|
|
هتون الأمان
أ. كفاح حسن المطر
يهيم بالقلب طهور الجمان
|
إن أشرق من بره الوالدان
|
و تزدهي فيه طيوف المنى
|
إن أزهرت فيه هتون الأمان
|
و تخضب الوردَ بساتينُه
|
إن هزها الشوق لنهر الحنان
|
ما يبلغ التقدير غاياته
|
إلا تهادى عنده الأرجوان
|
و راح يصفيه جمال الهوى
|
لترتمي في حضنه المقلتان
|
كأنه و الــبر في خافق
|
أنشودة أصغى لها الخافقان
|
هامت قوافيها على ديمة
|
حالمة بالعرس في المِهرجان
|
و الفضل والإحسان في دمعة
|
رقيقة باتا لها يخشعان
|
كف الندى موفورة بالوفا
|
فاضت بأسنى سخوها المهجتان
|
لما استقامت بالتقى و الهدى
|
تحــير في جودها العالَمان
|
جذورها راسخة في الثرى
|
من بذلها ينبهر النــيّران
|
إن رضيا منا قطاف الرؤى
|
كان كتابَ اللهِ فيه الضمان
|
ما هالهم أمر كمثل الذي
|
زلت به في خَطْوِنا القدمان
|
كل خطاينا لديهم جـوى
|
من همها تستعر الوجنتان
|
و إن جفونا ما نفوز به
|
أضحت أمانينا إلى الخُسران
|
ترعى الجهالات مآلاتنا
|
و يستحي من صبونا الثقلان
|
و نحن في تَيْهٍ على غفلة
|
نسقي المدى من جمرة الخذلان
|
نُدمي القلوب مثل لدغِ المُدى
|
خلف ضمير مولع بالهوان
|
و الوالدان كلما ضحيا
|
و أغدقا بالعطف دون امتنان
|
و شيدا للروح قصر الشدا
|
يقصر عن دورهما الفرقـدان
|
يرجون منا أن نكون بها
|
درّا تفداه رفيف الحسان
|
كنا تجاه الحب و التضحيات
|
مستعذبين سكرة الافتتان
|
نبيع ما يوفـون في صفقة
|
حصادها يفضح بؤس الخوان
|
رفقًا بنا جادوا بنجوى الفؤاد
|
و أجزلوا فينا رحيق التفان
|
رباه أيقظنا على رحمةٍ
|
تدفـع عنا وحشـةَ الهُـجُران
|
لعلنا نــرد أفضالهم
|
جبرًا يداوي مرديات السنان
|
عطفًا علينا حين يجفو الندى
|
و حين تُغْتَل أيادي الزمان
|
رباه جللهم على سعة
|
في جنة يكنــفها الحسنيان
|
شرف مقامًا قد أحاط به
|
من دوحة الفِردوس حور الجنان
|
|
|
|
|
|