للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

إدراج نافذة مصطلحيّة في موقع المجلس دَّ. لُ. عَ. لتوفير ألفاظ الحياة العامّة لمستخدِميها

أ. عبد الحفيظ جباري


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بَدْءًا وختاما،

أقترح فيما يأتي أن يتم إتاحة مرجع معتمد موحّد يتضمن أبرز ألفاظ الحياة العامة التي يُصادِفها مستخدِم اللغة العربية في حياته اليومية ولا يجد لها مقابلا قارَّا واحدًا ومُوَحَّـدًا نتداوله جميعا، ونتلافى بذلك حالة الفوضى المتعِبة التي نحياها وتحياها لغتنا العربية.
ما نفعُ المعاجم التي تتناول مثل هذه الألفاظ والمصطلحات وقد أُعِدَّتْ وجُعِلـَتْ بعيدًا عن الاستخدام لا تصلُ إليها يد المستخدِم، إنْ وُجدتْ أصلا.
ففي أحيان كثيرة يَلجأ إليَّ كثير مِمَّنْ أعرفهم بحكم اهتمامي الشّديد باللُّغة العربيّة وعِلمهم بذلك، باحثين عن مقابل عربي فصيح لاسم آلة أو أداة أو جهاز أو عتاد أو عُدّة أو وسيلة مادية من الوسائل أو مُسْتـَهْلـَكِ من المُستهلـَكات Consommable(s)، أو أي شيء نُصادفه ونستعمِله في حياتنا اليوميّة؛ كما هو الحال في مختلِف الإدارات العموميّة لدينا، ممثـّلة في الورق والأقلام بأنواعها، والختم والمُؤَرِّخ(1) Dateur (لاحظْ عزيزي القارئ اشتراك هذا اللـّفظ في الدّلالة على هذه الأداة المستخدَمة عادة في المصالح الإداريّة والدّلالة على المتخصِّص الباحِث في التاريخ)، والشّريط اللاصق، وشريط الطـّابعة،... وغيرها كثير. أجِدُنِي غير مستطيع، على الأقل، إنْ لم أزودهم بمُبْتـَغَاهم،      أن أ ُحِيلـَهُم إلى المظانّ الموجودة فيه. معنى هذا أن أقترحَ بديلا وأنا الذي أَزْعُمُ، كما أسلفتُ، أنـّي قريب من اللّغة العربية، فما بالـُك بمن دَيدَنُه البُعد والجفوة.
وتمثيلا للفوضى التي نُصادفها في وجود كثرة فاحشة من الأسماء إزاء مسمّى واحد، نعرضُ هذا المثال:
* Agrafeuse(s)* التي نَـقـّبْـنـَا في الـشـَّـبَـكِـيـنـَة (الإنترنت)، فعثـَرْنا بعد بحثنا عن مقابلات لها، فكان الحصادُ الآتي:
- الدَّبَّاسَة،
- المُدَبـِّسَـة،
- المِدْبَـسَة،
- مُدَبِّـسـة مكتب، 
- المسّاكة،
- الشـّبّاكة،
- شـَبَّاكَة ورق،
- الكـَبَّاسَة،
- المِشبكة. 
 فالشـّائع أن الموظـّفين لدينا يستخدمون اللـّـفظ الأجنبيّ في الحالة العادية وطوال الوقت، وقد يضطرّ موظف إلى كتابة اسم عربيّ فيختار واحدًا منها هذا إنْ وجَدَه ولم يلق عَـنـَتـًا في ذلك، فيكتُبه على ورقة طلب المستهلـَكات المخصّصة لذلك. هذه هي السّانحة الوحيدة – في ظنِّي – التي يُستخدَم فيها اللـّفظ العربيّ، في حال اِجْتـَهَد هذا الموظـَّف. أما مشافهة فالغـَلـَبَـة للمصطلح الأجنبي على المسكين العربيّ.
