رحاب حلاوة
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي - رعاه الله، انطلقت أمس فعاليات المؤتمر الدولي السادس، بحضور ما يقارب من 3 آلاف باحث ومختص باللغة العربية ومسؤولين من 73 دولة، يناقشون ما يقارب من ألفي بحث ودراسة وورقة عمل في 120 ندوة علمية، من 2 حتى 4 مايو الجاري.
ومن جهته قال الدكتور علي موسى المنسق العام للمجلس الدولي للغة العربية، في تصريحات خاصة لـ«البيان» على هامش فعاليات اليوم الأول من المؤتمر الدولي السادس للغة العربية، إن المجلس حول أكثر من 5 آلاف بحث عن اللغة العربية إلى إلكتروني لتكون متاحة لمحبي اللغة العربية لإتاحة الفرصة للمهتمين باللغة للاستفادة منها.
إذ أنشأ المجلس موقعاً خاصاً لجعل الأبحاث في متناول باحثي اللغة على مستوى العالم، ودعماً للمحتوى الإلكتروني، بالإضافة إلى تعزيز التواصل بين الباحثين ودعم المكتبات العالمية بالمراجعة البحثية وربط الأبحاث بالواقع المعايش للغة العربية.
وأوضح أن كثيراً من الأبحاث التي قدمت خلال المنتدى تحوي تجارب وخبرات ورؤى مستقبلية، وكثير منها يتعرض للنقد البناء، لذلك حرصنا على تخصيص باب للنقد على الموقع سواء لنقد المعاجم أو الأبحاث، إذ أصبح مؤتمر اللغة العربية نافذة للغة على العالم، وقدم خلال هذا العام 13 مجلداً تتضمن 718 بحثاً.
ولفت إلى أن عدد الأبحاث المقدمة فاق هذه الأعداد ولكنها خضعت لتحكيم دقيق ينتهي باختيار من 20 إلى 30 بحثاً تقدم خلال فعالياته، مشيراً إلى أن المؤتمر أخذ منحى جديداً اتجه من خلاله إلى تدريب المعلمين على أساليب الاختبارات وكيفية تحليل نتائج الاختبارات بهدف تطوير المحتوى الخاص بالمناهج ويشارك فيه 100 معلم من وزارة التربية و150 أكاديمياً.
وأشار إلى أن المؤتمر عمل على جمع رؤساء أفسام اللغة العربية بهدف وضع خطة مستقبلية لتفعيل هذه الأقسام والوقوف على معايير ضبط الجودة والنوعية في أقسام اللغة العربية في الجامعات.
وذكر موسى، أن المجلس الدولي للغة العربية الذي جاء بمبادرة قدمت إلى منظمة اليونسكو عام 2008 عندما أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2008 عاماً دولياً للغات، أصبح محط أنظار الباحثين والمهتمين باللغة العربية حيث يقدم أبحاثاً حققت تغيراً ملحوظاً في واقع اللغة العربية خلال السنوات القليلة الماضية.
مشيراً إلى أن المجلس يتشكل من عدة هيئات من الاتحاد الدولي للغة العربية ومن الأفراد وهو متاح لكل مهتم باللغة، وكل المؤسسات المعنية بقضايا اللغة العربية، وكان المجلس أول من دعا إلى أن تسن الجهات الرسمية في العالم العربي القوانين والمراسيم والتشريعات التي تفرض على جميع الأفراد والمؤسسات الحكومية والأهلية التعامل باللغة العربية السليمة، ووضعت تصوراً متكاملاً للقوانين التشريعية والأنظمة التنفيذية لذلك.
بحث علمي
ويعمل المجلس على النهوض بالبحث العلمي الذي يخدم اللغة العربية، بما في ذلك إقامة مراكز أبحاث متخصصة في دراسة اللغة العربية، ودعا إلى وضع اختبار الكفاية اللغوية في اللغة العربية، والاهتمام بحقل تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإلى إحداث نقلة عصرية في التعريب والترجمة في كل التخصصات، وتعريب لغة الإدارة في العالم العربي، وربط الكفاية اللغوية العربية بسوق العمل بدل ربطه بالكفاية اللغوية الإنجليزية أو الأجنبية عموماً.
