محمد بلقاسم
بعد اثني عشرة سنة من القرار الملكي القاضي بإحداث أكاديمية للغة العربية، تنفيذا للميثاق الوطني للتربية والتكوين، أعلن مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية إخراج الأكاديمية التي ستحمل اسم الملك محمد السادس.
وحسب نص مشروع القانون التنظيمي، فإن المجلس الوطني يضطلع بمهمة اقتراح التوجهات الإستراتيجية للدولة في مجال السياسات اللغوية والثقافية، مضيفا إلى ذلك "السهر على انسجامها وتكاملها، ولاسيما ما يتعلق منها بحماية وتنمية اللغتين الرسميتين العربية والأمازيغية، وكذا الحسانية واللهجات ومختلف التعبيرات الثقافية المغربية".
ويعاد، وفقا لما جاء في المشروع الذي اطلعت هسبريس عليه، تنظيم الأكاديمية، التي تقوم بمهمة إعداد التوجهات الإستراتيجية للدولة في مجال النهوض باللغة العربية وضمان حمايتها وتطويرها وتنمية استعمالها، موضحا أنه "يتم السهر على تطوير النظام النحوي للغة، والقيام من أجل ذلك بالبحوث والدراسات اللسانية الضرورية".
من جهة ثانية، ستعمل الأكاديمية المذكورة على وضع معاجم لغوية عصرية عامة، ومعاجم متخصصة رهن إشارة المستعملين والدارسين في سائر المجالات العملية والعمل على تحيينها، حسب المشروع ذاته، الذي أشار إلى "ضرورة الإسهام في تكوين المتخصصين في العلوم والتقنيات من أجل تمكينهم من استعمال اللغة في مجال تخصصهم".
وترى وزارة الثقافة التي أعدت مشروع القانون التنظيمي المتعلق بمجلس اللغات أن هدفها هو تعزيز الهوية المغربية والسهر على انصهارها من خلال تيسير الولوج إلى الحقوق الثقافية وتطوير الاقتصاد الثقافي وتحقيق الانسجام بين المتدخلين في المجال الثقافي والفني.
ويأتي إخراج أكاديمية اللغة العربية للوجود في ظل الانتقادات الواسعة التي يوجه المدافعون عنها للحكومات المتعاقبة، وفي مقدمتهم الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بالمغرب، وصلت حد إطلاقهم عريضة احتجاجية بناء على المادة 15 من دستور فاتح يوليوز 2011، التي تخول للمواطنات والمواطنين الحق في تقديم عرائض إلى السلطات العمومية.
وتطالب الفعاليات المغربية بتفعيل الفصل الخامس من الدستور الذي أكد على دور الدولة في حماية اللغة العربية والإشراف على تطويرها وتنميتها، والميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي أعلن إحداث أكاديمية محمد السادس للغة العربية.
ودعت العريضة إلى تجاوز الاختلالات والخروقات المتعلقة برسمية اللغة العربية في ميادين الإدارة والاقتصاد والمقاولة والحياة العامة، مطالبين بإخراج أكاديمية محمد السادس للغة العربية، ووضع الإمكانات البشرية واللوجيستيكية والمادية لتمكينها من القيام بمسؤوليتها.
هسبريس