|
|
من روائع تراثنا العربي...المفضليات
أ.د.سيد محمد عبدالعليم عبدالله
من روائع تراثنا العربي : المفضليّـات
المفضليات مجموعة شعرية عظيمة اختارها المفضل الضبّي حين تقدّم إليه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور في اختيار قصائد لابنه المهدي؛ فلذلك سميت هذه القصائد بالمفضليات نسبة إلى المفضل الضبّي وقد اشتملت المفضليات على مئة وثلاثين قصيدة ، فيها ألفان وسبعمئة وسبعة وعشرون بيتًا لسبعة وستين شاعرًا، منهم سبعة وأربعون شاعرًا لم يدركوا الإسلام، ومنهم – على سبيل المثال لا الحصر : المرقش الأكبر ، والمرقش الأصغر وتأبط شرًّا وغيرهم 0
ومن الشعراء الإسلاميين في المفضليات – على سبيل المثال لا الحصر – المرار بن منقذ، وجبيهاء الأشجعي، وأستطيع القول إن هذه المجموعة الشعرية العظيمة هي أقدم مجموعة صنعت في اختيار الشعر العربي؛ لأن الرواة قبلها كانوا يصنعون أشعار القبائل ، فيضمون أشتات شعر المنتمين إلى قبيلة واحدة ويجعلون كلًّا منها كتابًا، وقد وردت القصائد في المفضليات كاملة، بخلاف بعض الدواوين التي كانت تأتي بجزء من القصيدة؛ مما يتيح لنا فهم البيت متصلاً بسياقه، وييسر لنا معرفة دلالاته، وقد روى القالي في الأمالي عن أبي عكرمة قال : "مرّ أبو جعفر المنصور بالمهدى وهو ينشد المفضل قصيدة المسيب التي أولها : "أَرَحَلْتَ" وذكر القصيدة ، ثم قال : فلم يزل واقفًا من حيث لا يشعر به حتى استوفى سماعها، ثم صار إلى مجلس له، وأمر بإحضارهما، فحدث المفضل بوقوفه واستماعه لقصيدة المسيب واستحسانه إيّاها، وقال له: "لو عمدت إلى أشعار المقلّين، واخترت لِفَتَاكَ لكل شاعر أجود ما قال، لكان ذلك صوابًا ففعل المفضل0ولقد مثّلت المفضليّات جوانب الحياة الجاهلية ودارت مع الأيام والأحداث ، وعلاقات القبائل بعضها ببعض، ومن الناحية التاريخية فإنه أول كتابٍ كبير يضمُّ مختارات من عيون الشعر القديم الجاهلي، والمخضرم، والإسلامي بروايات موثوق بها.
د: سيد محمد عبد العليم عبد الله.
|
|
|
|
|