علاء الدين محمود
أوصى المشاركون في منتدى تحديات الكتابة باللغة العربية، الذي نظمه صباح أمس المكتب الثقافي والإعلامي للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، بضرورة الاهتمام باللغة العربية في البيت والمناهج التعليمية، والمؤسسات الوظيفية، ونادوا بضرورة عقد ورش تبحث في واقع اللغة العربية، والاهتمام بتطوير مجامع اللغة في البلدان العربية، وأشاد المشاركون بإسهامات الشارقة، ودور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي قدم إسهامات كبيرة لحفظ ورقي وتطور اللغة العربية كان آخرها مجمع اللغة العربية بالشارقة.
جاء ذلك ضمن وقائع الجلستين الأولى والثانية للمنتدى حيث طالب بعض المشاركين بوضع ضوابط تحفظ للغة العربية مكانتها كهوية للعرب، ومنها ربط استقدام الأيدي العاملة إلى البلاد بإتقان العربية، وتأسيس مراكز للكتابة تتبع المكتب الثقافي والإعلامي للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، يتولى تنظيم دورات للطلبة، والصحفيين والأدباء الشباب، والموظفين من أجل تحسين الكتابة باللغة العربية، وقد شهد المنتدى إقبالاً جماهيريا ضاق به مسرح القصباء، وقدم عدد من الخبراء والمختصين في العربية مقتطفات من أوراق قدمت من أجل النهوض باللغة العربية، وتحسين الكتابة بها.
أدارت شيخة الجابري وقائع الجلسة الأولى فيما أدارت الثانية وفاء الشامسي.
شدد د. سيف راشد الجابري المحاضر والمستشار المتعاون في صندوق الزواج، على دور الأسرة في تلافي الأخطاء الكتابية، وتعلم اللغة في ورقته «ضعف الكتابة لدى الأطفال، ومدى مسؤولية الأسرة»، وذكر الجابري أن للأسرة دورا كبيرا في تنشئة الأطفال لغويا، خاصة الأمهات اللواتي يعتبرن المصدر الأول في التربية، وناقش كيفية علاج اضطراب الضبط الحركي، وتحسين الإدراك البصري، وعلاج صعوبات مهارات الكتابة.
قدم الدكتور. رشاد محمد سالم مدير الجامعة القاسمية، رصدا لواقع اللغة العربية، مشيداً بالمكتب الثقافي والإعلامي للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، على الجهود الكبيرة التي يبذلها من أجل العربية، موضحا أن هذه اللغة تحتاج بالفعل إلى جهود جبارة، بوصفها مرآة تعكس تجربة الشعوب في الحياة، وأن العربية هي أداة تعبير عن الإرادة الإلهية في القرآن الكريم، وحملت رسالة إنسانية وحضارية واسعة، مشيدا بموقف الإمارات في الدفاع عن اللغة العربية وحمايتها، وبجهود صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي أنشأ من قبل جمعية حماية اللغة العربية، والآن ينشئ مجمع اللغة العربية، ويتكفل بالمعجم التاريخي للغة العربية.
وقدم المنتدى فيلما قصيرا يحمل عنوان «من»، يستعرض الأخطاء الكتابية في واجهات المتاجر ويافطات المحال، والأخطاء الكتابية في مراسلات الشباب عبر الرسائل القصيرة باستبدالهم الحروف العربية بالإنجليزية، واستخدام الأرقام بدلاً عن الحروف.
وتحدث الإعلامي أحمد سالم بوسمنوه، عن أسباب توجه طلاب الإعلام إلى تخصصات الإعلام المرئي والمسموع دون الصحافة المكتوبة، وأشار إلى أن المدارس الآن ترفد الجامعات بطلاب لا يكتبون العربية بشكل جيد، وأن القائمين على أمر المجامع اللغوية في العالم العربي لا يعرفون شيئا عن الواقع، ولا المتغيرات الحضارية والواقعية فهم يريدون فقط الحفاظ على اللغة العربية دون أن يدركوا حجم ما يحدث من تطورات حقيقية، داعيا تلك المجامع إلى تطوير نفسها ووسائل عملها وذكر بوسمنوه أن اللغة العربية تعرضت لهجمات شرسة، حيث ظهر المستشرقون والمستغربون، وظهرت دعوات تطالب باستخدام اللغات المحلية بديلا عن الفصحى، موضحا أن الهجمة على اللغة العربية قديمة وما زالت مستمرة، ولفت إلى ضرورة الاتكاء على التاريخ وعظمة التراث، مشيراً إلى تراجع الإنتاج الفكري العربي، ونادى بتحديث المناهج في كليات الصحافة من أجل صناعة صحفيين مميزين، والاهتمام بالعائد المادي للصحفيين، والعمل على صناعة إعلامي جديد.
بدوره ذكر د. غانم السامرائي رئيس قسم اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة الشارقة، في ورقته «تصحيح مسار الكتابة.. هل من وسائل؟»، أن هنالك أزمة، وأن من لا يعترف بوجود الأزمة فهو يجافي الحقيقة، وأن الانتماء للغة العربية أمر مصيري، فهي عنوان الثقافة للعربي، مؤكدا أن هناك ضعفا في التأسيس اللغوي في مراحل التعليم العام، وتقاعساً من قبل المعلمين والمدرسين عن الارتقاء بالمستوى اللغوي لأنفسهم وطلابهم.
وتقدم السامرائي بمقترح ربط استقدام الأيدي العاملة إلى البلاد العربية بإتقان اللغة العربية، وإلى ذات الاتجاه ذهب د. سالم الطنيجي رئيس قسم اللغة العربية بكلية التقنية العليا في الشارقة، في ورقته «الشباب بين اللغة الأم ولغة التطور العلمي المعاصر»، عندما أكد وجود أزمة مطالباً الجميع بالتصدي له.
وشهدت الجلسة الثانية عددا من الأوراق، حيث ذهب د. محمد عيادات في ورقته «الموجه الأول للغة العربية ومناهجها وزارة التربية والتعليم المناهج التعليمية.. والمسؤولية»، إلى تناول موقع الكتابة من المهارات اللغوية الأخرى، مستشهدا بآراء التربويين الذين يرون أن الكتابة التعبيرية تشكل قطب الرحى، وقلب مهارات اللغة.
وأشار عيادات إلى أن بعض الدراسات قد ذهبت إلى أنّ الطلبة الذين يعانون صعوبات متنوعة في الكتابة، يصنفون من فئة بطيئي التعلم ومنخفضي التحصيل، واستعرض أمثلة من نتاجات بعض الطلبة في مجال التعبير الكتابي.
واستعرضت مروة الخطيب، مساعد مديرة مبادرة لغتي، أنشطة المبادرة وتجربتها عبر ورقة «قراءة في مبادرة لغتي»، التي تعمل على ترغيب الأطفال في حب لغتهم العربية وتهيئة البيئة المدرسية للإبداع والابتكار، بأهداف أجملتها الخطيب في تيسير العملية التعليمية للهيئة التدريسية، وتشجيع الابتكار والبحث العلمي، وتوعية المجتمع بخصائص اللغة العربية.
وتناول د. عيسى صالح، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، الإنجازات والجهود التي يقوم بها المركز، وكذلك التحديات التي تواجهه، كما استعرض أسباب ومظاهر ضعف تعليم اللغة العربية، وتطوير استراتيجيات تعليم اللغة العربية، وأساليب تقويم الطلبة في اللغة العربية، كذلك استعرض د. علي عبد القادر الحمادي نائب رئيس جمعية حماية اللغة العربية، الجهود المبذولة في ترقية الكتابة استنادا إلى تجارب الجمعية وخبراتها في دعم وتشجيع الكتابة باللغة العربية الفصحى.
الخليج