للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

حملة قومية لحماية هويتنا ولغتنا الجميلة

د. حاتم عبدالمنعم أحمد

 

كانت مقالة "د.إسلام عوض" الأخيرة بعنوان: "أيها الإعلاميون.. ردوا إلى أم اللغات اعتبارها" التي تناول فيها لغتنا العربية؛ لغة القرآن الكريم وتعرضها للإهمال الكبير، بمثابة تحذير مهم لنا جميعًا، والقضية ليست شكلية؛ بل هي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالانتماء والشخصية القومية، ولذلك تهتم كل الدول ذات الحضارات بالحفاظ على لغتها وحمايتها.

بل إن ثورة يوليو أصدرت قرارًا بمنع الأسماء الأجنبية في كافة الأنشطة التجارية وغيرها، وأصبح مع سياسات الانفتاح في طي الكتمان، والغريب أنه في هذه السياسات انتشر الإسلام السياسي بكافة صوره السياسية والتجارية وغيره، ومع ذلك تراجعت اللغة العربية لغة القرآن الكريم؛ حيث ظهرت وانتشرت الأسماء الأجنبية حتى على المحلات الإسلامية، فمثلًا هناك محل شهير يجمع بين اللغة العربية والإنجليزية؛ وهو اسم غريب ومتناقض؛ حيث من المفترض للمسلمين فكيف؟ والمؤسف انتشار هذه الظاهرة للشركات الحكومية؛ فنجد شركة كبرى للاتصالات اسمها بالإنجليزية، وتمتد الظاهرة لمعظم مجالات حياتنا، فمثلًا الأندية الكروية؛ هناك أندية في الدوري الممتاز، وفى فرق الدرجة الثانية بأسماء أجنبية؛ برغم أن أصل الاسم عربي.. وغيره.

نحن أمام ظاهرة انتشرت بشدة، ويجب التصدي لها والتعامل معها، وهناك تجارب أجنبية كثيرة يمكن الاستفادة منها؛ ففي فرنسا صدر قانون اسمه "قانون توبون"؛ يلزم الجميع داخل فرنسا باستخدام اللغة الفرنسية، والمنع البات لاستخدام أي لغة أجنبية داخل فرنسا لجميع الجهات الإعلامية والمطبوعات والأسماء والإعلانات وجميع السلع والخدمات، وحتى كلمة إيميل ومصطلحات الإنترنت الحديثة وضعوا أسماء فرنسية بديلًا عنها.

وممنوع استخدام أي مصطلح بلغة أخرى غير الفرنسية، وبرغم كل هذه الجهود الرسمية للدولة، وهذه القوانين الملزمة لحماية اللغة الفرنسية، إلا أن هناك جهودًا شعبية أخرى مماثلة للحفاظ على اللغة الفرنسية في التعاملات العامة داخل فرنسا؛ حيث هناك حملة قومية شعبية لتنقيح اللغة الفرنسية الرسمية والعامية من أي كلمات أجنبية دخيلة، وهناك أيضًا التجربة الكورية في الحفاظ على لغتهم، خاصة بعد انتهاء الاحتلال الياباني لكوريا؛ حيث تم منع استخدام أي أسماء أو تعاملات بغير اللغة الكورية على كافة الأصعدة.

وهناك اهتمام كبير بمعلمي اللغة الكورية، ويخضعون لعدة امتحانات تحريرية وشفوية في الشعر القديم والحديث وقواعد اللغة قبل تعيينهم في المرحلة الابتدائية، وراتب هذا المدرس يبدأ بنحو 2300 دولار شهريًا، وهناك خمس قنوات تليفزيونية لتعليم اللغة الكورية تبث طوال الوقت، وفى الصين أيضًا تتكرر الاهتمامات السابقة، خاصة الشعر القديم والحديث والمعلم، ونفس الالتزام في ألمانيا، وفي اليابان يحصل المعلم على نحو خمسة آلاف دولار شهريًا، وفى كل هذه الدول تجرم الدروس الخاصة، ومن هذه التجارب الدولية هناك عدة مقترحات للحفاظ على لغتنا الجميلة ، لغة القرآن الكريم نوجزها في الآتي:

1- صدور قانون من مجلس النواب لحماية لغتنا الجميلة ؛ بمنع أي أسماء أجنبية أو تعاملات بكافة الصور بغير اللغة العربية.

2 - على مجمع اللغة العربية تنقيح لغتنا الجميلة من أي كلمات دخيلة على لغتنا، وإيجاد مصطلحات باللغة العربية لبعض المستجدات مثل الإيميل وغيرها من مستجدات معاصرة.

3 - تنظيم حملات شعبية لحماية اللغة العربية في التعاملات العامة.

4 - الاهتمام المتزايد بالمعلمين بوجه عام، ومعلمي اللغة العربية بوجه خاص، وضرورة الخضوع لاختبارات شفهية؛ لضمان حسن النطق، وإجادة إلقاء الشعر القديم والحديث، وإعادة النظر في مرتبات المعلمين، وأعضاء هيئة التدريس؛ لأنها هي التي تخرج هؤلاء المعلمين. 
5 - الاهتمام بمناهج اللغة العربية، ومراجعتها لكي تتضمن مزيدًا من الشعر القديم والحديث، وقصصًا لكبار الأدباء؛ حيث إن هناك تراجعًا واضحًا في هذا المجال؛ حيث اختفت تقريبًا قصص العقاد وطه حسين، وحل محلها قصص لا تقارن بأعمال الكتاب الكبار السابقين، وعلى الإعلام، خاصة التليفزيون تخصيص مزيدًا من الاهتمام ب لغتنا الجميلة ، والنظر لهذه القضية على أنها قضية أمن قومي، مع طرح القضية ومناقشتها على مستوى جامعة الدول العربية؛ لتنسيق وتكامل الجهود، لرفع شأن هذه اللغة التي كرمها المولى الكريم بأن جعلها لغة كتابة القرآن الكريم، والأخير.. والله المستعان.
 

الأهرام

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية