نضال برقان
برعاية مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الأستاذ الدكتور نضال الأحمد العياصرة وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية أقامت دائرة المكتبة الوطنية وبالتعاون مع أكاديمية تبارك العالمية ندوة بعنوان (اللغة العربية عنوان حياة) تحدث فيها كل من: الاستاذ الدكتور سمير استيتية، وأستاذ التفاوض الدولي - مشروع هارفاد الدكتور صلاح الفريجي، والدكتورة ناديا ابو عودة، وأدار الندوة الدكتور عمر الفجاوي.
قال د. استيتية: انه لابد أن تكون اللغة اي لغة مرنة قابلة لخدمة الأهداف التي يسعى المرء إلى تحقيقها، ولولا وجود المرونة في اللغة ما استطعنا من أن نحقق اي هدف من أهداف اللغة وفي مقدمتها التواصل.
وبين بأنه لكي تبقى اللغة قابلة للاحتفاظ بالمرونة لا بد من توفر أمور كثيرة في مقدمتها أن اللغة يجب أن تتسع لفهوم الناس المختلفة بحسب متغيرات الزمان والمكان و العمر والثقافة والشخصية والقدرات العقلية، كما يجب أن يكون في اللغة نفسها امكانات لغوية تجعلها قادرة على تطويع نفسها للمتغيرات التي سبق ذكرها.
واشار انه يوجد في العربية إمكانات هائلة مهيأة ومتاحة للاستخدام في تعريب المصطلحات العلمية؛ فالاشتقاق والتصريف والقالبية أمور تساعد العلماء على تعريب مصطلحات العلوم كلها. وأضاف أن مرونة اللغة العربية سببٌ من ديمومتها وانتشارها.
ووضح حول الادعاء المتكرر على السنة بعض الناس أن اللغة العربية لا تصلح لتدريس الطب والهندسة وسائر العلوم، وأن حل تلك المشكلة أو المفهوم الخاطيء يتمثل في أن تشكل لجان من كليات العلوم التي تدرس بالإنجليزية في الجامعات الأردنية بحيث يعمل معهم علماء متخصصون بالعربية لمساعدتهم في تجاوز المشكلة.
من جانبها تحدثت د. ابو عودة عن تدريس اللغة العربية الناطقين بغيرها حيث قالت إن تعليم اللغة العربية من الناطقين بلغات أخرى شهد إقبالاً كبيرا؛ فقد اتجهت نحو تعلمها شعوب المعمورة من أقصى غربها إلى أقصى شرقها، فقد أنشئت المدارس وفتحت المراكز والمعاهد والأقسام في الجامعات ويزداد الإقبال عليها، وأشارت إلى أن تعلم اللغة يعد مهمة عقلية معقدة، تختلط فيها المشاعر والأهداف والدوافع منها دوافع الإقبال لتعلم اللغة العربية من قبل الناطقين بغيرها، ومنها الاندماجية أو الانتمائية ودوافع دينية كالاسلام أو ربما الدراسات الإسلامية، الدوافع التكاملية والدوافع النفعية أو الوظيفية.
وأوضحت كيفية التحفيز على تعلم اللغة العربية من خلال تبصير الطلاب بالأهداف الكامنة وراء تعلم اللغة العربية، وتقديم اللغة في سياقها، وتقديم المحتوى ذي القيمة في حياة الطالب، وإظهار الاهتمام بالطالب وتشجيعه المتواصل على تعلم اللغة، والمشاركة الإيجابية للطلاب، والتنوع في الأنشطة.
من جانبه أشار د. الفريجي إلى أثر اللغة في فن التفاوض، وان التفاوض هو إحدى النظريات المعنية بصناعة القرار في كثير من النواحي الإنسانية، وان نظرية التفاوض في العلاقات العامة (الدولية) هي من النظريات التي تستهدف دراسة وتناول الأبعاد والمحددات التي يمكن من خلالها حسم المواقف.
وبين الهواجس التي تسببها اللغة في التفاوض وأثرها على الانسان من خلال المستويات منها التقدير، العلاقة، الاستقلالية، المكانة والدور وأنه لا بد من إعادة الصياغة في الكلمات والتعبير عنها بإسلوب جميل.
وفي ختام ورقته قدم خلاصة بأن القاعدة التفاوضية الأولى التي نريد تحقيقها هي (لا ترفض المفاوضات ولا تقل لا، بل أعد الصياغة للاتفاق لغويا وغير بعض الكلمات وأشعر الطرف الآخر بالاهتمام كي تكون مفاوضاً ناجحاً).
الدستور