الضمائر - 4
م. محمد يحيى كعدان
نتابع مقالنا في الضمائر عن الإشارة (انظر مقالنا السابق):
الصيغتان " ذاك ، كذا ":
نجد بالتحليل أنه بتركيب الصيغة " ذا " مع " ك " نحصل على الصيغة " ذاك "، التي تعني تذكير المستمع بعنصر غائب ( ذ 00111 )، من عنصر متآلف ( ا 11111 )، من عنصر غائب (مشابه) معروف الصفة فقط للمتكلم والمستمع ( ك 10101 ).
أي تذكير المستمع بعنصر غائب مشابه (معروف الصفة له) (التشابه علاقة، وليست عملية، ولا نحصل بالتشابه على عنصر جديد) لعنصر غائب.
بتركيب الصيغة " ك " مع " ذا "، لتصبح لدينا " كذا "، فإنها تعني: معرفة المتكلم والمستمع بالصفة فقط لعنصر غائب ( ك 10101 )، للعنصر الغائب المصاغ بالصيغة " ذا ".
أي " كذا ": هي التشبيه بعنصر غائب جرى تذكير المستمع به.
لنتأمل الصيغة التالية كمثال: " هكذا جاء زيد "، ونكتبها حسب اللفظ كما يلي: " هاكذا "، وندرسها وفق المراحل " ها(ك(ذا(جاء زيد))) ".
يتم بداية تذكير المستمع بالعنصر الغائب " جاء زيد " بواسطة الصيغة " ذا "، ثم يتم إجراء تشبيه له ( ك 10101 )، مع عنصر موجود معروف للمتكلم (اهتدى له المتكلم) عبر الصيغة " ها " ( هـ 11011 ).
ومنه تعني الأداة " هكذا " تشبيه (ك) ما اهتدى إليه المتكلم (ها) مع ما تم تذكير المستمع به (ذا).
لتكن الصيغة " لذا ":
بتركيب الصيغة " ل " مع " ذا "، لتصبح لدينا " لذا "، فإنها تعني: استقلال المتكلم والمستمع عن عنصر غائب ( ل 10100 )، مع ما تم تذكير المستمع به (ذا).
أي " لذا " تعني: الاستقلال عن عنصر غائب جرى تذكير المستمع به. فالحديث يتم عن عنصر مستقل غائب غير المشار إليه بالصيغة " ذا ". بالتالي يحمل المعنى تفسيراً ما.
الآن لتكن الصيغة " ذلك "، ونكتبها لفظاً: "ذالك":
معنى " ذال " تذكير المستمع وفق الصيغة " ذا "، مع عنصر غائب مستقل غير معروف ( ل 10100 ). وبتركيبها أي " ذال " مع ( ك 10101 )، فإننا نقوم بتذكير المستمع " ذا " مع عنصر مستقل (ل) شبيه (ك). وبالتالي تبعد الإشارة لأننا نشير إلى شبيه وليس إلى الأصل.
|