موجز العراق
اختتمت دار اللغة العربية في العتبة الحسينية المقدسة مؤتمرها الدولي الثاني الذي استمر على مدى يومين بمشاركة أكاديميين وباحثين في شؤون العربية من مصرَ والعراق وسوريا وتونسَ والجزائر والبحرين وفلسطينَ وإيرانَ وجنوب إفريقيا والهند، فضلا عن حضور ضيوف شرف من باكستان وكندا والدنمارك والولايات المتحدة الأميركية
. شهد المؤتمرُ حضور شخصيّاتٍ دينيّة وأكاديميّة وكان قد ابتدأ بتلاوة قرآنية ثم كلمة المتولّي الشرعي للعتبة الحسينيّة الشيخ عبد المهدي الكربلائيّ التي أكد فيها غنى اللغة العربية وقدرتها على التعبير وامتلاكها لمقومات ذاتيّة جعلتها في مقدّمة لغات العالم.
وأشار الكربلائي إلى أنّ ذلك جعل منها قادرة على الصمود أمام غزو لغاتٍ أخرى وتحدّيات ثقافيّة ومعرفيّة أو لسانيّة، ولفت إلى أن القرآن من أهمّ مقوّمات خلود هذه اللّغة فقد أعطى لها القدرة على الانتشار ونقل المعارف والثقافات .
مدير دار اللغة الدكتور لطيف القصّاب كانت له كلمة في حفل افتتاح المؤتمر بيّن فيها الآليّة التي اتُّبِعَت في قبول البحوث المشاركة من داخل وخارج العراق البالغ عددها نحو ثلاثين بحثاً وكيفية مراعاة الرّصانة والتنوّع في تلك الالية
. لتأتي بعدها كلمةُ الوفود المشاركة التي ألقاها الدكتور نصر الدين بن محمد وهابي من دولة الجزائر التي تحدث فيها عن آيات العظمة في اللّسان العربيّ ووجوه الإعجاز وكيف أن العربية اشتبكت مع العالم لتكون صوتا للإسلام ووجها من وجوهه حتى اصبحت نسباً جامعاً بين كلّ من ارتضوا الإسلام ديناً، لقدرتها على أن تكون مستودعا للأفكار ومكمنا للمشاعر
فرقةُ الإنشاد في العتبة الحسينيّة قدمت بعد ذلك أنشودةً بعنوان (يا أمّنا العربيّة). تلت ذلك محاضرةٌ القاها أستاذ الدراسات اللغويّة والنحويّة والقرآنيّة في جامعة #البصرة الدكتور فاخر الياسري تناول فيها أهميّة اللّغة العربيّة وميزاتها التي جعلتها قادرة على مواجهة التحديات التي استهدفت إضعافها.
بعد أن انتهى حفل الافتتاح توزعت أعمال المؤتمر بواقع خمس جلسات أسهم في تقديم محاورها ثلاثون متخصصا من خلال بحوث اهتمّت بالخطاب القرآني ونصوص نهج البلاغة، وبلاغة أهل البيت(ع) فضلا عن تناول شؤون اللغة ومتونها ومستويات دراستها صوتاً وصرفاً ومعجماً ونحواً ودلالةً ، يضاف إليها البحث التاريخي في العربية وفكرها اللغوي، وتقدّمت تلك الأعمال ورقتان نقديتان في اليوم الأول بإدارة د. لطيف القصاب ومحاضرة رئيسة في الافتتاح بإدارة د. فاخر الياسري، فضلا عن الأمسّية النقدية التي عقدتها دار اللغة والأدب العربي كجزء متمّم
لأعماله
وقد خرج المؤتمر بجملة توصيات صبّت جميعها في تعزيز حيثيات المحاور التي توخاها لخدمة لغة الضاد ومنها ضرورة أن يكون مؤتمر دار اللغة والأدب العربي تقليدا سنويا ثابتا تستكمل كل دورة منه المهام التي أنجزتها الدورة السابقة، وأن تطبع أعمال المؤتمر في كتاب يصدر عن دار اللغة، بالإضافة إلى تأسيس موقع الكتروني خاصّ، ينشر البحوث، ويقدم المقترحات، ويعلن عن المحاور العلمية لدوراته، ويحمل ما يتعلق باللغة العربية وشؤونها في نوافذه
الالكترونية.
فضلا عن إقامة مسابقة سنوية للاحتفاء بالإبداع العربي في الشعر وفنون الأدب الأخرى، وفتح باب التواصل مع المؤسسات العلمية في وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والتربية لتبنّي النتائج التي تتمخّض عنها الأعمال العلمية، وتضمين المناسب منها مناهجَ التعليم.
موجز العراق
