ندوة دولية بفاس حول موضوع "المكون العبري في الثقافة الأندلسية تلاقح اللغات والثقافات والديانات"
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده تنظم جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وكلية الداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز التابعة لها ندوة دولية في موضوع "المكون العبري في الثقافة الأندلسية تلاقح اللغات والثقافات والديانات" وذلك يومي 13-14 نونبر على الساعة التاسعة صباحا.
ويسعى أفق هذه الندوة الدولية إلى مقاربة مستويات حضور المكون العربي في الثقافة العربية الإسلامية بالأندلس والغرب الإسلامي، انطلاقا من المحاور التالية، على سيبل المثال فقط: مستويات حضور المكون العبري في الثقافة الأندلسية والثقافة المغربية. الاهتمامات الثقافية المتفرعة عن هذا المكون (الشعر، النحو، الفقه، النقد الأدبي، الفلسفة وعلم الكلام والمناظرات والجدل الديني …).
مستويات تفاعل المكون العبري مع المكون العربي الإسلامي (مستويات التأثير والتأثر). دور المدرسة اليهودية المغربية في النهوض بالتراث العبري المغربي والتراث العبري الأندلسي. دور المترجمين اليهود في نشر الفكر والثقافة العربية بالغرب (الترجمة وآفاق إعادة النظر فيها). الحضارة الأندلسية بوصفها نموذجا للتسامح الديني والاعتراف المتبادل بالآخر (التراث المادي وغير المادي).
حضور اللغة العربية في الانتاجات الثقافية اليهودية.
حضور العبرية في الانتاجات الثقافية العربية-الإسلامية في الأندلس وبلاد المغرب. الدرس المقارن بين العبرية والعربية. هذا واستطاعت الأندلس الإسلامية أن تشكل في تاريخ الإنسانية نموذجا حيا وملموسا للتلاقح بين الثقافات والحضارات والأديان، فضلا عن تأسيسها لمشروع حوار متقدم ومعرفي. ومرد ذلك هو ازدهار قيم التسامح الديني بين الأوساط العربية الإسلامية والغرب الإسلامي وشرقه، كما هو الشأن للديانة اليهودية والمسيحية، بالإضافة إلى تعايش عدة أعراق كالعرب والأمازيغ والزنوج والصقالبة … وغيرهم.
ومن المؤكد أن المقاربة الموضوعية للحضارة الأندلسية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال اقتناعها بأهمية التعايش النموذجي الذي كان قائما بين مختلف الديانات ومختلف الأجناس والأعراق.
فالحديث مثلا عن رموز وأعلام شامخة على المستوى الإبداعي والفلسفي واللغوي والديني كابن زيدون وابن هانئ وابن حزم وابن رشد … لن يكتمل إلا باستحضار رموز عبرية على غرار موسى بن ميمون، وأبراهام بن عزرا، ويهودا اللاوي، وبحيا بن باقودة وموسى بن عزرا والحريزي … وغيرهم.
فهذه الأسماء الكبيرة ساهمت في إبداع تراث إنساني مدون باللسان العربي وآخر عربي بلسان عبري والذي يتعارف عليه لدى المهتمين بالعربية العبرية، دون إغفال ما كان من هذا الأخير عبرانيا خالصا، علما بأن الإطار العام الذي كانت تتفاعل فيه هذه الثقافات ككل هو الإطار العربي والإسلامي.
وفي سياق الحديث عن الثقافة العربية بالأندلس ينبغي التنويه بالدور الريادي الذي قامت به المدرسة المغربية اليهودية من خلال الإشعاع الذي تميزت به مختلف المجالات المعرفية سواء منها المتعلق باللغة أو الفكر أو الإبداع.
مكناس برس
|