|
التنمية اللغوية - العربية المستدامة - استنباطات واستشرافات
أ. د. عبد الجليل أبوبكرغزالة
استنباطات الموضوع : ماذا نقصد ب ( التنمية اللغوية العربية المستدامة ) ؟ ما وظيفتها في الواقع العربي المتنوع والمتعدد الجماعات اللغوية ؟ ما علاقتها بالتخطيط اللغوي و( الهندرة الإدارية ) والاقتصاد والسياسة والبيئة والثقافة ؟ كيف يمكن تحقيق واستشراف هذه العملية ؟ ما علاقتها بتقنية المعلومات والاتصالات المعاصرة ؟
المقصود بهذا المصطلح
نقصد ب( التنمية اللغوية المستدامة ) تطوير ألسنة الجماعات البشرية المعاصرة داخل فضاءات وأحياز زمكانية محددة ، حيث يتم التركيز على أنماط الخطابات التداولية الراهنة ، والاستشراف لخطابات الأجيال القادمة .
تهتم ( التنمية اللغوية المستدامة ) العربية المعاصرة بالمجالات الإنسانية القطبية بكل مكوناتها وعناصرها البانية :
1 _ ربط المعجم العربي الاجتماعي / الثقافي بظروف الناس وأغراضهم المتنوعة .
2 _ توظيف لغة واصفة متطورة ذات سمات كونية .
3 _ مد الجسور بين التخطيط اللغوي العربي والمجتمع والاقتصاد والبيئة والسياسة والثقافة ...
أهداف التنمية اللغوية العربية المستدامة
لكي يتم تحقيق هذا ( المشروع اللساني النهضوي ) لا بد من التركيز على بعض المظاهر والمرتكزات المحورية :
أ _ الإمداد اللغوي المستمر للجماعات اللسانية العربية .
ب _ الاستصلاح والتقويم اللساني .
ج _ التأمين والتطوير والتوسيع لمستوى الإبداع والإنجاز اللساني .
د _ الرعاية والحماية والتجويد لأنساق وحقول ( المحصول اللساني العربي ) .
ه _ التوظيف الرصين والاستشرافي futurist للكفاية competenceاللسانية التنموية العربية المستدامة على مستوى التداول والحجاج argumentative .
و _ الزيادة في ( كفاية التمويل اللساني ) ضمن المجالات القطبية الحيوية من خلال الاتصال الرسمي والخاص ، وضمان الاستعمال اللساني العربي الأجود والأنفع ، ورقي وتوسيع معجمات المجموعات اللسانية العربية المعاصرة .
تتطلب الأنساق اللسانية العربية المتنوعة تفعيل وتطوير العناصر والوظائف التداولية pragmatics ، وممارسة كفايات شاملة محدثة ، واعتماد ( هندرة / هندسة إدارية ) يخطط لها لسانيا من خلال استغلال تقنيات يمارسها بكل حياد ورصانة وعمق المحنكون والراسخون في المجال .
والجدير بالذكر هنا أن هذه التنمية اللسانية العربية المعاصرة تحتاج إلى معانقة تقنية المعلومات ، وهو ما سيساهم بشكل واسع في تحقيق أهدافها ومقاصدها المتوخاة .
تستطيع التكنولوجيا والكفايات التنافسية تحقيق تنمية لسانية عربية مستدامة ، إذ يمكن استغلال الإمكانات السريعة والدقيقة الراهنة التي توفرها تقنية المعلومات في كل المجالات القطبية الحيوية ( الاقتصاد ، المجتمع الثقافة ، التربية ، السياسة ، البيئة ...) ، وهو ما يدعم تعايش التكنولوجيا بمعية اللغة الواصفة لأنماط فكرنا العربي المعاصر من خلال :
1 _ تطوير البحث اللساني التداولي بمعية تكنولوجيا المعجمات الجديدة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، واعتماد الخطط والاستراتيجيات اللغوية المعمرة .
2 _ تجويد الإنجازات الإدارية العربية المتنوعة و ( هندرتها) باستمرار عن طريق مدخلات تكنولوجية حديثة ، وتشكيل واستشراف أنماط مؤسسية جديدة تشمل كل الآفاق .
_ 3تدعيم بناء الكفاءات العلمية والتكنولوجية الخلاقة creative لتحقيق أهداف التنمية اللسانية المستدامة في جميع المجالات القطبية ، وتوليد الإنجازات والأساليب والملفوظات الشخصية ، وتقليص اللحن والجهل .
4 _ متابعة وتقويم التخطيط اللساني لتحويل المجتمع العربي إلى مجتمع معلوماتي لساني خلاق ، حيث يتم مثاقفة المعامل والمختبرات اللسانية المتنوعة.
_ 5 خلق تنمية لسانية جهوية مستدامة تعانق تكنولوجيا المعلومات والبحث اللساني المتطور والاتصالات ...
تمثل المعارف والمعلومات عنصرا جوهريا في تحقيق التنمية اللسانية العربية المستدامة ، حيث يتم ربطها بالتخطيط اللغوي في المجال الاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي لتجويد العطاء والإبداع اللساني عند الجماعات العربية بمختلف فضاءاتها وأحيازها الزمكانية ...
لا بد من ارتباط التنمية اللسانية العربية المستدامة بظروف الأفراد لتحقيق أغراضهم وبلوغ الأهداف المرسومة ، حيث تقوم على الوسائط السمعية البصرية ومختلف الاتصالات ، وشبكة الإنترنت للربط بين الباحثين ورجال التعليم والمرشدين ومجموعة المساهمين اللسانيين وسائر الفاعلين المحليين ...
|
