أ. كفاح حسن المطر
جفون الندى رفت بسخو المدامعِ و أشجى حناياها غروبُ الودائعِ
تلظى جواها في أنين و لوعــة تفري رزاياه سهام الفضائع
تضرمت الآهات ثكلى بفيئها و جرح رثاها من حنينَ المرابع
وبدرُ المنى فينا تلاشت سطوره و أكفانه وعـد لحـلم المطالع
حمائمه ضج الأسى بهديلها و آهاتها لبّت رفيف السواجع
لم البغتة الولهى أقلت ودادنا إلى غفوة أشجت جبين الطلائع
لنبكيكِ نورًا ما تضوع فجره سوى بسمة بالذكريات اليوانع
لنبكيكِ دوحًا نستظل بعطفه على شرفة ضمّت صميمَ الأضالع
لنبكيك فلكًا نسـتجم بحضنه دثارًا توافتـــه أكف البضائع
لنبكيك وردًا قد تقاطر رحقه على مقلة تزهو بكحل المواجع
دموعي يناجي سخوها أم أشرف أقمت عزاء للنجوم اللوامع
لتسقي ربيعًا في نضارة غصنه كؤوسا تلظت من خفوق الزوابع
وما زلت للتحنان غادية المنى تراعي أمانينا بسقيا الهوامع
وما زلتِ للأفنان باسمة الرؤى تفيض سواقيها بعذب الطبائع
خمائلها تكسو الضمير بصبرها طهورًا تهادى من غدير المنابع
فما هي إلا خفقة أرهفـت لها ذهولا سقته مذكيات اللوائع
يعاتبها مهدي من عش يتمه كطير تلقته شراك الفجائع
يسابقه التحنان شوقا كأنه قناديل يزجيها نسيم الطوالع
يجول على الأغصان طيف تلهف هــداه إلى حضن سخي المراتع
فلم يلقَ مثواها دفيًئا لأنه تدثر في لحـدٍ من الهم وادعِ
فما كان منه غير توديع زهره و لثمِ أقاحيه بأوفى الصنائع
و راح يخيط الموت ثوبا لعرسه و مهرًا لأحضان المنايا الروائع
فأسدى لها الإحسان صوغًا لبرها و أتحفها بالموت أجر المراضع