للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الواو في القرآن الكريم معانيها ودلالاتها

د. مناهل عبد الرحمن الفضل


الواو من الأدوات التي لا تتأثر بالعوامل ، وهي مبنية لا حظ لها من الإعراب ، لأنها لا تتصرف ولا يعتور عليها من المعاني ما يحتاج الإعراب لبيانها .

وهي إما أن تكون عاملة ، أو غير عاملة .
فالعاملة قسمان : جارة وناصبة  . 
فالجارة : واو القسم ، وواو ( ربّ ) ، والناصبة : واو ( مع ) . 
أ – واو القسم : وهو حرف يجر الظاهر دون المضمر نحو قولك : والله لأخرجن ، وقد ذهب كثير من النحويين إلى أن الواو بدل من الباء لأنها تشابهها مخرجاً ومعنىً ، ومثل ذلك قوله تعالى : ( والله ربّنا ما كنا مشركين ) .
ب – واو ( ربّ ) : فقد ذهب الكوفيون إلى أنها حرف جر لنيابتها عن ( ربّ ) ، وأن الجر بها لا بـ( ربّ ) المحذوفة ، كقول رؤبة : 
                            وقاتم الأعماق خاوي المخترقن
ج – واو ( مع ) : وهي ناصبة للمفعول معه في نحو قولك : استوى الماء والخشبة ، وسرتُ والنيل ، فحذفت 
( مع ) وجيء بالواو  إذ التقدير : استوى الماء مع الخشبة ، وسرتُ مع النيل ، وكقوله تعالى : ( فأجمعوا أمركم وشركاءكم ) ، ولا ثاني له في القرآن . 
كما تنصب المضارع في جواب النفي أو الطلب عند الكوفيين نحو قوله تعالى : ( ولمّا يعلم اللّهُ الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) ، ونحو قوله عز وجل : ( يا ليتنا نُردُّ ولا نُكذّب بآيات ربّنا ونكون ) ، وواو الصرف عندهم ، ومعناها أن الفعل كان يقتضي إعراباً فصرفته عنه إلى النصب ، ونحو قوله تعالى : ( أتجعلُ فيها مَن يُفسد فيها ويسفك الدماء ) ، وكقول الشاعر : 
         للبس عباءة وتقرّ عيني               أحبّ إليّ من لبس الشفوف
أما الواو غير العاملة – المهملة –  فأقسامها هي  : 
الأول : العاطفة ، وهو أصل أقسامها ، ومذهب الجمهور أنها للجمع المطلق ، كقولك : قام زيدٌ وعمرو ، فإنه يحتمل أن يقوم كل واحد منهما قبل صاحبه ، ويحتمل أن يقوما معاً في وقت واحد ، يدل على ذلك قوله تعالى : ( فكيف كان عذابي ونذر ) ، والنذر قبل العذاب بدلالة قوله : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) .
كما أنها تفيد الترتيب كقوله تعالى : ( شهِد اللهُ أنّه لا إله إلا هو والملائكة وأُولوا العلم ) ، فهي تعطف الشيء على مصاحبه نحو قوله تعالى : ( فأنجيناه وأصحاب السفينة ) ، وعلى سابقه نحو : ( ولقد أرسلنا نُوحاً وإبراهيم ) ، ولاحقه نحو قوله تعالى : ( يُوحي إليك وإلى الذين من قبلك ) . 
وهي تفارق سائر حروف العطف في اقترانها بـ( إمّا ) نحو قوله تعالى : ( إمّا شاكراً وإمّا كفورا ) ، وبـ( لا ) بعد نفي نحو : ( وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي تُقربكم عندنا زُلْفى ) وبـ( لكن ) نحو قوله : ( ولكن رسول الله ) ، كما تعطف الشيء على مرادفه نحو : ( إنما أشكو بثّي وحُزْني ) ، والعقد على النيف ، والعام على الخاص وعكسه ، نحو قوله تعالى : ( وملائكته ورسله وجبريل وميكال ) ، ونحو : ( ربّ اغفر لي ولوالديّ ولِمن دخل بيتيَ مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات ) .
الثاني : واو الاستئناف ، وهي الواو التي يكون بعدها جملة غير متعلقة بما قبلها في المعنى ، ولا مشاركة له في الإعراب ، ويكون بعدها الجملتان الاسمية كقوله تعالى : ( وقضى أجلاً وأجلٌ مسمى عنده ) ، والفعلية كقوله تعالى : ( لنُبيِّنَ لكم ونُقِرُّ في الأرحام ) ، ومثل ذلك قوله تعالى : ( واتّقوا الله ويُعَلِّمُكم اللهُ )  ، ونحو : ( مَن يُضْلِلِ اللهُ فلا هاديَ له ويذرهُمْ ) ، بالرفع ، إذ لو كانت عاطفة لنصب ( نقرُّ ) وانجزم ما بعده ونصب ( أجل ) .
الثالث : واو الحال ، قدرها النحويون بـ( إذ ) من جهة أن الحال في المعنى ظرف للعامل فيها ، وتدخل على الجملة الاسمية نحو قوله تعالى : ( ونحنُ نُسبِّحُ بحمدِك ) ، ونحو : ( لئِنْ أكله الذئبُ ونحو عصبة ) ، كما تدخل على الجملة الفعلية إذا تصدرت بماضي مقترناً بـ( قد ) كقولك : جاء زيدٌ وقد طلعتْ الشمس .
الرابع : الواو الزائدة ، وذلك نحو قوله تعالى : ( حتى إذا جاؤُوها وفُتِحَتْ أبوابها ) .
الخامس : الواو التي بمعنى ( أو ) كقول الشاعر : 
  وننصر مولانا ونعلم أنه         كما الناسِ مجروم عليه وجارم 

السادس : واو الثمانية ، فقد ذهب بعض النحاة إلى أن من خصائص كلام العرب إلحاق هذه الواو في الثامن من العدد إشعاراً بأن السابع عندهم عدد كامل ، واستدلوا على بقوله تعالى : ( وثامِنهم كلبهم ) ، وبقوله عز وجل :
 ( حتى إذا جاؤُوها وفُتِحَتْ أبوابُها ) فقد ألحقت الواو لأن أبواب الجنة ثمانية ، ولما ذكر جهنم قال ( فتحت ) بلا 
( واو ) لأن أبوابها سبعة . 
السابع : الواو التي هي علامة الجمع في لغة ( أكلوني البراغيث ) ، وأصحاب هذه اللغة يلحقون الفعل المسند إلى ظاهر – مثنى أو مجموع – علامة لضميره ، فيقولون : قاما الزيدان ، وقاموا الزيدون ، وقمن الهندات ، فالألف والواو والنون في ذلك حروف لا ضمائر ، وهي عندهم كتاء التأنيث في نحو : قامت هند .
الثامن : واو الإنكار ، وهو حرف تابع لحركة الآخر ألفاً بعد الفتحة ، وياء بعد الكسرة ، وواواً بعد الضمة ، ويردف بهاء السكت نحو قولك : أعمروه ، لمن قال : جاء عمرو .
التاسع : واو التذكار ، وهو حرف تابع لحركة الآخر وإنما يكون ذلك في الوقف على الكلمة لتذكر ما بعدها نحو قولك : يقولو ، تعني : يقول زيد .
العاشر : أن يكون بدلاً من همزة الاستفهام ، إذا كان بعدها همزة كقراءة قنبل : ( قال فرعون آمَنتم ) ، ونحو قوله : ( وإليه النشور *وأمِنتم ) ، فالواو في ذلك بدل من همزة الاستفهام . 
هذه هي الواو معانيها  ودلالاتها ، مع التمثيل لها من الآيات القرآنية.


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية