أبو علي: النخبة الفرانكفونية ترى في العربية تهديدا لمصالحها

محمد الراجي

وجّه رئيس الائتلاف الوطني للغة العربية انتقادات للفاعل الجمعوي نور الدّين عيوش، صاحب مبادرة اعتماد الدارجة لُغةً للتدريس، قائلا إنّ الهدف من المبادرة التي تقدّم بها هذا الأخير لا تهدف إلى تدريج التعليم فحسب، بل تدخل في إطار سعي النخبة الفرنكفونية إلى محو اللغة العربية، لأنها ترى فيها تهديدا لمصالحها المادية.

وأوضح رئيس الائتلاف الوطني للغة العربية، فؤاد أبو علي، خلال ندوة صحافية عقدها الائتلاف عشيّة اليوم بالرباط، جوابا على سؤال حول الحضور الإعلاميّ البارز لنور الدين عيوش، بعد الجدال الذي أثارته التوصيات التي خرجت بها ندوة عقدها قبل أسابيع، وحضرها مسؤولون كبار في الدولة، من بينهم المستشار الملكي فؤاد عالي الهمّة، أنّ "عيوش، من خلال حضوره الإعلامي، يسعى إلى تسويق أطروحاته"، مضيفا أنّ الائتلاف راسل وزير الاتصال، والهيأة العليا للاتصال السمعيّ البصري، من أجل أن يكون النقاش حول هذه القضية متوازنا.

النقاش الدائر حاليا، حول مسألة اعتماد الدارجة لغةً للتدريس، اعتبره أبو علي نقاشا مغلوطا، إذ قال إنّ توصيات عيوش جاءت لتعاكس المسار الذي كان يسير فيه النقاش حول المسألة اللغوية في المغرب، والذي كان يجب أن ينصبّ على تنزيل السياسة اللغوية المرسّمة، "لتأتي هذه الأطروحات لتحريف النقاش عن مساره، والالتفاف على هذا النقاش نحو نقاش مغلوط، وعندما يكون النقاش مغلوطا فإنّ النتيجة تكون مغلوطة".

وعلى الرغم من أنّ رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية قال إنّ "لا مشكل لنا مع اللغة الفرنسية التي حملت إلينا ثقافة الأنوار"، إلا أنه استدرك أنّ "المشكل هو عندما تُقدّم اللغة الفرنسية من خلال لبوس صراعيّ، ووجودها في المغرب، وفي الدول التي استعمرتها فرنسا، كان مرهونا دائما بالقضاء على اللغات والثقافات المحلية"، مضيفا أنّ الصراع القائم حاليا هو صراع بين منظومتين قيميتين، الأولى تعتبر اللغة العربية لغة الوجود المغربي، فيما المنظومة الأخرى لا تعتبر اللغة العربية فقط لغة التخلف ولغة ماضوية، بل تعتبرها لغة مهدّدة لمصالحها المادية.

وأضاف أبو علي أنّ النخب التي تحكّمت، ولا تزال تتحكّم في مفاصل الدولة المغربية في مختلف مصادر القرار، ترى في اللغة العربية تهديدا لمصالحها المادية، معتبرا أنّ اللغة الفرنسية في المغرب لغة نخبوية، "وبالتالي فهي ليست لغة ديمقراطية، كوْنها لا تتيح نشر المعرفة، وتجعل المعلومة تنحصر بين فئة محدودة من المجتمع"

وبخصوص المذكّرة التي بعث بها الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية إلى رئيس الحكومة، قال أبو علي إنّ المذكّرة تمّ إعدادها قبل النقاش الحالي، ولم تكن ردّا على توصيات عيوش، "بل ردّا على محاولات التبخيس التي تتعرض لها اللغة العربية، من أجل النهوض بها".

هسبريس