للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الرشيد في حوار الوداع: من ينتمون للتعليم أُرغموا عليه كسبًا للعيش وليس حبًّا للمهنة

نايف كريري

ضيفنا الراحل الدكتور محمد بن أحمد الرشيد (وزير التربية والتعليم الأسبق) كان حاضرًا في المؤتمر الدولي للغة العربية الذي أقامه المجلس الدولي للغة العربية مؤخرًا في لبنان، فاقتنصنا معه هذا الحوار الذي بدا في شكله الأول غير مكتمل بسبب ضيق الوقت وتسارع جلسات المؤتمر وتزاحم جدول أعماله، فأدلى بجزء من الحديث مجيبًا على بعض الأسئلة، ومُرجئًا الإجابة على البعض الآخر إلى حين عودته إلى السعودية. وبالرغم من إنجاز جزء كبير منه إلاّ أن رحيل الدكتور الرشيد المفاجئ جعلنا أمام الأمر الواقع لننشر الحوار كما هو، وربما كما أراد له القدر أن يُنشر، فالكثير من الأسئلة العالقة في أذهان المحاور والقراء لم يعد الرشيد موجودًا الآن ليجيب عليها، فيبقى إما أن نحتفظ بها مع كثير من أسئلتنا اليومية وقضايانا المتعددة، أو نبحث عن مقاربات لإجابات قد تفي بالغرض.. وإلى تفاصيل الحوار الذي نسوقه لكم جملة بدلًا من تلخيصه:
استراتيجيات شبابية وتعليمية
* معالي الوزير.. بداية الجميع يسأل أين الدكتور محمد الرشيد، الذي لا يجدونه إلاّ على صفحات جريدة الرياض في مقال أسبوعي؟
- في الحقيقة أنا أؤمن بالأثر الذي ورد ويقول: «إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فلا يموتن حتى يغرسها»، وعند العرب يقول المثل: «طلب العلم من المهد إلى اللحد»، فأنا لم أتوقف عن العمل ومهتم بقضايا التربية والتعليم وأشارك فيها بالرأي وأكتب فيها كثيرًا وأحاضر في بلادي وفي خارجها وأشارك في المؤتمرات التي تعنى بالتعليم، والآن أرأس الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وهي هيئة تقدم المشورة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي وهي معنية بأمور كثيرة وقدمت هذه الهيئة الكثير من المشروعات التي من ضمنها مناقشة الطريقة التنفيذية لاتحاد دول المجلس الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ونواصل اجتماعاتنا مع أعضاء الهيئة لنواصل اقتراح الطرق المناسبة لانتقال هذه الدول من التعاون إلى الاتحاد، وقد أوصينا بالعديد من التوصيات التي أخذ بها المجلس الأعلى لدول المجلس ونُفذت، والتي منها طرح إستراتيجية للتعليم، وإستراتيجية للمياه، وتطوير الإستراتيجيات الخاصة بالشباب وتعزيز مكانتهم وحمايتهم من الأمور التي قد تحيط بهم، وغيرها من الأمور التي اقترحتها الهيئة ووافق عليها المجلس الأعلى.

مشروع خليجي للترجمة
* تعمل الهيئة التي ترأسها على إنشاء مركز للترجمة والتعريب في دول الخليج، بما يطلع هذا المشروع؟
- الهيئة الاستشارية لمجلس دول الخليج اقترحت من ضمن المشروعات إنشاء مركز موحد لدول مجلس التعاون الخليجي وبإذن الله يمتد ليكون للعالم العربي أجمع، وهو مشروع مركز الترجمة والتعريب فتتضافر جهودنا وأموالنا وأعمالنا لننتج، وفكرته تقوم على ترجمة كل كتاب جديد ونافع من أي لغة من لغات العالم، وكذا الحال نترجم كتبنا وتراثنا وإنتاجنا إلى اللغات الأجنبية الأخرى، والحمدلله صدرت الموافقة من قبل قادة دول المجلس على إنشاء هذا المركز الذي سيرى النور قريبًا ليبدأ في تنفيذ أعماله التي يطلع بها.
* وماذا عن المؤسسات الترجمية القائمة في بعض دول المجلس كمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للترجمة، كيف سيكون التعامل معها؟
- جميع هذه الجهود ستنضوي تحت هذا المركز ليكون العمل متكاملًا ولا تعارض مع الأعمال القائمة إنما ينظمها ويسيرها في طريق واحد، ومن شأنه أن يضع خطة لجميع هذه المراكز لكي تنفذ أعمال محددة ولا تكرر بعضها في شيء، ومشكلتنا الآن أننا نجد أن هناك كتابًا ليست له قيمة كبيرة فيترجم في أكثر من دولة، والكتاب الذي يمتلك قيمة كبيرة قد لا يترجم.

