بلد ساقط في الإملاء.. كاتبو قانون الإعلام أخطأوا فى 15 مادة والسيسي يلجأ للتسكين

 لم يتخيل أكثر المتشائمين أن ينعكس إهمال اللغة العربية فى المدارس والجامعات على نخبة مصر السياسية وحكامها الحاليين بهذا الشكل، فلا الرئيس السيسى بارع أو نصف بارع فى اللغة ولا رؤوساء حكوماته ولا وزرائه كذلك، ليس هذا فحسب، فالأكثر دهشة أن لا أحد يريد أن يتعلم قواعد اللغة، ويراها بعض من تلك الشخصيات رفاهية لا حاجة لهم بها، وأن مجموعة من انتقدوهم فى هذه المسألة تحديدا هم مجموعة من الذين (يصطادون فى الماء العكر).

الغريب أيضا هو أن بعض القضاة الذين يحكمون بمواد القانون، وما أدراكم ما لغة مواد القانون وتفسيراتها المختلفة وفقا للتقديم والتأخير فى بعض الكلمات بالجمل، لهم أخطاء لا تغتفر فى النحو والإملاء، وظهر ذلك بوضوح فى الطريقة التى كان يتلو بها المستشار شيرين فوزى أحد قضاة مرسى جزءًا من حيثيات حكمه على الرئيس المعزول فى إحدى القصايا.
 
الرئيس
 
«سكِّن تسلم» مبدأ لغوى لا أعرف تحديدًا من الذى ابتدعه، والمبدأ يقول إذا لم يستطع القارئ أن ينطق نهايات الكلمات وفقا لإعرابها وبنائها فى موقعها بالجملة، فعليه أن يُشكّل تلك النهايات بالسكون، أى ينطقها دون أى حركة إعرابية، وهو ما يفعله فى العادة الرئيس السيسى، الذى يبدو أنه يتفادى دروس النحو الواجبة على أى سياسى تفرض عليه ظروفه الالتقاء بالجمهور وبوسائل الإعلام، أن ينطق الكلمات العربية سليمة، وأن يكون ملمًا بما تيسر من قواعد اللغة.
 
البرلمان
 
على الرغم من انتماء رئيس مجلس النواب المستشار على عبدالعال إلى طبقة الأكاديميين فإن أخطاءه اللغوية والنحوية لا تغتفر، لا سيما فى الخطابات المكتوبة.
وكان أول القصيدة كفرًا، حين ارتكب عبدالعال أخطاء بالجملة فى القرآن الكريم، واللغة العربية، ونافسه فيها وكيلا المجلس، محمود الشريف وسليمان وهدان، فيما كشفته الكلمات التى ألقاها ثلاثتهم فى الأيام الأولى من انعقاد الجلسات.
الفضائح اللغوية الكبرى كانت فى كلمته أمام الرئيس السيسى، وربما كان الهجوم عليه سببًا فى اتخاذه قرارا بمنع بث الجلسات مباشرة، فضلا عن أداء البرلمانيين العجيب.
منع البث المباشر لم يجبره على أخذ دروس فى اللغة العربية، لكنه عاد مرة أخرى فى اجتماع مع اتحاد البرلمانيين العرب ليكرر أخطاءه اللغوية، لكنه بررها بأن الكلمة كانت مكتوبة بسرعة.
 
مشروع قانون الإعلام
 
ظهرت أخطاء أخرى لغوية وإملائية بالجملة فى مشروع قانون تنظيم الصحافة والإعلام الذى صاغته حكومة شريف إسماعيل، حيث فند أعضاء المجلس الأعلى للصحافة، الأخطاء النحوية والإملائية بمشروع القانون المرسل إلى مجلس الدولة.
ومن ضمن الملاحظات التى أرسلها المجلس شيوع الأخطاء المطبعية فى نص المشروع، فضلاً عن الأخطاء النحوية، مما يتطلب مراجعة النص بدقة لتلافيها، وذلك فى المواد «23/ 25/ 27 / 28 / 32 / 39 / 41 / 54 / 76 / 153 (فقرة 4) / 164 / 165 / 168 / 181 / 219»، وعدم دقة صياغة بعض المواد، ما يؤدى إلى تكرار بعض الكلمات دون مقتضى، ويتطلب مراجعة الصياغة على نحو يجعلها تستقيم مع الصياغة القانونية السليمة.
 
وزير التعليم
  
عقب إعلان التشكيل الوزارى الجديد فى شهر سبتمبر الماضى، لم يكن هناك حديث فى الأوساط السياسية وغير السياسية إلا عن وزير التعليم الهلالى الشربينى، والسبب صفحته الشخصية على «فيسبوك»، حيث اكتشف المصريون أنها مليئة بالأخطاء الإملائية التى لا يليق أن
تصدر من وزير التعليم.
الأخطاء التى اكتشفها المصريون للوزير أنه لا يفرق بين حرفى (الزاى) و(الذال)، ويكتب كلمة البرد القارس «بالصاد»، حيث كتبها «القارص»، وكتب كلمة يعذب «بالزاى»، أى «يعزب».
كان الشربينى أيضا قد كتب مهاجمًا أمناء الشرطة، حيث قال: أتمنى على الله وليس عليه ببعيد، أن تقوم الأجهزة المعنية فى مصر بمراجعة الزمة المالية لأمناء شرطة الشرقية الذين اعتصموا مؤخرا قبل وبعد التحاقهم بوزارة الداخلية، حيث كتب الذمة المالية بالزاى، كما كتب فى منشور آخر كلمة «المذيعين» بالزاى أى «مزيعين».
 

اليوم الجديد