دينا جوني
أنجزت وزارة التربية والتعليم تطوير كتب الفصل الثالث للعام الدراسي الجاري 2018- 2019 في مادة اللغة العربية لصفوف السابع والثامن والتاسع، لتنتهي بذلك من عملية تطوير كامل منهج اللغة العربية لجميع المراحل التعليمية من الأول إلى الثاني عشر، وفقاً لمنظومة مطوّرة أعلنت عنها في بداية العام 2017.
وتنظم وزارة التربية بدءاً من اليوم الأحد، ومع استئناف دوام المعلمين للفصل الثالث، دورات من التدريب التخصصي لجميع معلمي اللغة العربية للصفوف من السابع إلى التاسع، لتمكينهم من تدريس الوحدات الجديدة للمادة وفقاً للمنهج المطوّر.
وقال مصدر في وزارة التربية والتعليم: إن تجربة الفصل الأول والثاني بيّنت أن العديد من معلمي صفوف العاشر والحادي عشر والثاني عشر، والذين تمّ تدريبهم سابقاً، غير متمكّنين بعد من أسلوب التدريس الجديد القائم على القراءات الأدبية الأصيلة. ولفت إلى أن السبب الرئيس في ذلك يعود إلى كون المعلمين أنفسهم غير قارئين، وبالتالي هم عاجزون عن تداول متعة وفائدة القراءة مع طلابهم، وتطبيق الأنشطة الطبيعية عبر تشارك الآراء عن كتاب جيد قرؤوه، مشيراً إلى أن الوزارة ستعمل على تنظيم دورات جديدة لتأهيل المعلمين.
وكان معالي حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، قد أعلن سابقاً عن إعداد منظومة متكاملة لدعم مادة اللغة العربية، تشمل طرق تدريس متطورة، وكذلك تحديث معايير المنهج لجميع الصفوف من رياض الأطفال إلى الثاني عشر ومواءمتها مع المنظومة الأوروبية للغات، وتقديمها بشكل ومضمون جديدين. ولفت معاليه إلى أن هذا التطوير هدفه تقديم مادة اللغة العربية بأسلوب شيّق وسلس للطلبة في جميع المراحل الدراسية.
واعتمدت وزارة التربية في تطوير المنهج على التعليم القائم على الأدب الذي تُستخدم فيه الأعمال الأصيلة للكتّاب، سواء أكانت قصصية أم غير قصصية، لدعم المتعلمين لتطوير مهاراتهم القرائية والكتابية.
ويقوم هذا النمط من التعليم الذي تطبّقه الوزارة، استهدافاً لتحقيق نقلة نوعية في تعلّم وتمرّس اللغة العربية، على ستة مرتكزات، أولها الأطر الطبيعية التي تخرج فيها اللغة العربية من الجمود، وثانيها تنوّع النصوص فيدرّب الطالب على استخدام استراتيجيات قراءة مختلفة حسب طبيعة النص، وثالثها طول النصوص الذي يقترب من الطول المعتمد في الاختبارات الدولية في الدروس، ورابعها الأنشطة الطبيعية التي تركز على التفاعل، والاستمتاع، وبناء الثقة، وخامسها الأنشطة التعلمية فتدرب الطالب على مهارات اللغة تدريباً تراكمياً مدروساً، وتجمع بين التركيز والعمق، وسادسها الأنشطة الحرة لخلق الفرص لاكتشاف المواهب وتنميتها من خلال التركيز على المسرح على سبيل المثال.
وشرحت وزارة التربية في خطة تطوير المنهج التي حصلت «الاتحاد» على نسخة منها أن الدراسات أثبتت أن التعليم القائم على الأدب يساعد الطلبة على أن يكونوا قرّاء وكتّاباً أفضل، وأن يفكروا تفكيراً أوسع وأعمق وأن يكونوا أكثر ذكاء وحساسية.
ولفتت الوزارة إلى أن الأنشطة في هذا النوع من التعلم يطلق عليها اسم «الأنشطة الطبيعية» وهي تشبه إلى حدّ كبير الأنشطة التي يمارسها القارئ حين يقرأ كتاباً في سياقات طبيعية، فعلى سبيل المثال من الطبيعي أن يشارك القارئ الآخرين خبرته في قراءة كتاب جيد، وأن يتحدث عنه، لكنه ليس نشاطاً طبيعياً أن يجيب عن 10 أسئلة حول النص.
4 مهـارات
يعزز الشكل الجديد لمناهج اللغة العربية من تدريب الطلبة على أربع مهارات داخل الصف تلبي مهارات القرن الواحد والعشرين بدلاً من أساليب التعليم التقليدية، وهي المناقشة بدلاً من التلقين، والتفكير بدلاً من التحفيظ، والتجديد بدلاً من التنميط، والتفاعل بدلاً من التلقي.
الاتحاد