الضمائر - 2

م. محمد يحيى كعدان

 


نتابع مقالنا السابق في ضمائر الحضور عن التكلُّم والخطاب:
لتكن الصيغ " كتابكَ ، دفتركَ ، قلمكَ " ، حيث يبدأ المتكلم حديثه بالكاف ( ك 10101 ) عن عنصر غائب معروف التوصيف للمتكلم والمستمع، ثم يتابع حديثه عن صياغة هذا العنصر بالصيغ: كتاب، دفتر، قلم.
الحرف ( ك 10101 ) يعني: أنّ المتكلم والمستمع يعرفان الصفة فقط (لغياب الشكل، نتيجة وجود القيمة 0 مكان العملية في تعريف الكاف)، للموضوع الغائب (نتيجة وجود القيمة 0 مكان العنصر الثاني في تعريف الكاف). 
بالتالي الأداة ( ك 10101 ) صفة (تشبيه.. كَـ) لعنصر غائب لدى المتكلم والمستمع.
إنّ ( ك 10101 ) هي صيغة التوصيف المستقلة عن العنصر (لغيابه) والمعروفة للمتكلم والمستمع.
بينما ( ي 10110 ) هي صيغة التشكيل المستقلة عن العنصر (لغيابه) والمعروفة للمتكلم والمستمع.
أي أنّ الياء والكاف هما طرفا الصياغة (التعريف) كشكل وصفة، بالتالي هما يقعان موقع المتكلم والمستمع في الصيغة إذا صحّ التعبير. 
تُعبّر الياء عن النسبة والاختصاص (لوقوعها موقع المتكلم)، كما في: كتاب(ي)، صناع(ي)، ... إلخ. وتدل على عنصرٍ غائبٍ معروف الشكل للمتكلم والمستمع. فالعنصر يايا لهما وبالتالي يمكن المناداة عليه واستحضاره. 
وتُعبّر الكاف عن الخطاب والإشارة والتشبيه (لوقوعها موقع المستمع)، كما في: كتاب(ك)، ذاكَ جبلٌ، إنكَ بطلٌ، وإنّ ما بعدها وهو: جبل، بطل. عنصرٌ غائب معروف الصفة للمتكلم والمستمع.
نرى أنّ ( ه 11011 ) هي صيغة العنصر الحاضر الذي هاء للمتكلم. وبالتالي تُعبّر الهاء عن العنصر المتحدّث عنه لحضوره، كما في: كتاب(ه)، التي تدل على الملكية أو التبعية أو قابليتهما كالوَقْف على الهاء بدل تاء التأنيث، كما في: مسأل(ه)، ... إلخ.
الصيغة: " كاف " ( ك 10101 )، ( ا 11111 ), ( ف 01111 )، تعني أن المتكلم يتحدث عن عنصر فاء إلى المستمع فهو حاضر ومعروف تماماً (شكلاً وصفة) لديه (ف)، هذا العنصر يغدو متآلفاً مع المتكلم والمستمع (ا)، ثمّ يغيب فيتعرّف المتكلم والمستمع على صفاته ويغيب شكله (ك).
أي نتحدّث عن صفة عنصر غائب (ك) لعنصر متآلف (ا) لعنصر فاء عند المستمع (ف). هو الكفاية أو الاكتفاء.
حيث يتم الاكتفاء بالشبيه.
نلاحظ أنّ:       ( ك 10101 ) = ( غ 00100 ) + ( س 10001 )       (اقرأ من اليسار إلى اليمين).
يعني: الكاف هي سينٌ مع غين، أيّ: تنفيس لدى المتكلّم (س) لغائية في الطرف الآخر للصياغة عند المستمع (غ). بالتالي نحن أمام اكتفاءٍ بشبيهٍ لغائب، أو مخاطبة بحكم الموقع في الصيغة.
منه: الياء ( ي 10110 )، والكاف ( ك 10101 )، دلالة على عناصر غائبة وليست حاضرة.
فالحيازة والنسبة تفيد غياب المستحوذ عليه أو المنسوب إليه، والتشبيه يفيد غياب المشبّه به.
إنّ إشارة الفتح فوق الكاف تدلّ على المذكّر (التشكيل) وهو الأصل في الصياغة. كما في: كتابُكَ.
أمّا إشارة الكسر تحت الكاف فتدلّ على المؤنث وهو ثنوية المذكّر. كما في كتابُكِ.
وإشارة الضمّ فوق الكاف تدلّ على المذكّر والمؤنث معاً. كما في كتابُكُم.

لتكن الصيغة " نحن عربٌ "، ندرسها كما يلي: ن(ح(ن(عربٌ)).
معرفة المتكلم فقط بشكل (عام) لعنصر غائب ( ن 10010 ) (اختص بالمتكلم فقط)، لعنصرٍ حاضر غير معروف للمتكلم والمستمع ( ح 11000 )، لعنصر غائب معروف الشكل للمتكلم ( ن 10010 ).
حيث أنّ ( ن 10010 ) شكل لعنصر غائب معروف للمتكلم، فهذا يدلّ على أنّ المتكلم يقوم بتكوين (تشكيل) اسم عام لهذا العنصر الغائب المعني. وبالتالي فالصيغة " نحن " تدلّ على اسم (ن)، لحاء (ح)، لاسم (ن).
إذا كان العنصر المعني العام قابلاً للجمع فهو يدلّ على الجمع، وإلا فهو عام ويصحّ القول: نحن زيدٌ.
حيث أنّ ( ح 11000 ) هي حضور للعنصر (بلا شكل ولا صفة) وللمتكلم فقط (باستقلال عن المستمع). هذا يدلّ على أنّ المتكلم يقوم باستحضار هذا العنصر (انظر مقالنا حرف الحاء). 
بالتالي: الصيغة " نحن " تدلّ على: اسم (ن)، لحضور (ح)، لاسم (ن). تدلّ على تكوين مسمىً عام من قبل المتكلم (ن) لحضور اسم (حن). وما سبق يمكن أنْ يُفيد تكويننا لعنصر غائب هو الحنين.
بينما: الصيغة " أنا " تدلّ على: تآلف (أ)، لاسم (ن)، لتآلف (ا). تدلّ على التآلف مع اسم مألوف.

