إبراهيم فهمى
فى ندوة أقيمت أمس الأول بقاعة لطيفة الزيات بعنوان «تراث مخطوطات اللغات الإفريقية بالحرف العربى»، الصادر عن المعهد الثقافى الإفريقى العربى. قال أ. حلمى شعراوى الباحث المتخصص فى الشئون الإفريقية: «هذا عمل بحثى أكاديمى ممتد تأسس ليبقى طويلا». مؤكدا أن فكرة تجميع لغات افريقيا المكتوبة بالحروف العربية جاءته من اكتشاف مخطوطات أفريقية مكتوبة بالعربية، ومتنوعة بين الأدب والشعر والفقه والنثر والزراعة والتاريخ والسيرة الذاتية.
وأكد د.خالد عزب أن هذا الإصدار يعد الأبرز، وعمل أكاديمى فى شكل بحثى متخصص، ويمثل إعادة اكتشاف لافريقيا ما قبل الاستعمار ليؤكد أننا ظلمناها حين أهملناها تراثيا وشعبيا وثقافيا وحضاريا، وهذا البحث مشروع كبير يستحق الاهتمام والتواصل والاستمرار، لأنه ينقل العمل من الفكرة إلى التنفيذ، وهو بداية مشروع عربى إفريقى عكس ما كان يحدث من مؤتمرات تحدث ثم تنفض دون عمل يذكر.
وأكدت د.أمانى الطويل أن هذا العمل يعد حدثا جللا لأنه يكشف فضاءات كبيرة بين العرب وافريقيا، فالحرف العربى لا يقتصر على الوجود فى لغات أفريقيا، بل كان موجودا فى اللغة التركية قبل أن يحولها أتاتورك إلى الحروف اللاتينية. وأشارت الطويل إلى أن أجمل ما قرأته فى الكتاب هو قصائد شعرية لقاض من غرب إفريقيا كتبت بحروف عربية وترجمت إلى اللغة السواحلية ليؤكد الكتاب والباحثون من خلاله أن اللغة العربية لغة تفاهم وتعارف وتقارب.
ورأى أسامة عرابى أن الكتاب يؤصل للتقارب مع افريقيا ويكشف روابط كثيرة مع غرب إفريقيا خاصة، ومعالجة لمشكلة تغلغل الكيان الصهيونى الآن، وتساءل عرابى عن دور مصر فى هذا المضمار المنسى لافتا إلى المشترك الإنسانى الكبير، ليؤكد أن الحدث المصرى هو حدث إفريقى بالأصالة ولا يحتاج إلى تدليل.
وأكد د. عبد باه من السنغال، وجود باحثين أفارقة درسوا العربية فى الأزهر بين فريق العمل، وهذا العمل الثقافى له أهمية كبيرة، إذ يجمع 16 لغة افريقية توصل رسالة من خلال ثلاث لغات هى العربية والإنجليزية والفرنسية بالإضافة إلى لغات افريقية محلية، لافتا إلى الصعوبات التى تغلب عليها الباحثون فى هذا المجال لإخراج هذا العمل الثقافى الأدبى المتعدد النفع وتمثلت فى سوء حفظ هذه المخطوطات وتآكلها وضياعها، من تومبكتو إلى مالى، بجانب عدم الاهتمام الرسمى بلغات إفريقيا وضياع المخطوطات وعدم تقدير قيمتها التراثية والأدبية، لافتا إلى أهميتها فى توثيق تاريخ الشعوب التى كتبت بلغتهم.
وأشار د.عمر عبدالفتاح إلى أن البحث تضمن تنوعا فى مجالات المخطوطات منها قصائد شعرية وسيرة ذاتية وعظات أخلاقية وفقه إسلامى وتاريخ إفريقى، لافتا إلى أنه محاولة لترميم ما تهدم من جسور مع إفريقيا مؤكدا أن التجربة تثبت أن العمل أكد أن التأثير العربى فى إفريقيا ليس استنساخا فقط للحضارة العربية بل إضافة إلى البعد الإفريقى لتلك الثقافة.
الأهرام