فريدة تشامقجي
تدرس حكومة سارلاند خططاً لإدخال خيار تعلم العربية كلغة أجنبية في المقرر التعليمي لمدارسها العام المقبل، فيما تُطرح تساؤلات حول إمكانية توفر الأطر لتحقيق ذلك. وماذا تقول العائلات من أصول مهاجرة عن هذه الخطوة؟
تعتزم ولاية سارلاند الألمانية إدخال خيار تعليم اللغة العربية كلغة أجنبية في مدارسها للعام الدراسي 2018/2019، كما صرح وزير التعليم في الولاية أولريش كوميرسون. وبحسب الوزير الألماني فإن سبب ذلك يعود إلى تزايد أعداد أطفال اللاجئين في مدارسها، إذ تشير الإحصائيات إلى أن عددهم يتجاوز حالياً 7500 تلميذ.
وفي هذا السياق قال كوميرسون إن هؤلاء الأطفال يأتون بمهاراتهم من بلدانهم الأصلية، ويجب منحهم المزيد من الحرية من خلال تعليمها كمقرر تعليمي"، مضيفاً بالقول: "ندعم التعدد اللغوي، وللعربية فرص جيدة باعتبارها لغة عالمية"، كما نقلت عنه صحيفة "بيلد" الألمانية مؤخراً.
لكن ماذا يقول اللاجئون الذين يجب أن يضعوا في مقدمة سلم أولوياتهم تعلم الألمانية من أجل الاندماج في مجتمعهم الألماني الجديد؟ في هذا السياق يقول مدرس اللغة العربية خالد الجوهري، القادم إلى ألمانيا من جنوب عاصمة سوريا دمشق قبل نحو عامين، إن "فكرة إدخال اللغة العربية في المدارس الألمانية ستلقى ترحيباً في أوساط اللاجئين العرب وأبنائهم، نظراً لحاجتهم لتعلم الأبناء اللغة الأم قراءة و كتابة لأسباب دينية و ثقافية".
توفر الكوادر المؤهلة
ويضيف الجوهري (36 عاماً) في حوار مع DW عربية: "لإنجاح هذه الخطة لابد من توفير الكوادر المؤهلة المتقنة للغتين العربية والألمانية، إلى جانب خلق منهاج ذو مستوى مناسب يراعى فروق الأعمار وخاصة في بداية المشروع".
بيد أنه يجب هنا عدم إغفال إلمام التلاميذ المنحدرين من عائلات لاجئة بثقافة بلدهم الجديد. في هذا الإطار يقول الجوهري الذي عمل معلماً في بلده سوريا لنحو 13 عاماً، إنه من الضروري أن يحتوي المنهج الدراسي لتعليم العربية على مواد تعرف بالمجتمعين الألماني والعربي.
المدرسة كبديل للمسجد
وحسب الجوهري، فإن الكثير من العائلات اللاجئة "تصر على تعليم أطفالها لغتهم الأم، ولا تجد سوى المسجد وسيلة لتحقيق ذلك، في ظل عدم وجود بديل آخر"، مشيراً إلى أن ذلك "لا يخلو من خطورة قيام أصحاب الفكر المتطرف باستغلالهم بطريقة أو أخرى لبث أفكارهم".
وهنا يمكن القول إن وجود منهاج مدروس في المؤسسات التعليمية النظامية وتحت إشراف حكومات الولايات سيقطع الطريق بالتأكيد أمام هذه الاحتمالات.
وإضافة إلى أطفال اللاجئين يجد الأطفال من زيجات مختلطة بين الألمان والعرب أيضاً عراقيل وصعوبات في تعلم العربية ، اللغة الأم لوالده أو والدته العربية. DW عربية تحدثت إلى بلال، الذي لا يفقه من العربية سوى أبجديتها ويفتقد الإلمام بمعانيها والتحدث بها. أبدى بلال (14 عاماً) رغبة وإرادة في تعلم لغة والده، العربية، بعد أن كان كان قد تعلم الحروف العربية كتابة و نطقاً في مسجد الحي الذي يسكن فيه. ويوضح لنا والد بلال أن إمكانيات تعلم العربية في المسجد كانت ضئيلة، بواقع ساعة واحدة من كل يوم سبت.
وقال والد بلال: "أتمنى أن يشمل القرار باقي الولايات الألمانية أيضاً، ولا يبقى حصراً على مقاطعة سارلاند فقط".
يُذكر أنه أُعلن عن خطط مشابهة لتعليم العربية في ولاية سكسونيا السفلى قبل أشهر، ما أثار انتقادات كبيرة من قبل الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة ميركل ومن رابطة علماء اللغة. لكن يبقى من الواضح بعد ما إذا كانت خطط الوزارة ستُترجم إلى أرض الواقع.
dw