شؤون عمانية
أقر أصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عدد من التوصيات التي من شأنها تعزيز العمل الثقافي لدول المجلس.
جاء ذلك خلال الاجتماع الثالث والعشرين الذي انعقد (اليوم) الخميس الموافق 10 أكتوبر الجاري، بفندق قصر البستان بمحافظة مسقط برئاسة صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة.
وألقى صاحب السمو السيد هيثم كلمة في بداية الاجتماع، قال فيها: “إن مرتكزات هويتنا الثقافية الأصيلة هي مصدر فخر واعتزازٍ لنا جميعا، والواجب يحتم علينا أن نعمل سويا في المحافظة عليها من عالم سهلت فيه أدوات وقدرات تشويه الثوابت والقيم، إن مواجهة مثل هذه التحديات إنما تكمن في الحرص الدائم، والمثابرة الحق، على تأصيل وترسيخ كل ما يشكل قيم الاعتزاز بأصالة هويتنا وخصائصها المميزة، لتصبح في صدارة ما نصونه دائما ونحافظ على تكامله وقيمته في مختلف المواقع، لذلك فإن مراجعة الذات باستمرار لتحديد نقاط الضعف ومعالجتها ومعرفة جوانب القدرات وتطويرها للوصول إلى الغاية المرجوة لإحداث النهضة الثقافية التي ننشدها جميعا، شعارها الانفتاح والحوار والتكامل من أجل صنع مستقبل أفضل لدول وشعوب المنطقة، ونتيجة لهذه القناعة جاءت رغبتكم جميعا للوقوف أمام بنود ومحاور واهداف الاستراتيجية الثقافية وما تحقق منها خلال السنوات الماضية، ومعالجة كل الجوانب التي تؤدي إلى ترابط مكوناتها في عالم متطور استشرافا للمستقبل الذي نأمله، لذلك فإن أهم ما تتضمنه محاور اعمالنا في هذه الدورة ما خلصت إليه فرق العمل الخاصة بمراجعة وإعادة صياغة الاستراتيجية الثقافية، ولعلنا بذلك نعلن عن تدشين مرحلة جديدة للعمل الثقافي الخليجي، مقدمين بدءًا شكرنا الجزيل لكل ما بذل من جهد من قبل الاكاديميين والفرق العاملة في هذا الشأن، متطلعين لإحداث نقلة نوعية لأساليب العمل الثقافي وغاياته ومراميه المستقبلية من خلال القناعة المخلصة للعمل سويا نحو افراز برامج وانشطة ثقافية مواكبة لما تشهده الساحة الثقافية الخليجية من حراك ثقافي عالٍ، ونتاج راقٍ في مختلف جوانب العمل، وتكثيف هذه البرامج وتدويرها في دولنا وخارج حدودها لتعزيز حضورنا المشترك وتجسيد الحوار مع الآخر والبناء عليه لمشاركة ثقافية خليجية فاعلة، اننا تطلع لتحقيق اهداف الاستراتيجية الثقافية بما يلبي طموحات وتطلعات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس حفظهم الله، التي تصب في خير وصلاح شعوبنا ودولنا، ولعلنا بإقرار الرؤية التي خلصت إليها إعادة المراجعة والصياغة للاستراتيجية ندشن مرحلة جديدة لعملنا المشترك”.
وتابع: “منذ انطلاق اجتماعات وزراء الثقافة وحتى يومنا هذا تم العمل على تطوير أساليب التعاون في شتى المجالات من خلال جملة من القرارات الهامة، التي تم اتخاذها لتطوير منظومة العمل الثقافي الخليجي المشترك وأنتجت أمامنا آفاقا جديدة جميعها عززت من قناعاتنا الراسخة على خلق ودعم كل ما من شأنه أن يمكن عملنا الثقافي الذي نتشارك به جميعا، وفي هذا الاطار فإننا في سلطنة عمان بعد أن رحبنا بالفكرة ورغبة السلطنة الحقيقية في استضافة المقر الدائم لمركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية لدول مجلس التعاون وبمباركتكم ودعمكم جميعا لرغبتا هذه، وبعد ان اكتملك أركان هيكلته، وصيِّغت أهدافه للعمل جنبا إلى جنب مع باقي المراكز العربية المهتمة باللغة العربية، فإننا نتقدم إليكم جميعا بجزيل الشكر لتلبيتكم رغبتنا هذه، والشكر الموصول لكل من عمل على إعداد المركز، ونحن بدورنا سنعمل على تقديم كل الدعم لهذا المركز ليحقق كل ما نهدف إليه من طموحات وما نتبغيه من سمو للغتنا العربية، آملين أن يشكل الاضافة الحقيقية للمؤسسات الخليجية والعربية في خدمة اللغة العربية، إضافة إلى ما سيقوم به من عمليات الترجمة والتعريب”.
من جانبه ألقى معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية كلمة الأمانة، وأشاد بجهود ودعم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لمسيرة العمل الخليجي المشترك، مشيدا بما حققته السلطنة من نهضة وتقدم مشهود في الساحة الثقافية وما تشهده من نشاط ثقافي وابداعي متنوع.
وتقدم معاليه بالتهنئة إلى معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، بمناسبة إدراج منظمة اليونسكو موقع تلال مدافن دلمون على قائمة التراث العالمي لعام 2019م، وفوز مشروع إعادة احياء مدينة المحرق الأثرية في مملكة البحرين بجائزة أغا خان للعمارة.
وأكد معاليه أن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم- أولوا اهتماما كبيرا بالحركة الثقافية في دول المجلس، لما للثقافة من دور فاعل في الارتقاء بفكر الانسان ووعيه وحسه الوطني، ووجهوا -أعزهم الله- الى توفير البيئة الثقافية المحفزة للشباب الخليجي على اطلاق طاقاته الابداعية في مختلف مجالات الثقافة وميادينها، وأكدوا على ضرورة العمل على تحقيق تطلعاته وأمانيه.
وقال: “إن ما تحقق من انجازات مشهودة في هذا القطاع المهم، وما تنجزه دول المجلس من تفوق وتطور في الساحة الثقافية العربية والدولية، لهو بحق محل فخر واعتزاز لكل مواطني دول المجلس، وهو دليل ناصع على ما بذلته حكوماتها الرشيدة من جهود مكثفة وما رصدته من ميزانيات ضخمة لتوفير البيئة الثقافية المحفزة على الابداع الفكري والفني، ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أعرب عن بالغ التقدير والامتنان للجهود المتميزة التي تبذلونها، أصحاب المعالي والسعادة، لوضع الخطط الطموحة لتأسيس المشاريع الثقافية الحديثة من مسارح ودور عرض وصالات فنون، وما تقدمونه من دعم ملموس لتطوير حركة التأليف والنشر، وما تبذلونه من جهود لتعزيز التعاون والتكامل بين دول المجلس في مختلف المجالات الثقافية، ومعروض على اجتماعكم اليوم مواضيع مهمة تتعلق بالتعاون الثقافي المشترك بين دول المجلس، والتي من شأنها تعميق التكامل الثقافي بين دول المجلس، ونتطلع إلى قرارات بناءة تسهم بمشيئة الله في تعميق التعاون والترابط الثقافي بين مواطني دول المجلس، وتعزز فرص التعاون والتواصل المشترك بينهم، وفي الختام لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للإخوة أصحاب السعادة وكلاء الوزارات على جهودهم المتميزة في الإعداد والتحضير لعقد هذا الاجتماع، متمنيا لاجتماعكم التوفيق والنجاح”.
وبعد انتهاء أصحاب السمو والمعالي من عقد اجتماعهم، تم عقد اجتماع جمع أصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة والسياحة بدول المجلس، ترأس الاجتماع معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة.
واختتم الاجتماعان بإقامة حفل لتكريم شخصيات مختارة من أبناء وبنات دول المجلس التعاون، ساهمت في اثراء الجوانب الثقافية والفنية والأدبية في دول المجلس، وتم تكريم شخصيتين من كل دولة خليجية.
وقدم الأديب الكويتي طالب الرفاعي – أحد الشخصيات المكرمة في الحفل- كلمة نيابة عن المكرمين، أشاد فيها باللفتة الكريمة وأثر الثقافة والأدب والفن على أصحابه وعلى بلدانهم، كما تحدث عن الاصرار والتضحيات الكبيرة التي يجب أن يحوضها كل مهتم بمجاله، على مختلف المجالات، لكي يتوج بالنجاح والانجاز والتفوق والتميز والابداع.
مشيرا إلى أن التكريم لا يقف عند أصحابهم، بل هو تكريم للثقافة الخليجية والفكر الخليجي بشكل عام.
وقد تم تكريم كل من الدكتور والروائية جوخة بنت محمد الحارثية، والمخرج الفنان يوسف بن محمد البلوشي من السلطنة.
ومن دولة الامارات كل من الدكتورة فاطمة الصايغ، والخطاط محمد التميمي.
ومن مملكة البحرين كل من الفنان المطرب خالد الشيخ، والفنان المصور خالد المحرقي، ومن المملكة العربية السعودية تم تكريم كل من الفنان كامل المعلم، والدكتور سعد البازغي.
ومن دولة قطر الفنان الممثل المسرحي والتلفزيوني غازي حسين ابراهيم، والدكتورة مريم عبدالرحمن النعيمي، ومن دولة الكويت كل من الأديب طالب الرفاعي، والدكتور حسين عبدالله المسلم.
شؤون عمانية