|
دعوات للاهتمام باللغة العربية في اليوم الدولي للغة الأم
دعا خبراء ومعنيون إلى حماية اللغة العربية بوصفها لغتنا الأم في ظل ما تواجهه من تحديات تعوق من استخدامها بشكل سليم، إلى جانب تكريس استخدامها بشتى حقول المعرفة، وتنشئة الأجيال القادمة عليها، وترغيبهم بجدوى استخدامها في مختلف مناحي الحياة العلمية والعملية.
واعتبروا في حديثهم لوكالة الانباء الاردنية(بترا) أن اللغات في العالم يحظى بثقل استراتيجي في حياة البشر، بوصفها من مقومات الهوية، وركيزة أساسية في الإتصال والاندماج الاجتماعي والتعليم والتنمية، في وقت تتعرض فيه لغات جراء العولمة إلى تهديد متزايد أو إلى الاندثار كلياً، إلى جانب ضياع العديد من الأنماط الاجتماعية والتقاليد وطرق التعبير والتفكير التي تشكل بمجملها جوهر الثقات على اختلافها.
وتشير اليونسكو التي تحتفي باليوم الدولي للغة الأم ، بهدف الحفاظ على التنوع اللغوي وتعزيز التعليم المتعدد اللغات القائم على اللغة الأم، إلى أن هناك أكثر من 50% من اللغات "المحكية" في العالم مهددة بالاندثار في غضون بضعة أجيال.
امين عام مجمع اللغة العربية الدكتور محمد السعودي يقول ان اللغة الام تشكل عند الشعوب فكر وثقافة وحضارة،مبينا أن العرب تخلوا في اخر 30 عاما عن لغتهم مقابل اللغة الانجليزية ضانين بذلك انهم سيأخذون معرفة كاملة لكنهم لم يحولوا تلك اللغة الى تنمية مستدامة لذلك وقع شرخ كبير في حياتنا وضاعت اللغة.
ويوضح ان اليابانيين والالمان بعد العام 1957 اعادوا الى ذواتهم إحياء اللغة الام في قلوب أطفالهم وقاموا بترجمة العلوم كافة والفلسفة الى لغتهم واستمروا بها حتى منتصف السبعينيات،ليصبحوا من الدول الصناعية ومن افضل الدول بالعالم انتاجا في الالفيات مما خلق لديهم تنمية مستدامة ونهضة بالمجتمع .
ويشير الى أن اللغة تُكون كل عوامل الاقتصاد وتستفيد منها مختلف العلوم، مشددا اهمية ترجمة تلك العلوم الى اللغة العربية .
ولفت الدكتور السعودي الى ضرورة تقديم الدعم للمعلم وتاهيله وتوظيف التكنولوجيا في تقدم اللغة العربية "الام " اذ انه وبحسب التقارير العالمية فإن ما يكتب عن العلوم باللغة الانجليزية خدمة للعربية 10 بالمئة ،إذ تبرز اهمية اللغة العربية بانها اللغة الوحيدة التي تحوي على الصرف اذ ان كل اصل ثلاثي نستطيع ان نشتق منه 6 اصول .
ويقول ان المجمع واعتبارا من 10 آذار سيطبق اول امتحان كفاية للغة العربية اضافة الى التشبيك مع وزارتي التربية والتعلم والتعليم العالي من اجل جيل الشباب لتأليف منهج من روائع الادب العربي للاعمار من 12- 17عاما، وعمل مسسابقات لتحفيز الطلاب على المشاركة والكتابة بالادب والقصص والشعر وتاليف كتاب مشترك لاساتذة الجامعات للحديث والنقاش داخل المحاضرات مع الطلبة باللغة العربية الفصحى، وتقديم جوائز لافضل مشروع حوسبي لخدمة اللغة العربية وغيرها من الجوائز والبرامج والمشاروعات التي تعمل على حماية اللغة .
ويقول عميد كلية الآداب في الجامعة الأردنية الدكتور محمد القضاة، ان التنوع الثقافي امر ضروري ومهم في المجتمع، مبينا أن الاحتفاء باليوم الدولي للغة الأم، يمكننا للوصول إلى مرحلة لوضع اللغة العربية في مصاف اللغات العالمية،مشيرا الى أن هذا التنوع يؤدي إلى المعرفة باللغة الأصلية واللغات الأخرى، إلى جانب اكتساب المهارات الأساسية التي لا تتأتى الا من خلال إتقان اللغة الأم بصفتها الأساس والركيزة لتقدم المجتمعات .
ويشير إلى أن الحديث عن اللغة الأم منذ النشأة يعد تكريماً لأبنائها، بمحافظتهم عليها واحترامها وتوارثها على مدى الأجيال، لافتاً بالوقت ذاته إلى أن اللغة الانجليزية واللغات الأخرى قد أثبتت وجودها وأصبحت لغة علم للعديد من العلوم والمعارف.
ويدعو إلى تدريس اللغة الأم بشكلها الصحيح في الجامعات والمدارس، وترغيب الطلبة بجدوى استخدامها عبر مختلف الوسائل المتاحة، عازياً ذلك إلى أن العديد من الطلبة والشباب يتوجهون لاستخدام ما يعرف بـ "العربيزي"، وهذا يعد تجاوزاً على اللغة العربية الأم، حيث أن الأصل ان يتعلم الطالب اللغة العربية ويتحدث بها بصورة سليمة وصحيحة .
ويضيف القضاة أن العديد من الجامعات الأجنبية تقوم بتدريس اللغة العربية لطلابها بهدف التعرف على ثقافتنا وتركيبتنا وطريقة تفكرينا، مشيرا الى انه في العام 2001 كان عدد الطلبة الأجانب الذين يتكلمون العربية في الجامعات الأمريكية لا يتجاوز 3500 طالب، الا انه في العام 2011 اصبح هناك نحو 48 ألف طالب يتقنون اللغة العربية في العديد من الجامعات الأمريكية، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية التنوع في تعلم اللغات كافة، مع المحافظة على اللغة الأم، إلى جانب تفعيل التعليم والدراسة بالعربية في مؤسساتنا التعليمية، لضمان اتقان والمام أكبر عدد من الطلبة بالقراءة والكتابة بشكل سليم .
ويقول أستاذ العلوم التربوية في الجامعة الأردنية الدكتور ناصر الخوالدة، ان الحديث عن اللغة هو بحد ذاته حديث عن الهوية، فالأمة التي تضيع لغتها يضعف فيها كل عوامل التطور والتنمية والتحديث، لان اللغة هي أداة اتصال وتواصل، تهتم بالدين والثقافة والعادات والتقاليد والقيم النبيلة المتوارثة بوجه عام.
ويشير إلى أن اللغة الأم في مجتمعنا وهي اللغة العربية، هي لغة القران الكريم وهذا يعتبر شرف للغتنا وهويتنا العربية الأصيلة، مبيناً أن حالة التراجع التي تشهدها اللغة العربية تكمن في تغلب اللهجة العامية "المحكية" عليها، ما أدى إلى إضعافها وتدميرها بحيث لم تعد دارجة بين الاجيال المتعاقبة، كما قال النشاشيبي " تمض الأذن أن تسمعه"، مشيراً إلى ان اللغة هي من تضبط حركة الفرد والمجتمع بصفة عامة، مشددا على ضرورة أن تكون لغة العلم هي ذاتها اللغة الأم للدولة .
ويدعو الخوالدة إلى ضرورة تنشئة الاطفال وتعليمهم بدءاً من لبنة المجتمع الأولى "الأسرة" على لغة القران الكريم، إضافة إلى تدريس اللغة العربية كمتطلب اجباري في الجامعات الأردنية، وتأهيل المعلمين قبل انخراطهم في سوق العمل بدورات مكثفة حول استخدامات اللغة، والإدراك بأن اللغة الأم هي الأساس في المجتمع .
رادار 2
|