الفنان العالمي محمود الشيخ

أحمد إبراهيم مرعوه

الفنان العالمي محمود الشيخ كتب موضوعا عن الغش في الامتحانات  بوصفة مديرا للتعليم الابتدائي سابقا. 
ـ وبوصفه فنانا ورساما حساسا فإنه دائما : يشعر كبقية الفنانين،بمعاناة الناس وهي تتجرع الألم،لما أصاب صاحب الأخلاق والكرم منهم،ولما أصاب أصحاب الضمائر،من ظلم وقع عليهم،نتيجة ما أخلفه لهم هذا الغش في المجتمع.

ـ وأنا أشارك أستاذي في كل ما كتب وزيادة : فأنا قد عانيت كثيرا من ذلك،فها نحن نجد المصالح كلها متوقفه لا تتحرك،وإذا ما تحركت يوما ما تكون بفعل الرشاوى والإتاوات والتي تبدأ من (الساندويتشات) علاوة علي الابتسامات الجميلات من الحسناوات والمعارف وأصحاب المراكز وأصحاب الجاه ـ واخدمني اليوم وأخدمك غدا!

ـ وفي النهاية يُصبح المجتمع كله غشاشا : وقد يُصاحب ذلك أن تجد الغشاش،وقد أصبح سفيرا لبلده في أحدي البلدان،لينصب عليهم،كما سبق وقد نصب علينا،بغشه في الامتحانات،وعلي ذلك قد أصبح سفيرا،وأصبح الخفير وزيرا،لما يقدمه من تسهيلات،وعلي ذلك قد تجد من السياسيين،من هو أكذب الناس وأخدعهم للحقيقة!

ـ وقد تجد من المحامين من عُرف عنه (بالمحامي النصاب) : الذي يلفق التُهم ليقتطع (ظلما) يسميه الحق،والقاضي الذي يشك في كل ما يقوله،يحكم للظالم بالحق (علي غير الحقيقة)وهو يعلم أن المحامي لعب علي القوانين،بتحايله في تزوير الأوراق،التي أكدت البراءة للقاتل الذي يقتل فينا!

ـ إنها الأوراق كما قلنا سالفا ـ تلك الأوراق الغشاشة الخادعة : التي تخدع المجتمع كله،بألاعيب المحامي الغشاش والنصاب،ناقص العقل والدين والرباية،بسبب حبه للجباية،ويقع المجتمع كله في غش لا ينتهي،فيفقد صاحب الحق حقه،وتضيع أسرته،وربما تتسول وهي تتجول للبحث عن مخرج حلال،أفقدتها إياه الذئاب المسعورة،والكلاب القذرة،وربما تنحرف الأسرة في عمل قد ساءت خلق صاحبه،فيساوم علي أخذ ما ليس حقا له،من شرفاء تعثروا،فحاول أن يلتهمهم غش المجتمع!

ـ ويحدث في كل يوم ـ هذا وذاك الذي نقوله: وفي صور جديدة ومختلفة تاما عن سابقتها بسبب فنون الغش،والنصب والاحتيال،والتي تجد تدعيما لها من الذين دعموا الغش،بداية من الغش في الامتحانات!

ـ وهذا الغش في الامتحانات هو أفرز لنا خليطا من المحامين : الذين ضموا بينهم من المحامين الغشاشين،الذين ما فهموا من الحقوق،إلا فن التلاعب علي القوانين وثغراتها،فقاموا بتقديم الأوراق المزورة ـ ولما لا ـ وقد وضعها المحامي،صاحب النجاح الضئيل في الثانوية العامة،والدرجات التي لم تمكن صاحبها من القبول في أي كلية من كليات القمة(وهي الخمسون في المائة،أو بزيادة طفيفة لا تثقل العقل ولا الميزان!

ـ إن الغش يحدث بسبب من اختلق الغش أولا : وبسبب من باركه وشارك في صنعه،وعمل علي إحيائه،عن طريق إغماض العيون المفتوحة،وبسبب مجاملة المنافع المتبادلة،وبسبب من يقبل الغش من الغشاشين،والنصابين والمحتالين،والدجل والدجالين،والآكلين للحقوق من الذين لا تشبع بطونهم.

ـ وهناك أمثلة أخري من ضمنها : أنك قد تجد من الذاهبين إلي الحج،من ذهب بذنوب كثيرة،ويعود بذنوب أكثر منها،وأولها ما قد شاهدته من محاولات تهربه وخداعه في موضوع الوزن،وهو في الميناء،ويفعل كل ذلك وهو مازال في الأراضي المقدسة،علاوة علي التصرفات القذرة المُكدسة،وعلي ما يرتكبونه أثناء الحج هناك ـ وعلي سبيل المثال : فسر لي لماذا تحدث السرقات هناك،وفسر لي الكذب والغش والخداع،الذي يحدث هناك في البيع والشراء!

ـ وفسر لي علي أي شيء ذهبت إلي الحج : من توعدت واستحلفت لزوجة ابنها عند الكعبة،قبل أن تحج،فرددتها هناك،علاوة علي من كانت تحاول شغل الحجاج بجمالها،فكانت تتعمد اللعب في وجهها،بوضعه أمام الحرارة لتلهبه،فتلهب حرارة المشتاقين!

ـ وبما تفسر لي ـ ذلك الرجل الذي كان يرفض الصلاة : بحجة أنه جاء ليحج فقط،والذي كان يسوف في تأديتها وهو بجوار الحرم،فكانت تضيع عليه،فقد كنا نصلي ونعود،وهو جالس يثرثر مع الذين ذهبوا فقط ليحملوا اللقب!

ـ وهناك من الأمثلة الكثير كالطبيب الغشاش المريض الذي يمُرض المرضي : بتدني أخلاقه وسوء ربايته،وإهماله للمريض في المستشفي ليزج به في عيادته،وعمل العمليات علي قدر نقود المريض،لا علي شرف المهنة كما يدعون،ولا علي شرف الرجولة المزعومة،ولا علي النخوة والمروءة!

ـ وهناك صيدلي دواء البديل الذي لا يشفي العليل : هذا الصيدلي المُعدل للسعر دائما،في غياب الرقابة،وفي أحايين كثيرة في وجودها(بسبب غش الرشاوى) وخير دليل علي ذلك،هو الدواء الذي يُدر للصيدلي ذهبا (سواء بيع أو نام علي الأرفف) بسبب فارق السعر (والذي إن دل علي شيء ـ فإنما يدل علي الاقتصاد المتدهور ـ والذي تدهور علي يد هؤلاء الغشاشين والمشاركين للغش ولو بإشارة) هذا الدواء الذي صنعه الأجنبي،ولم يشارك في صنعه الذين غشوا واحتالوا،هذا الدواء النائم علي الأرفف دائما،والذي ينظر زيادة سعره،لا يجد ما يحرك ساكنه،إلا عند شطب قلم الصيدلي لسعره القديم،ليحل محله السعر الجديد،والمصحوب بالزيادة،وهذا كله بسبب الزيادة المستمرة،والمفتعلة في معظم الأحوال،بسبب (الغش العام وأخيه المشطور منه) والذي يسمي (بالغش التجاري) والعلاج المعدل لسعره،والمعدل لتاريخ صلاحيته،بعد عودته للمصدر،ليعود في ثوبه الجديد والمغشوش ـ ليباع ويُشتري ـ والكل (يتداوله ليناوله) وهو يعلم أن بسببه سيموت!