العربية وواقع التعليم
* كيف تقيّم واقع اللغة العربية في مجالي التعليم العام والعالي اليوم.. خاصة وأنك قدمت ورقة في هذا الموضوع في المؤتمر الدولي للغة العربية؟
- حقيقة أن التعليم العام يعد المكان الحقيقي فهو المولد والحضانة الذي يبدأ فيه الطالب بتعلم اللغة العربية في خطواتها الأولى لتنمو معه وتتطور أو تكون موطن ضعف وتراجع، كما أن التعليم العالي هو الذي يرسخ بناءها ويعلي من أدوراها في حياتنا ويمكن الجميع من قوتها، وهو المكان الذي من المفترض أن يخرج لنا من هم بحق بناتها وحاملو ألوية انتصارها. وبنظرة فاحصة لمعلمي ومعلمات التعليم العام عامة ترى من خلالها مقدار الضعف الظاهر في لغتهم العربية تعلمًا وتعليمًا واستخدامًا، فمعظم معلمي المواد المدرسية بتنوعها لا يستخدمون اللغة العربية الصحيحة السليمة الفصحى أو ما يقارب ذلك في شرحه وحصته ومدرسته، ولعل الأسباب كثيرة من أهمها قلة الراغبين في تخصص اللغة العربية بالجامعات لدرجة أن الدخول في هذا القسم يقتصر على من لا يُقبل في قسم آخر، ولذلك وجد الضعف واستشرى والعلاج كبير وطويل، وهناك العديد من التوصيات والرؤى العلمية المهمة في تطوير هذا المجال على المختصين في جانب التعليم العام الأخذ بها ودراستها وتنفيذ ما تراه مناسبًا منها.
أما حال اللغة العربية في التعليم العالي فهو استمرار لحالها الذي عليه في التعليم العام كما أشرت سابقًا، ومن ذلك الضعف المستشري بين طلابه بل وآسف أن أقول بين كثير من أساتذة اللغة العربية ذاتها، وليس من علاج بظني لهذا الضعف العام في استخدام اللغة العربية إلاّ من خلال السعي بخطوات جادة في سبيل إعادة قوة استخدام العربية في الجامعات طلابًا وأساتذة حتى يتخرج طلابها في جميع تخصصاتهم وهم بحق واستحقاق أهل للغة العربية وحملة أمانتها والقائمون على تعليمها وتثبيت دعائم قوتها في حياتنا ودراستنا العلمية.
* هل اللوم يقع فقط على التعليم العام والعالي في هذا الضعف المجتمعي في مجال اللغة العربية، أم أن هناك جهات أخرى تشارك في هذا؟
- لا لا يقع عليهم فقط بل الأمر يمتد إلى العديد من الجهات ومن ذلك وزارات الثقافة التي يقع عليها جزء كبير من الاهتمام بهذا الموضوع وتفعيل جانب الاهتمام باللغة العربية وتقديمها كمادة ثقافية، ومن ذلك إنشاء قناة تلفزيونية خاصة باللغة العربية تمد الطلاب والمهتمين بالجوانب المختلفة في اللغة العربية وتقويهم في هذا المجال عبر برامجها المتعددة، ومن ذلك تكثيف إقامة المسابقات المتنوعة في اللغة العربية مثل مسابقات القراءة الصيفية والشتوية ومسابقات البحوث اللغوية بين طلاب المدارس والجامعات عامة المثقفين واللغويين في المحيط الاجتماعي.

بين الحكومي والتطوعي
* ماذا عن أعمالك الأخرى، خاصة وأن لك أعمالاً تطوعية عديدة؟
- أحاول بقدر جهدي أن أنسّق بين أعمالي الخاصة والحكومية وأعمالي التطوعية الأخرى التي تفرضها المسؤوليات التي اتطلع إليها مثل الانغماس في الجمعيات الخيرية والتطوعية، كما أني سعيد بأني رئيس مجلس إدارة مؤسسة للتعليم وهي الشركة العالمية للتعليم، ولدينا فيها مدارس نحاول أن تكون مدارس متميزة في برامجها ومناهجها ونصطفي فيها من أحسن من نظن من المعلمين والمعلمات، ومن أهم هذه المدارس التي انبثقت من هذه الشركة هي مدارس التربية الإسلامية بالرياض، كما أمارس كتاباتي الخاصة وبحوثي في مجالات التربية والتعليم واللغة العربية.
* ولكن هذه أعمال قد تكون من صميم توجهك، فما الأعمال التطوعية التي تطلع بها حاليًا؟
- العمل التطوعي لله سبحانه وتعالي ومن أفضل الأمور أنه لا تعلم شمالك ما أنفقت يمينك، ولذلك لن أتحدث عنه، وأحاول أن يكون جلّ وقتي لمثل هذه الأعمال التي أظن أنها تنقص مجتمعي.
* وكيف تقيّم العمل التطوعي في مجتمعنا السعودي؟
- الحقيقة أن هذا الذي ينقص مجتمعنا، فنحن في أمسّ الحاجة إلى أن تكون لدينا جمعيات تطوعية عديدة تخدم المجتمع، فالحكومة لم تقصّر، ولكن نريد المزيد من هذه الأعمال التطوعية فلا يمكن أن تنهض أمة تقوم على مشروعات الحكومة، وإنما لابد أن يشارك القطاع الخاص ولابد أن يشارك الخيرون في المجتمع لتقديم مثل هذه الأعمال.

اتركوا الأعمال القيادية
* هل تجد غضاضة بعد تركك للوزارة كوزير وعودتك إلى ممارسة أعمالك السابقة، والتي من أهمها عضويتك في هيئة التدريس بجامعة الملك سعود؟
- الآن لست متفرغًا للعمل في جامعة الملك سعود ولكني أشرف على بعض رسائل الماجستير والدكتوراة بالجامعة وفي جامعات عدة، وأشارك في بعض اللجان ولا أجد غضاضة في ذلك، وبالعكس أتمنى من أي إنسان في مركز قيادي ألا يستمر فيه لفترة طويلة أكثر من 7-8 سنوات فهي كافية، وأعتقد أن كثيرًا من إخفاقاتنا هي في بقاء الإنسان في مركزه القيادي لفترة طويلة، فقد يَمِل هو ويَمُل الناس منه مهما كان مبدعًا، فلابد من أن يترك الفرصة لغيره، فإن كان محسنًا ومتميزًا فلينتقل من عمله الذي هو فيه إلى عمل آخر، لكن أن يبقى الإنسان في مركز قيادي سنين طويلة فهذا مدعاة لأن يستنفد كل أفكاره ولابد أن يعطي الفرصة لغيره، وهذه واحدة من المشكلات الكبيرة التي تواجه مؤسساتنا الحكومية واستمرارية بعض قادتها لسنين طويلة، فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق.

لست متطفلًا
* هل مازلت متابعًا لوزارة التربية والتعليم حاليًا في كثير من قراراتها وتوجهاتها؟
- تجمعني زمالة وصداقة مع الجميع في الوزارة وأرجو لهم الخير ولو طلبوا مني نصيحة أو مشورة لما تأخرت في إبدائها، وقلبي معهم وهم فيهم الخير بإذن الله لما هو لصالح التربية والتعليم في مملكتنا الغالية، فأنا لا أحب أن أتطفل على أعمال الآخرين ولكن حينما يطلب مني أمر فأنا على أتم الاستعداد.
* يقال إنك حينما كنت على رأس الوزارة كانت بعض أعمالك إعلامية ولم تقم على دراسات شاملة، كاستحداث مادة التربية الوطنية التي فشلت! وتغيير مسمّى الوزارة من وزارة المعارف إلى وزارة التربية والتعليم وإهمال الجانب التربوي فيها، بماذا ترد عن تلك المرحلة؟
- فليقولوا ما يقولون، وأطلب منهم إثباتًا على ذلك، فأنا لم أعمل لوحدي بل كان معي فريق عمل جماعي، ومررت بمراحل وأعمال كثيرة وأؤمن أن أي إنسان إذا انفرد بالقرار من واقع مركزه القيادي فهو إنسان مخفق فاشل! فكل قراراتنا في ذلك الوقت كانت تنبع من قرارات جماعية ودراسات معينة، فمن ينسب إلي شيء بمفردي فهو مخطئ فأنا لم أقم بأي عمل بمفردي.
* وهل كنت في مركز القرار تؤمن بالعمل الجماعي؟
- نعم، أؤمن بالعمل الجماعي وأؤمن بتفويض الصلاحيات وكل مدير إدارة تعليم كنت أقول له أنت وزير التربية والتعليم في منطقتك وإدارتك.

النشء وحب الوطن
* ماذا عن مادة التربية الوطنية، هل فشلت برأيك؟
- إذا كان هناك من يؤاخذني عليها فأنا فخور بها، كل بلاد العالم في تعليمهم لديهم ما يسمّى بمادة التربية الوطنية، وكون أن بعض المدارس أخفقت ولم تعرف كيف توصل هذه الرسالة فهو ليس ذنبي، فالهدف منها كان نبيلًا ووطننا يستحق من يعلمه للأجيال ويستحق من يحبه ويرفعه فوق رأسه، فإذا كانوا يعيبون على شيء أفتخر فيه، فهذا قصور فيهم وليس في العاملين في الوزارة الذين اتخذوا هذا القرار وأدخلوها ضمن المناهج الدراسية، فنحن لسنا بدعًا من العالم ولسنا الوحيدين الذين نعلم التربية الوطنية فكل بلاد الدنيا خاصة ذات الشأن والحضارة والثقافة العالية تحاول أن تنشئ أبناءها على تربية حب الوطن في نفوسهم ومعنى الانتماء للوطن ومعرفة مؤسسات الوطن وتاريخ الوطن، ومن يلومني فهذا دليل على قلة فهم فيه، فلماذا لا أربي النشء على حب الوطن، هل نريدهم أن يكرهوه، فالبلد الوحيد الذي لا أرى فيه عشقًا لوطنه هم بعض هؤلاء الأشخاص في وطننا مثل الذين يعبثون بالممتلكات العامة، أليس هذا دليلًا على عدم حب الوطن؟، وقد اكتشفت أن أقوامًا إذا عُزف السلام الوطني في بلدانهم بكوا حبًّا وعشقًا لوطنهم، ولو رأوا إنسانًا يرمي قاذورات في الشارع جاءوا وعاتبوه حبًّا لوطنهم، وأنظر إلى شوارعنا وممتلكاتنا العامة كيف هو وضعها؟، وإذا كانت هي محل ملامتي فهي أفخر شيء ناديت به وطبقته، وقد يكون هناك من لم يقدرها ولم يفهمها فهو ليس بذنبي، وأما القول بفشل مادة التربية الوطنية لابد أن ينبني على دراسة وأدلة علمية راسخة حتى يقيم وضعها.

صفوة الصفوة
من المعلمين
* ما الذي ينقص الوزارة اليوم لتسير بالتربية إلى جانب التعليم لنرسخ التربية والتعليم في الأجيال؟
- الحقيقة أنني قلت في أكثر من مكان أن معضلتنا في المملكة أن من ينتمون للتعليم ويعلمون أبناءنا أُرغموا على هذا كسبًا للعيش وليس حبًا للمهنة، فلو أن الإنسان أدرك هذه المهنة العظيمة وعرفها وقدّرها حق قدرها وعشقها لأبدع فيها، فالكثير منهم مُكرهون عليها يتمنى الخلاص منها لو وجد أفضل منها، ثم أن المعلم في بلدنا ليس لديه المكانة الاجتماعية اللائقة به، فكيف تريد من شخص متدنية معنوياته كاره لمهنته أن ينتج، ويجب أن نعطِي المعلم حقه ونختار أفضل الناس لهذه المهنة الذين نستودع أطفالنا لديهم، وينبغي أن نختار صفوة الصفوة وهذا هو مالا يحصل لدينا.

المجتمع السعودي والمرأة
* أختم معك دكتور بسؤال عن واقعنا الفكري والثقافي في السعودية الذي يشهد تصارعًا كبيرًا، برؤية استشرافية منك كيف يمكن أن تتصالح الأفكار وتؤدي دورها الحقيقي بشكل ناجح؟
- عندما تكون لدينا وجهات نظر مختلفة فهذا لا بأس به وهو خير للمجتمع وأمر صحي في كل بلد في العالم، ولكن حينما يصل اختلافنا إلى صراع فهذا أمر غير مقبول، وأظن من خلال متابعاتي وملاحظاتي أن هناك فريقًا منا من أهلنا ومن مشايخنا ومن مثقفينا قد يكون لديهم أحيانًا خوف على قيمنا الإسلامية ويظنون بكل جديد أنه معارض لهذه القيم الإسلامية التي نعتز فيها، وهم قد يبالغون في هذا الأمر، وقد ألّفت كتابًا طبع سميته «المرأة المسلمة بين إنصاف الدين وفهم المغالين» وأوضحت فيه كثيرًا من القضايا التي أصبح فيها خلط كبير بين الدين والعادات وطلبوا من المرأة أمورًا كثيرة ليست مطلوبة منها، وبيّنت فيه الأدلة الشرعية معتمدًا فيه على مراجع عديدة ومعتبرة، وأنا سعيد به لأنني لم أجد أحدًا من أهل العلم والفقه في الدين يعترض على ما فيه، فممارستنا خاطئة في كثير من الأمور المتعلقة بالمرأة، وعلي سبيل المثال قضية الاختلاط، وقضية تغطية الوجه، ووضع العباءة على الرأس، وغيرها من الأمور التي ليس لها أصل، فالله سبحانه وتعالى جعل المرأة تتحجب فالوجه ليس من الحجاب وقد أثبتُّ ذلك في هذا الكتاب، وقضية الاختلاط وما حصل فيها من لبس مع قضية الخلوة وهي التي حرّمها الله تعالى وهو ألا تخلو امرأة أجنبية برجل أجنبي، فالمرأة من حقها أن تبيع وتشتري وتشارك في سائر أمور الحياة، ونتمنى أن تكون وزيرة وعضوة في كثير من المجالس والهيئات وهو أمر ليس فيه شيء، فأول امرأة عيّنها عمر بن الخطاب للحسبة كانت تقوم بعملها في الأسواق والأماكن العامة في ذلك المجتمع، ولكن نحن حجرنا عليها حجرًا عظيمًا بالغنا فيه كثيرًا، وهي مغالاة برأيي ليست في مكانها. وأما ما يحصل في بعض الفعاليات والملتقيات من صراعات يقوم بها البعض من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد نظن بهم ظنًا حسنًا ولكن هذه ليست الطريقة الصحيحة للقيام بهذا العمل، فلا أحد يستطيع أن يمنع المعرفة في هذا العالم المتطور والمتسارع، كما أن ديننا وقيمنا الإسلامية ليست هشة حتى نخاف عليها كل هذا الخوف، فديننا الإسلامي عظيم، وهذه ممارسات تقلل من شأن الدين ولا ترفعه، فديننا عظيم راسخ في نفوسنا، هو ثروتنا، هو عزنا ومكانتنا، أعزنا الله بهذا الدين ولن نعز إلاّ به.

المدينة

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية