د. عبداللـه الشناق: لا توجد تشريعات ناظمة للترجمة
ياسر العلاوين
في سبيل تفعيل حركة الترجمة في المملكة دأبت جمعية المترجمين الأردنيين، منذ تأسيسها، وبالتعاون مع وزارة الثقافة، وبعض الجامعات الرسمية والخاصة، ومجمع اللغة العربية الأردني، على عقد مؤتمرات وندوات محلية ودولية تحت عناوين متخصصة، مثل: جودة الترجمة وإدارتها، والترجمة كعلم وفن، ومهارة واستراتيجيات تدريس الترجمة، وأسبوع المترجم الأردني، والمعجم العربي المختص ودوره في الترجمة، وترجمة الأدب الاردني»، ذلك ما صرح به الدكتور عبدالله الشناق رئيس جمعية المترجمين الأردنيين وأستاذ الترجمة في جامعة اليرموك، في حديثه لـ"الدستور"، قبل أن يضيف: "ولأن الترجمة في غالب الأحيان تمارس بشكل عشوائي في بلادنا بعيدا عن المأسسة والمهننة ارتأت الجمعية عقد تلك الفعاليات ودعت إليها كبار علماء الترجمة من الأردن والخارج".
وأكد د. الشناق أن حركة الترجمة في المملكة والدول العربية تواجه قضايا وتحديات من بينها غياب المنتج المترجم بشكل واضح، وعزوف المترجم الأردني عن هذه العملية الإبداعية، في الوقت الذي يتسارع فيه انتشار المعرفة، في ظل ثورة المعلومات التي يشهدها العالم، ويرى أن الترجمة لا زالت تمارس بشكل عشوائي عن طريق مترجمين على مستوى فردي.
وأوضح د. الشناق أن من أبرز التحديات التي تواجه حركة الترجمة في المملكة عدم وجود مؤسسات تعمل على جمع شمل المؤسسات والهيئات المعنية بشؤون الترجمة وكذلك المترجمون في الأردن وتوثيق الصلات بينهم في مختلف مجالات الترجمة الشفوية والتحريرية من وإلى اللغة العربية.
ويشير د. الشناق الى عدم وجود تشريعات ناظمة لمهنة الترجمة وتوفير الشروط اللازمة لكي يؤدي المترجم الأردني رسالته على الوجه الأفضل بالتعاون مع الجهات المختصة، كما تفتقر حركة الترجمة الأردنية إلى تشجيع البحوث والدراسات الترجمية، وكذلك تطوير منهجيات تدريس الترجمة ومقرراتها التعليمية وتعزيز حركة الترجمة إلى العربية ومنها، بالتعاون مع المؤسسات المحلية والمنظمات والهيئات العربية والدولية ذات الصلة، وتعزيز دور الترجمة في التنمية الأردنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ويقول د. الشناق إنه لمواجهة هذه التحديات أنشئت جمعية المترجمين الأردنيين عام 1993 وعقدت العديد من الندوات والمؤتمرات وأصدرت منشورات تخصصية في حقل الترجمة ومن الجهات المعنية بشؤون الترجمة في الأردن كما يضيف مجمع اللغة العربية الأردني والجامعات ووزارات التربية والتعليم والثقافة والتعليم العالي ودائرة المطبوعات والنشر والجمعية العلمية الملكية ومؤسسات ومكاتب الترجمة مؤكدا أنه لا بد من جهات تمول الأعمال المترجمة وتوزعها.
وعرض د. الشناق لبعض انجازات جمعية المترجمين الأردنيين ومنها، عقدت المؤتمر الدولي الأردني الثالث بعنوان "الترجمة عبر الزمان والمكان" بالتعاون مع جامعة الزرقاء الأهلية ووزارة الثقافة وبحضور حوالي (50) مشاركا من جامعات العالم، والذي عقد بالتعاون مع قسم الترجمة في الجامعة وبمشاركة باحثين وأكاديميين متخصصين من عشر دول، وناقش المؤتمر نحو 25 ورقه بحثية، أبرزها الترجمة وتحليل الخطاب والترجمة الأدبية، والترجمة ومعاني القرآن الكريم، والترجمة ودراسات الجندر «النوع لاجتماعي»، والترجمة وعلم الدلالة، وساهمت البحوث وأوراق العمل المقدمة في إثراء المعرفة العلمية وحقق المؤتمر النتائج المرجوة، ونشر كتاب علمي محكم عن نظريات الترجمة للدكتور محمد فرغل عضو الجمعية وآخرون، كما نشرت مجموعة قصصا مترجمة من الأدب العالمي له، هذا وتخطط الجمعية حاليا لمؤتمرها الدولي الرابع الذي ستعقده في 22-23 آذار القادم في رحاب جامعة اليرموك وبرعاية وزير الثقافة وتحت عنوان «دور الترجمة في بناء الأمم» ومن المتوقع أن يشارك فيه لفيف من الباحثين من داخل الأردن والبلدان العربية والغربية، واعتادت الجمعية على الاحتفال بيوم الترجمة العالمي الذي يصادف 30 من أيلول حيث تعتبر الترجمة جسر تواصل بين الثقافات ويعني الاحتفال بهذا اليوم فرصة للمزيد من التعاون الدولي في مجال الترجمة و دعوة للمترجمين والمبدعين في كل دول العالم لتأدية واجباتهم تجاه الأعمال المترجمة سواءً أكانت أدبية أو فكرية أو علمية.
الجمعية نفسها تهدف إلى نشر الوعي بأهمية الترجمة، وتفعيل حركة الترجمة في الأردن، بالارتقاء بالترجمة في الأردن من خلال ضبط جودتها ورفع كفاءة المترجمين، والعمل مع الجهات المعنية لحماية المترجمين، لتهيئة المترجمين المعتمدين، وتبادل المعارف والخبرات الخاصة بالترجمة، بتوثيق الصلات بين أعضاء الجمعية أنفسهم وبين الجمعية والجمعيات الأُخرى المشابهة في داخل الأردن وخارجه، ورفع مستوى المؤسسات الرسمية والأهلية العاملة في حقل الترجمة أو المعنية بالترجمة وبالخبرات والمشورة.
وزارة الثقافة الأردنية