفاعل قابلاً للجمع، مثل: نَكْتُبُ، ..إلخ.

بإضافة التاء ( ت 01010 ) كبادئة إلى الصيغة " فعل " نحصل على " تَفْعَلَ ، تَفْعَلُ "، حيث أنّ الحركات تدلّ على موقع الصيغة في البنية الفوقية ولا تؤثر على الدلالة في البنية السفلية، فالحركات في الصيغة الأولى تُشير إلى أنّ موقع الصيغة هو الماضي (فعل أو عادة أو حقيقة أو حكمة، إذا صحّ التعبير)، بينما في الثانية تُشير إلى أنّ موقع الصيغة هو المضارع.
في البنية التحتية، ندرس " تفعل " وفق ت(فعل): حضور الصيغة " فعل " بشكلها العام باستقلال عن المتكلم والمستمع لغيابهما ( ت 01010 )، أي نحن أمام " فعل " يتم إحضاره (يحضر) باستقلال عن المتكلم والمستمع (ت)، حيث يتم هذا الإحضار من قبل غيرهما، وهو العنصر الثالث.
 العنصر الثالث في الماضي الذي حضر مستقلاً عن المتكلم والمستمع من الممكن أن يكون مذكّراً أو مؤنثاً، كما في المَثَل: " أنْ تسمعَ (أنتَ، هي) بالمعيديّ خيراً من أنْ تراه ". في المضارع يُشير العنصر الثالث إلى المذكّر أو المؤنث، مثل: تكتبُ (أنتَ، هي).

بإضافة الياء ( ي 10110 ) كبادئة إلى الصيغة " فعل " نحصل على " يَفْعَلَ ، يَفْعَلُ "، وحيث أنّ الحركات تدلّ على موقع الصيغة في البنية الفوقية ولا تؤثر على الدلالة في البنية السفلية، فالحركات في الصيغة الأولى تُشير إلى أنّ موقع الصيغة هو الماضي (فعل أو عادة أو حقيقة أو حكمة، إذا صحّ التعبير)، بينما في الثانية تُشير إلى أنّ موقع الصيغة هو المضارع.
في البنية التحتية، ندرس " يفعل " وفق يـ(فعل): معرفة المتكلم والمستمع بالشكل العام لعنصر غائب ( ي 10110 )، للصيغة " فعل "، أي: المتكلم والمستمع أمام شكل عام لفعل غائب.
عائديّة فعل الفعل لعنصر عام غائب في حالة الياء ( ي 10110 )، يُفيد أنّ الفعل يتم من قبل عنصر ثالث، لغياب الصيغة " فعل " رغم وجود المتكلم والمستمع ( ي 10110 ). مثل: يَكَتُبَ، يَكَتُبُ (هو).

بإضافة الياء ( ي 10110 ) بين فاء وعين الصيغة الوزن " فعل " نحصل على " فيعل ". وتعني:
فيء عنصر (ف)، غائب معروف شكله العام بالنسبة للمتكلم والمستمع (ي) لعلّة (عل)، بما أنّ العنصر الذي فاء ( ف 01111 )، هو شكل عام لعنصر غائب ( ي 10110 )، لعلّة. فنحن أمام العنصر الثالث المولّد لفعل (العِلّة). مثل: فيصل، بيرق، فيلق، ..إلخ.
الآن بإضافة الياء ( ي 10110 ) بين عين ولام الصيغة الوزن " فعل " نحصل على " فَعِيْل ، فُعَيْل ". وتعني:
وفق الدراسة ف(ع(يل)): فيء عنصر (ف) هو عين (ع) الصيغة (يل). 
الآن لتكن الصيغة: (يَلْ). من تعريف الياء وهو 10110، واللام وهو 10100، تعني:
معرفة المتكلم والمستمع بشكل عنصر غائب (ي)، لعنصر غائب غير معروف الشكل والصفة للمتكلم والمستمع (ل). هذا يدل على إيلاء العنصر الغائب (بآثاره مثلاً) للمتكلم والمستمع، فتمكنا من معرفة شكله فقط، ولولا ذلك لما تمكنا من هذه المعرفة، لأنهما حسب الصيغة: (ل)، لا يعرفان شكله وصفته بداية.
نقول مثلاً: يَلْ مس (يلمس)، هذا يدل على قيام العنصر الغائب بإيلاء (ما يلي من أثر) فعل المَسْ أمام المتكلم والمستمع فتمكنا من معرفة شكل العنصر فقط، ولم يتمكنا من تمييز تفاصيله.
ويقال أيضاً: يَلْ مَعْ (يلمع)، يَلْ حَسْ (يلحس)، يَلْ عَنْ (يلعن)، ... إلخ.
بالتالي إنّ ف(ع(يل)): فيء عنصر (ف) هو عين (ع) العنصر الذي يلي (يل).
بما أنّ العنصر الذي يفيء ( ف 01111 ) هو عنصر عام مخصص (لتوفر الشكل والصفة)، أي هو بعض من كل، فإذا كان العنصر قابلاً للجمع يكون جمعاً، وإذا لم يكن قابلاً للجمع يكون عامّاً.
والعنصر الذي يلي (يل)، هو العنصر الأكبر أو الأصغر. لذا تفيد الصيغة " فَعِيْل " التكبير (المبالغة). مثل الحالة العامة: بعيد، عنيد، عميد، جديد، سعيد، حبيب، ..إلخ، وفي حال قابلية الجمع: عبيد، حديد، قديد، عديد، ..إلخ. وتفيد الصيغة " فُعَيْل " التصغير. مثل: أُسَيد، جُبَير، كُلَيب، ..إلخ.