لقد اقترحتُ ذات مرّة على مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية(2) جعل نافذة مصطلحية، هكذا أسْمَيْتـُهَا، وهي أصلا قاعدة بيانات مصطلحيّة؛ تكون في واجهة الصفحة الرئيسة للمجمع، تظهر عليها صورة ملوّنة وواضحة لأداة أو آلة أو غيرهما من الوسائل التي نصادفها يوميا في حياتنا ونستخدِمها، وتحت الصورة نجعلُ لها اسما واضحا باللغة العربية، بخط مستحدَث مُفـضّل لـَدَيَّ باسم مبتدِعه(3): خط أحمد الأخضر غزال رحمة الله عليه، الذي أعجبني لأنّ فيه حلّ لمشكلات في الكتابة العربية وصعوباتها، أبرزها تعدُّد صُور كتابة الحرف العربيّ الواحد: في المبتدأ، في الوسط، في الأخير، ومنفصلا. يُستتبع الاسم العربي بما يُقابله في اللغات المتداوَلة في الوطن العربي: الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، الإيطالية، الألمانية، وغيرها من اللغات، فالمسألة متروكة للتشاور وتقرير الأصلح.
كما يجب أن تضمَّ هذه النّافذة خيارات منها إتاحة الفرصة للمستخدِم للبحث في محتواها بسرعة ونجاعة. في الغالب، يعرف الشّخص المُنقـِّب المصطلح الأجنبيّ ويبحث عن مُقـَابـِلِه: المصطلح العربيّ.
تـُطَعَّمُ هذه النافذة المصطلحية كل مرّة بالجديد المُواكِب لما يلزم وجوده في هذه النافذة، كما في الوسع فتح الباب لتلقي المقترَحات من المهتمين والنظر في مدى جدوى ومناسبة ما يقترحونه.
هذه النافذة المصطلحية تكون مَلاذا ومرجعًا سيصير معروفا ومعتمدًا مِن قِبَل الكثير من الباحثين عن المصطلح العربيّ الفصيح الموحّد والمهتمين بهذا النوع من المراجع المعجمية والمصطلحية العمليّة والوظيفية الذي يُوفـّر خدمة سهلة ميسورة في وقت قياسيّ، وبذلك نُـثبتُ - ولسنا مجبرِين على فعل ذلك- لكل متشكـّك، خصوصا أولئك الذين هُمْ مِن بني جلدتنا، قدرة اللغة العربية المِطـْوَاع على خوض غمار هذا المجال الاستعماليّ ونيل مكانة فيه بجدارة، مضاهاة لما يبذلـُه الآخَرون لخدمة لغاتهم، ولنا في ذلك حقّ شرعي ومشروع.
فأين هي الهِمَم التي تُــنْجـِز، والعزائم التي لا تـخُور؟ (4)
وختاما، أقول أنـّي أَصْدُرُ فيما أقول عن تجربة ومعاناة. لقد اقترحتُ في يوم من الأيام، على مجموعة من الأصدقاء في المَحَلـّة التي أقطنُ فيها وهي مدينة قـَسَنْطِينَة في الجزائر (اختيرتْ في العام 2015 م عاصمة الثقافة العربية) أن نتحدَّث بلهجتنا المحلـّيّة ودَارِجَـتـنا المعتادة، غير أن الجديد هو استبدال الكلمات الأجنبية، الفرنسية الأصل في الغالب، بكلمات عربية فصيحة تـُجعل في أثناء الحديث كل ما ناسب المقام ذلك: 
- فبدلا من القول: طوموبيل، طاكسي، Automobile نقول: سيّارة، سيّارة أُجرة. 
- وعِوض أن نقول: Les papiers de la voiture، نقول: وثائق السيارة.
- وبدل أن نقول: L’hôpital، نقول: المستشفى.
- وفي مكان أن نقول: Sonnerie du téléphone، نقول: رنـّة الهاتف.
- وتعويضا لكلمة Micro-ordinateur أو اختصارًا Micro، نقول: حاسوب. 
- واستبدالا لكلمة Logiciel نقول: بَـرْمَـجـِيَّـة أو بـِرْنـَام (كما يحلو لإخواننا في المغرب استخدام هذا اللفظ لابتكارهم إيّاه)،...
غير أنّ أوّل صعوبة صادفتنا هي انعدام مرجع متاح كالذي قدّمنا له شرحًا وافيا فيما مرّ من حديث أثبتناه أعلاه. فوجدنا أنفسنا غير قادرين على الاستمرار فيما اقترحناه للأسباب التي أشرنا إليها، وقد وُجـِدَتْ النـِّيَّة الصّادقة غير أنـّنا عُدِمنـَا الوسيلة النـَّاجـِعَة.
مضافا إلى ما أسلفنا، وإنْ كان هذا ليس موضوعنا بل أحببنا الإشارة إليه فقط، ظاهرة أخرى استجلبتـْها التـِّقانة الحديثة بمختلِف وسائلها أبرزها شبكات التواصل الاجتماعي على الـشـَّـبَـكِـيـنـَة (الإنترنت) وخدمات المهاتفة الحديثة Téléphonie moderne (الرسائل النّصّيّة القصيرة SMS) ممثلة فيما يُسمّى: لغة الشـّباب أو اللُّغة الشـَّبابيّة أو لغة الشـُّبّان أو اللُّغة الشـُّبّانيّة أو العربيزي أو العربتيني أو الفرانكو آراب أو الرّوشنة أو الرّاندوك (السّودان)،... إذ تعدّدت الأسماء والمقصود واحد، التي تـُكتبُ فيها العربيّة بحروف لاتينيّة، وَضْعٌ يَكْشفُ عن إشكالات وتحدّيات جديدة في وجه لغتنا العربية التي ما أن تـَنْـفـَرِجُ أوضاعها في شأن حتى تنفتح عليها مصاعب أ ُخَر في شأن آخَر. 
في الختام، نقول أن مَنْ يقترِحُ الانتقال مِنْ وضع لغوي مُسْتـَهْجَن تكون فيه اللـُّغة الأم مُسْتـَضْعَـفـَة إلى حالٍ لغوية اعتياديّة طبيعيّة تكون فيه الغلبة للغة الأم، أيَّة لـُغة أمٍ في العالـَم، عليه أساسًا أن يُوجِدَ البديل المتاح والمتوافِر والمَيْسُور والعَـمَـلِـيّ، الذي يـُجنـِّب المستخدِم العَناء والنـّصب. وهذا هو الحَلُّ الذهبيّ فيما نراه. 
المراجع:
1- معجم المعاني - http://www.almaany.com/fr/dict/ar-fr/dateur/
2- إنصافـًا، لقد رحّب المجمع الكريم بالمقترَح واقترَحَ عليّ الإشراف عليه، غير أنّي اعتذرتُ عن القيام بذلك لكثرة الصّوارف والشـّواغل. ولأنـّي ما زلتُ على يقين أنّ هذا عملٌ ينوء بالعُصبة أُولي القوّة فما بالـُك بفذ ّ.
3- خطّ مستحدَث:  AF_Al Khobar  http://www.arafonts.com/details.aspx?fontName=AF_El%20Khobar%20Normal%20Traditional.ttf&ID=211

4- يحضرُني قول يُنسبُ إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "اللـّهمّ إنـِّي أشكو لكَ جَلـَد الفـَاجر وخَوَر المؤمن (المُتـَّقِي)".


 




 

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

1 - سمير - الجزئر - 12-11-2024 (10:30:23)
السلا م عليكم

ما جاء في اقتراحك أيها الأخ الفاضل مطلب ومقصد و هدف الكثير من الأساتذة و الطلبة, تحقيقا للتعريب الميداني و التحول إلى اللغة العربية الفصيحة في الحياة اليومية بإلغاء الدخيل المعرب خطيا و استبدله باللفظ العربي الفصيح. و لكن هذا ليتأتى إلا بتظافر الجهود و التنسيق بين الراكز و المؤسسات في عمل نظري و عملي مشفوع بالمطويات و المجلات و مقالات و اتفاقيات بين المؤسسات المُنظّرة و المؤسسات الادارية و التعلمية المستهدفة مع متابعة نجاح الاستعمال و رصد انقائص و بذل المال و اوقت من أجل ترسيخ العمل بالفصحى عمليا في الحياة اليومية و لما لا التنسيق بين البلدان العربية جمعاء.

رد على التعليق

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية