هاني عوكل
أشاد مشاركون في ندوة «المعاجم اللغوية العربية.. سبل النهوض»، التي عقدها مركز الخليج للدراسات في دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر صباح أمس، بجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في دعم اللغة العربية، وتوجيه سموه بالعمل على مشروع المعجم التاريخي للغة العربية.
واتفق المشاركون في الندوة التي أدارتها صالحة غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، على أن المعجم التاريخي هو مشروع الأمة العربية الأكبر على هذا الصعيد، وأن إنجازه سيساعد في المحافظة على تاريخهم ومشروعهم الحضاري.
وفي السياق لفت أحد المشاركين إلى أن العام المقبل سيشهد الباكورة الأولى للمعجم التاريخي بدعم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي يحرص ضمن مشروعه الثقافي والتنويري على دعم اللغة العربية وفي القلب منها دعم اتحاد مجامع اللغة العربية.
وناقش المشاركون في الندوة واقع المعاجم اللغوية العربية، ولفت البعض إلى أن حركة الإنتاج العربية المعجمية ضعيفة ولا تواكب التطور المعرفي والعلمي على مستوى اللغة، وذهب فريق آخر إلى أن العرب سبّاقون في صناعة المعاجم اللغوية العربية وأن الواقع بخير، وثمة معاجم كثيرة ومتنوعة ومتخصصة أيضاً، لكنها بحاجة إلى تسويق وتطوير. وتطرق المشاركون إلى أن بعض المعاجم يغلب عليها الصبغة الفردية في التأليف، ومنها من يعاني مشكلات كبيرة وأخطاء لغوية وإملائية كونها تؤلف بدون رقابة، مؤكدين أهمية الرقابة في كل مايتعلق بمعاجم اللغة العربية والتنسيق بين دور النشر في هذا الجانب لتجنب إصدار معاجم ضعيفة.
وأوصوا بأهمية توحيد المفردات المعربة بين دول المشرق والمغرب العربي، وضرورة تعريب المصطلحات الأجنبية التي تستجيب للقواعد العربية، وإعادة صياغة العلاقة بين المعجم والمجتمع، ووضع آلية داعمة لثقافة استعماله.
وتوسع الحديث بين بعض المشاركين حول أهمية إنشاء معجم تربوي شامل، وطالب آخرون بمعاجم متخصصة وآخذة في التطور ارتباطاً بتطور اللغة والمفردات، في حين لفت بعض المشاركين إلى أهمية وجود معاجم سهلة وسريعة -معاجم الجيب- تلبي حاجات المجتمع الثقافية.
وأوصى المشاركون بإعادة النظر في المعاجم اللغوية الحالية وتطويرها بشكل شامل عبر الاستخدامات اللغوية الواقعية لتكون مواكبة لروح العصر، وكذلك دراسة إعداد معايير اعتماد المعاجم.
كما أوصوا بأهمية وجود مدونات وأدوات تخدم حركة إنتاج المعاجم، وعلى أن تتوفر ورقياً وإلكترونياً، حيث رأى العديد من المشاركين أن توفير معاجم إلكترونية على الشبكة العنكبوتية «الإنترنت» له خصائص كثيرة من بينها، سهولة الوصول إلى المعلومة بشكل سريع وسهولة حمل المعجم الإلكتروني، الأمر الذي يمكن الباحث القيام بعمليات معرفية تتعلق بتصريف الكلمة وجذورها بشكل سريع، إلى جانب سهولة تخزين المعجم وتطويره بشكل فعّال.
شارك في الندوة التي سينشر مركز الخليج للدراسات تفاصيلها في وقت لاحق، كلٌ من: بلال ربيع البدور رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم ورئيس جمعية حماية اللغة العربية، د. محمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، د. عيسى صالح الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، د. ماهر أحمد المبيضين رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الشارقة، د. عبدالفتاح أبو السيدة أستاذ اللغويات في جامعة الشارقة، د. إدريس ولد عتية أستاذ اللغة العربية في الجامعة القاسمية، د. لعبيدي بوعبدالله أستاذ مشارك بالجامعة القاسمية، د. أحمد عبدالموجود معوض أستاذ مساعد أصول اللغة بالجامعة القاسمية، د. أحمد عفيفي أستاذ في قسم اللغة العربية في جامعة الإمارات، د. خالد توكال أستاذ في جامعة الوصل، فهد علي المعمري مدير قسم الكتابة والنقد في هيئة دبي للثقافة والفنون، فاطمة المغني خبيرة في التراث وكتاباته، أحمد الصادق بوغنبو أخصائي مناهج لغة عربية، أمل فرح عوض كاتبة أطفال وناشرة.
الخليج