همس السواقي أنّتي و رثائي
|
و خميلتي تصغي إلى أصدائي
|
أغصانها حنّت لفجر شهادة
|
و زهورها ترنو إلى العلياء
|
ناشدتها كفي المدامع لحظة
|
حتى أواري بالفدا أشلائي
|
و أصوغ آهات النجيع قلائدًا
|
ترثي رحيق سنابلِ النبلاء
|
فلعلها تكسو دفيىء شَغافها
|
حضنًا يدثر غربة الأرزاء
|
و تطرز الصبر الجميل كأنه
|
أمٌ تكحل فلذة الآباء
|
ألقًا يبلور عـزة وطنية
|
شماء تسحر نجمة الجوزاء
|
و تضوع مقلتها عبير مكارم
|
تُهدِي نداوتَها إلى الأرجاء
|
أرواحها رخصت لأن نميرها
|
حاز الكرامة من نفيس دمــاء
|
و مضت تسطر للإبا أنشودة
|
فوّاحة النغمات و الأشـداء
|
أرست بطولتها شواطئ أمة
|
أهدابها عزفت عظيم وفاء
|
ما المجد إلا تضحيات ٌ خطها
|
عبقُ الشهيد و نفحةُ الأعضاء
|
حضنت وسام الفخر في أجفانها
|
فكأنها الأصداف لللألاء
|
يجلو لها العهدُ لبابةَ جوهرٍ
|
متحصنًا بشريعة غــراء
|
في ذَروة الآلام ينبض وعيها
|
كسفينة همت إلى الإمضاء
|
حتى إذا الموج العصي تكشفت
|
أحشاؤه عن نزوة عمياء
|
والبحر هلل داعيًا لوليمــة
|
أطباقها جمر من الرمضاء
|
خيل الأعاصير يحممُ قوسُها
|
متضورًا في عتمة خرساء
|
مزجوا ضغينة بؤسهم فكأنها
|
غدرُ القميص و بؤرةُ الإغواء
|
ما الحُلم عندهم سوى إغفاءةٍ
|
ساقتهُم لوسَادة بأساء
|
وطني يرسخ للأمان مكانة
|
لم ينحنِ لتكالُبِ الجهلاء
|
ما صان وجدان القداسة دوحةً
|
إلا على أيقونة الإسراء
|
نبعَ الفضائلِ ما وهبتك مهجتي
|
إلا لأبلغ غاية الإرواء
|
جاءتك روحي للفداء هديةً
|
ممهورةً بالبيعةِ الخضراء
|
الله أكــبر منهجي و عقيدتي
|
و مرؤتي و رسالتي و لوائي
|
و جدارتي و كفاءتي و حقيقتي
|
و نزاهتي و كرامتي و ولائي
|
و إذا الورود تفتحت أكمامها
|
فأنا هنا في موكب الشرفاء
|
أجد احتفاءَكُمُ رهافة موطني
|
بأمومةٍ فياضةِ الأنداء
|
و أرى الوفاءَ أبوةً بجناحها
|
قلبٌ يعانق وجنةَ الأبناء
|
لا شيء يمنحني الفخار بأمتي
|
إلا رعايةُ فتيةِ الشهداءِ
|