|
|
مصباح المعالي
أ. كفاح حسن المطر
سكب الوداع على غصون وفائه
|
شوقًا تضوع في مروج ولائه
|
و ترقرقت ذكراه في ترنيمة
|
ترثي مشاعرها وفي سخائه
|
و غدت ترتل كل صبح سورة
|
لبت مآقيها هدى أندائه
|
هو يوسف الحب الذي أحضانه
|
غذت ربيع بهائها ببهائه
|
لم تبدِ وجدَ قميصه في وعينا
|
إلا رهافةُ بره و عطائه
|
و سجية الآباء أن حنانهم
|
ريّان ما ظمأت ضفاف ثرائه
|
ما سطروا العمر المديد رسالة
|
إلا تفانوا في غراس بنائه
|
كانوا عليه الأوفياء مكارمًا
|
ذابت محاجرهم بدرب عنائه
|
فكأنهم أم الكليم تفطرت
|
في خافقيها آنّــة لبلائه
|
و كأنهم يعقوب يلثم حزنه
|
صبرًا لما قد حل من أبنائه
|
لله درّهُــمُ لكل تصـدعٍ
|
تتأوه الأكباد من أرزائه
|
عماه مصباح المعالي أثكلـت
|
أضواؤه و ترملت بعزائه
|
ألفتك فيها مثل بدرٍ نيّرٍ
|
و رأتك فيها كوكبا بسمائه
|
و حَنَّتْ عليك الذكريات كأنها
|
قلب يطوف الأمن في أرجائه
|
في خافقيها من معينك ديمة
|
و بمقلتيها بسمة لسنائه
|
عماه ما عزف الرحيل إذا همى
|
من ضفتيك سوى شجىٍ لبلائه
|
عصفت بنا ريح الفراق و أضرمت
|
نيرانها الحلكى بطهر صفائه
|
أدمت قلوب العاشقين فلم تدع
|
آمالهم تروى بنبض حفائه
|
تركتهم ولهى على أغصانهم
|
غصص الذبول تحشرجت لذوائه
|
و ترشحت وجناته ريحانة
|
حــراء تنعى حظها بجفائه
|
غابت بشاشته التي قـد صبها
|
من فيض مهجته و فجر ضيائه
|
نسجت إلينا الذكريات ملامحًا
|
غـراء تمزج دمعها بحيائه
|
ترحيبه دفء الحنان و رحقه
|
أمل يبوح بلهفة للقائه
|
خشع الرضا في دوحتيه شاكرًا
|
بسجوده و دعائه و بكائه
|
أرسى التواضع في صميم كيانه
|
صرحًا تذوب الروح في أفيائه
|
أنى التصبر و الفؤاد تمزقت
|
أحلامه في غربة لثوائه
|
و رحى الهجير مفاوز تجتاحنا
|
بلهيبها الوقاد في أحشائه
|
حضن الأمان تثلمت أجفانه
|
و تدثرت من يتمها بردائه
|
ترجو الوفاء بأن تكون خميلة
|
قدسية تزدان في عليائه
|
تكسوك من منن الرحيم مواهب
|
و تضمك الرحمات من آلائه
|
فاهنأ قرير العين في تسبيحة
|
أهدتك بالإيمان حسن جزائه
|
|
|
|
|
|