قنوات الأطفال تثير مخاوف ضياع العربية الفصحى
حمل أستاذ الأدب والنقد في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض الدكتور عبدالله الرشيد القنوات الفضائية الموجهة للطفل العربي مسؤولية تقديم اللغة العربية الفصحى بشكل صحيح، بسبب فقدان برامجها، خاصة الأناشيد، اللغة السليمة، واعتماد أغلبها على اللهجات العامية نطقا وكتابة على الشاشة.
وأوضح لـ«مكة» أن هذه القنوات تعد محضنا رئيسا للطفل، يتلقف من خلالها لغته، وهي عون للمدرسة وللأسرة في تحبيب الأطفال باللغة، ولها تأثير متراكم على مدى سنين عدة من عمر الطفل.
وأضاف «ينبغي للمؤسسات الحكومية والخاصة بذل جهودها في إنتاج برامج تنطق بالعربية الصحيحة، لتجنيب النشء الفوضى اللغوية، وتنقية ألسنتهم من الهجين المبتذل، والإسهام في زيادة المعجم اللغوي».
وأكد أن ما يثير القلق عدم وجود ميثاق أو تأطير قانوني يتعلق بمسؤولية القنوات الفضائية عن الحفاظ على اللغة، ولا سيما أن التوجه لمخاطبة الطفل بشكل مباشر يكتسب أهمية ويولي عناية عند كثير من المؤسسات الثقافية والإعلامية، ما دفع ببعض وسائل الإعلام إلى إنتاج نسخ عربية من برامجها الموجهة للطفل، وهي لا تعدو أن تكون ترجمة حرفية لما تقدمه للأطفال في بيئاتها الفكرية والثقافية».
وتابع «إن مبدأ الخوف من بعض قنوات الأطفال هو ما تبثه من حيث المحتوى، وعدم الاطمئنان إلى مستوى اللغة فيها بوجه عام، حيث إنها خليط بين العامية والفصحى»، مبينا أن اللغة في الأصل وسيلة للحفاظ على التراث الثقافي وطريق لاكتساب المعارف وتزود الفرد بأدوات اللغة.
وطالب بـ«مسرحة اللغة» لإعادة محتواها العاطفي وهيكلها النموذجي، وهي من أنجع الوسائل في جعل اللغة أقرب إلى إفهام الأطفال، وأيسر في التعامل بها، والتي يمكن تحقيقها عن طريق البرامج الحوارية.
وأوصى بسن قوانين تحمي العربية في وسائل الإعلام عموما، والفضائيات الخاصة الموجهة للطفل، وإيجاد ميثاق إعلامي خاص بقنوات الأطفال، بالشراكة مع أقسام اللغة العربية بالجامعات العربية في إعداد برامج لتسهيل تعلم اللغة العربية لدى الطفل.
عيون الخليج
|