لتكن الصيغة " أنتُم رجالٌ "، ندرسها كما يلي: أنْ(تُ(مُ(رجالٌ))). 
انظر المقال السابق فيما يخصّ الصيغة " أنت ". إشارة الضمّ فوق التاء تُشير إلى المذكّر والمؤنث معاً.
نحن أمام تآلف ( أ 11111 )، لاسم عام ( ن 10010 )، لعنصر ثالث متشكّل عام حاضر ( ت 01010 ) (أنت)، لعنصر غائب معروف الشكل والصفة للمتكلم فقط ( م 10011 ).
أي أمام العنصر (أن) لعنصر (تم) لعنصر (رجال). أي أمام العنصر (أن) لحضور عنصر عام من عنصر غائب معروف تماماً للمتكلّم (تم).
 
لتكن الصيغة " أنتُما صديقان "، ندرسها كما يلي: أنْتُم(ا(صديقان)).
أي نحن أمام العنصر (أنتم) المتآلف (ا) للصيغة (صديقان). وينبغي أن لا يزيد العنصر العام المتآلف عن اثنين حتى يكون العنصر مألوفاً.
لتكن الصيغة " كتابكم "، ندرسها كما يلي: كتاب(ك(م)).
أي نحن أمام العنصر (كتاب)، لعنصر غائب موصّف للمتكلّم والمستمع ( ك 10101 )، لعنصر غائب معروف تماماً (شكلاً وصفة) للمتكلم باستقلال عن المستمع ( م 10011 ).
هذا يدلّ على أننا أمام العنصر (كتاب)، لعنصر يشبه (كـ) ( ك 10101 )، عنصراً غائباً يخصّ المتكلم ( م 10011 ). وهذا العنصر الغائب الشبيه بالذي يخصّ المتكلّم، يمكن أنْ يكون مخاطباً عامّاً (كُم)، أو يمكن أنْ يكون عدداً (كَم)، لأنّ العدد كما قلنا: علاقة تقابل.

لتكن الصيغة " كتابكما "، ندرسها كما يلي: كتاب(كم(ا)).
أي نحن أمام العنصر (كتاب)، لعنصر كـ ( ك 10101 )، لعنصر غائب معروف تماماً (شكلاً وصفة) للمتكلم باستقلال عن المستمع ( م 10011 )، لعنصر متآلف ( ا 11111 ).
هذا يدلّ على أننا أمام العنصر (كتاب)، لعنصر عام شبيه بما يخصّ المتكلم (كُم)، لعنصر متآلف (ا). وحتى يتحقق التآلف ينبغي أنْ لا يزيد العنصر العام عن اثنين.
بالتالي تخصّ الصيغة (كُما) العنصر الشبيه بالذي يخصّ المتكلم والثنائي.
يمكن دراسة الصيغة " كَما " وفق كَ(ما)، وتعني: شبيه (ك)، الذي يخصّ المتكلم (م)، والمألوف (ا).
والمعنيان السابقان واحد.

لتكن الصيغة " أنتُنْ نسوةٌ "، ندرسها كما يلي: أنْ(تُ(نْ(نسوةٌ))). 
انظر المقال السابق فيما يخصّ الصيغة " أنت ". إشارة الضمّ فوق التاء تُشير إلى المذكّر والمؤنث معاً.
نحن أمام تآلف ( أ 11111 )، لاسم عام ( ن 10010 )، لعنصر ثالث متشكّل عام حاضر ( ت 01010 ) (أنت)، لعنصر غائب معروف الشكل للمتكلم فقط ( ن 10010 ) (لاسم).
ولا دلالة هنا على المؤنث، ويصحّ استخدام الصيغة للمذكّر، وفي العديد من اللهجات السورية " انتِنْ ذهبتِنْ "، ولكن جرى اصطلاحاً تخصيص الميم بالذكور رغم إمكانية استخدامها للإناث مثل: " أنتم نساء "، وتخصيص النون بالإناث.
يعود ذلك لكون ( م 10011 ) شكل عام مخصص (يخصّ المتكلم الذكر أساساً)، بينما ( ن 10010 ) شكل عام فقط (اسم). ولكونها مخففة من نون النسوة الثقيلة (أنتُنّ)، فهي تنتهي باسمٍ لاسم وهو المؤنث (اسم يتبع اسماً).  
يمكن دراسة الصيغة " أنْتَنْ " وفق أ(نتَن)، وتعني: تعريفاً بالتآلف، لاسم (ن)، لعنصر ثالث (ت)، لاسم (ن). وهي حالة أخرى للعنصر المسمى وهي (نتن).
هذا والمعاني السابقة كلها واحدة.