جهود ذاتية
ومن جانبه استعرض الأستاذ الدكتور أحمد ذياب أستاذ الطب والجراحة في جامعة صفاقس بتونس، تجربته الذاتية وجهوده لدعم ومساندة اللغة العربية من خلال تعريب المصطلحات الأجنبية المعنية بالطب ووضعها في معجم موحد، جاء ذلك خلال الجلسة الرئيسية التي ناقشت جهود المؤسسات والحكومات والأفراد في خدمة اللغة العربية وأدار الجلسة الأستاذ الدكتور عبداللطيف عبيد الأمين العام المساعد في جامعة الدول العربية.
وأوضح ذياب أنه ساهم في وضع المعجم الطبي الموحد الذي ضم 150 ألف مصطلح كامل عن علم التشريح في الطب باللغة العربية والفرنسية والإنجليزية بالتعاون مع زملاء آخرين من مصر وسوريا.
ولفت إلى أنهم عملوا على إعداد قاعده بيانات لهذه المصطلحات من خلال ترجمتها وإيجاد مقابلات لها في اللغة العربية، مشيراً إلى أنه لديه 52 كتاباً جميعها باللغة العربية، ولفت إلى أن مشاركته في المؤتمر أمر مهم بالنسبة له للاطلاع على تجارب الغير وتقديم تجربته.
أساليب بناء اختبارات «العربية» في حلة جديدة
يخضع معلمو واختصاصيو لغة عربية من وزارة التربية والتعليم، لورش تدريبية على كيفية بناء اختبارات اللغة العربية وكيفية تحليل النتائج، مما يضمن الخروج باختبارات بحلة جديدة حسب المختصين، خلال فعاليات اليوم الأول من المؤتمر الدولي السادس للغة العربية، معتبرين أن هذه الورش ستخلص إلى نظام متطور للاختبارات، مفيدين بأن المؤتمر يحقق التلاقي بين أقطاب اللغة العربية من كل مكان ويمثل نقلة نوعية في أساليب واستراتيجيات بناء اختبارات اللغة العربية.
وقال الدكتور فوزي محمد وليد العك اختصاصي أول دعم فني تخصصي لمادة اللغة العربية في وزارة التربية والتعليم، إن هذه التدريبات تمثل نقلة نوعية على طريق الارتقاء بالأساليب والاستراتيجيات التدريبية وتمكين العربية في الحياه العلمية، علاوة على أن التدريب يبصر المعلمين بأحدث الطرائق الفنية لتقويم اللغة العربية وصياغة الامتحانات بطريقة تثبت اكتساب الطالب لمهارات اللغة العربية بعيداً عن الحفظ والتلقين.
ولفت إلى أن المؤتمر أشعر الجميع بأن الارتقاء باللغة العربية مسؤولية الجميع وأسهم في تأسيس ثقافة المحافظة على اللغة العربة، فضلاً عن تطوير أساليب المعلمين في المواقف التدريسية وفقاً لما اكتسبوه من خبرات ومهارات زودهم بها المؤتمر خلال مسيرته.
ومن جهتها قالت وفاء سعيد اختصاصية دعم فني تخصصي لمادة اللغة العربية في وزارة التربية والتعليم، إن المؤتمر فرصة للتعرف على أحدث طرق اختبارية للغة العربية وكيفية قياس مهارات اللغة لدى الطلبة، وتحديد مستوياتها وكيفية إتقانها، وما هي فنيات كتابة الأسئلة.
وأوضحت أن مؤتمر اللغة العربية الدولي يحض همم معلمي اللغة العربية على النهوض بلغة الضاد من خلال نشر ثقافة التدريس باللغة العربية في جميع المواد حسب توجهات الدولة، فضلاً عن فهم الدعم الرئيسي في المدرسة والمشجع لزملائهم من مدرسي المواد الأخرى.
ومن جانبها قالت معلمة اللغة العربية في مدرسة الرفاع في منطقة الشارقة التعليمية مها محمد منصور، إن المؤتمر يمثل نقطة تحول للمعلمات وآلية جديدة للعمل على مناهج اللغة العربية والاختبارات، فضلاً عن مساهمته في إحداث تطور وتغير جذري للاختبارات وهذا يتطلب من القائمين عليها عقد مثل هذه الورش.
ولفتت إلى أن الدولة سباقة من حيث إطلاق مبادرات هامة ساهمت في رفع شأن اللغة العربية من خلال قراءة الكتب العربية والروايات والقصص وكل ما من شأنه أن يعزز مكانة اللغة ويرفع مقدرتها.
البيان