للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي التاسع للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الأكاديمي المغربي الودغيري يُقرن "اللغة العربية" بالوحدة والمعرفة

وائل بورشاشن

 

يستمرُّ الأكاديمي المغربي عبد العلي الودغيري في البحث في "وضع اللغة العربية الفُصحى في المرحلة الرّاهنة، وما تعانيه من جهة خصومها وذويها"، معنونٍ بـ"العربية أداةً للوحدة والتنمية وتوطين المعرفة".

وذكر الأكاديمي المغربي، في مقدّمة كتابه، أنّه عمل فيه على "متابعة ما لم تكن دراستُه قد استُكمِلت في المعالجات السابقة؛ كقضية العربية وأهمّيتها في التنمية الشمولية والإقلاع الاقتصادي وبناء أُسُس الوحدة الفكرية والثقافية والسياسية، وتقوية اللُّحمة بين مكوِّنات المجتمع وعناصره داخل كل شعب من الشعوب العربية من جهة، وبين هذه الشعوب ودُوَلها بعضِها ببعض من جهة ثانية، ثم بينها وبين بقية شعوب الأمة الإسلامية من جهة ثالثة، وما استجَدَّ بحثُه والنظرُ فيه من زوايا معيَّنة كقضية العربية ولغة التدريس وتدريس اللغات، والعربية في سياق العولمة الاقتصادية والثقافية، والعربية في منظور الحركة الوطنية التحرّرية من خلال نموذج مغربي".

ووضّح الودغيري أن في كتابه الجديد خمسة مباحث تَنتظِم في موضوع واحد، تنظُر فيه وتتناوله من زوايا وأبعاد مختلفة؛ وهو وضع اللغة العربية الفُصحى في المرحلة الراهنة، وما تعانيه من مشاكل وتحدّيّات قد تأتيها من جهة أعدائها وخُصومها، مضيفا أنّ هذا "أمرٌ مفهومٌ"، أو من جهة أهلها وذَويها وفي بِيئاتها، وداخلَ مجتمعاتها الحاضِنة لها، وهو ما يرى أنّه "قد يَستعصي أحيانًا على الفَهم، وإن كان لا يحتاج إلى عناءٍ في توضيحه وتوثيقه، لأن لسانَ الحال ناطِقٌ به، والواقع شاهِدٌ عليه".

ويذكّر الودغيري في كتابه بما قاله في مناسبات متعدّدة، حول كون "العَقَبة الكَأداء الحقيقية، في واقع العربية الحالي متمثِّلةٌ في وجهين وكامنةٌ في أمرين اثنين، وكلاهما من الأمور الخارجة عن طاقة اللغة وقُدُراتها الذاتية وبِنيتها ونظامها الخاصّين".

ويذكر أنّ أوّل الوجهَين "متعلِّق بمرحلة الضَّعف الحضاري العام الذي تمرُّ به أمَّتُنا العربية الإسلامية، ويتشابَك فيه ما هو ثقافي واجتماعي بما هو اقتصادي وسياسي". وزاد: "ويوم يتغيَّر هذا الوضع من الأسوإ إلى الأحسن، سيتغيَّر معه وضعُنا اللغوي بشكل تلقائي ويَقيني. فهَوانُ اللغة من هوانِ أهلها وقوتُها وعِزَّتُها من قوَّتهم وعِزَّتهم".

واستدرك الأكاديمي قائلا: "لكننا إلى جانب ذلك نؤمن بأن العامل اللغوي له دورٌ مهم وأساسي في إحداث التطوّر الحضاري المنشود بكل جوانبه الاقتصادية والثقافية والسياسية. فإذا فهمنا أن التنمية الشاملة لا يمكن أن تتحقق إلا في مجتمع المعرِفة الذي تصل فيه درجةُ الوعي حدَّ الإشباع، وأن هذا الأمر لا يتمّ إلا بتعميم التعليم وتوطين العلم والتقنية بعد الهضْم والتمثُّل، وأن ذلك بدوره لا يتحقَّق إلا بلغة الأمة المشترَكة الموَحَّدة والمُوحِّدة، أصبح من باب التلازُم وتحصيل الحاصل أن نفهم أن هذه اللغة هي الحجرُ الأساس في كل بناء سَليم متينٍ، وكل نهضة وتنمية وإقلاع منشود".

ويرى عبد العلي الودغيري، في كتابه الجديد، أن الوجه الثاني للعقبة الكأداء التي تواجه العربية هو أنّ "قوة اللغة أو ضعفها كامِنان في موقف أصحابها ومجتمعاتِها منها؛ في كيفية تعامُلهم معها، ونَظرتهم إليها، وارتباطهم بها. فهي تستمدُّ روحَها وطاقَتَها وقُدرتَها على الحياة والنهوض ثم التطوّر والازدهار، فالصمودِ والاستمرار، من حرارة الحبّ التي يمنحُها إياها أهلُها ومجتمعُها، ومن مقدار ما يُحيطونَها به من عناية ورعاية واهتمام واعتزاز (...) ولا يمكن أن تتَفتَّح أزهارُها وتنضج ثمارُها وهم يَبخلون عليها بما هو ضروريٌّ لغِذائها ونموِّها"، وزاد مؤكّدا: "ليس غِذاءُ اللغة شيئًا آخر سوى استعمالِها والعناية بها".

واسترسل الأكاديمي المغربي قائلا في مقدّمة كتابه الجديد: حين نعالج سوء ما تلقاه لغتُنا التي هي وعاءُ حضارتنا وعنوانُ هويَّتنا، في بيئاتها ومجتمعاتها على يد أهلها وذَويها من نُكران واستخفافٍ وزِراية وإهمال، ونُقبِل عليها بما تستحقه من حب وتقدير، ونعترف بقيمتها في وجودنا وحياتنا، ونَعِي أهميَّتها وضرورتها في حل كثير من قضايانا المجتمعية والثقافية وحتى السياسية والاقتصادية والتنموية، وحين يتحسَّن وضعُنا الحضاري العام بكافة مكوِّناته ويتجاوز مرحلة التردّي التي توقَّف عندها، إذ ذاك سنجد أن كل الأمور الأخرى التي تُصوَّر لنا على أنها مشاكل مستعصِية طالما اتُّهِمت بها العربية ظُلمًا وتعسُّفًا، آخِذةٌ في الزَّوال والذَّوَبان بأسهل مما كنا نتصوَّر وأسرع، لأنها لم تكن من الأمور الأساسية والجوهرية وإنما تمَّ تضخيمُها وتهويلها أكثر من اللازم لصد الناس عن لغتهم وتنفيرهم منها.

ولا ينكر الودغيري، في "العربية أداةً للوحدة والتنمية وتوطين المعرفة"، وجود "العيوب والنقائص" التي "لا تخلو منها لغةٌ بشرية، ولا شيء منها يستعصي على الإصلاح والمعالجة إذا توفّر المناخُ المناسٍب والنيَّة الحسنَة، والإرادةُ والعزيمةُ، والتخطيط المُحكَم". ويضيف قائلا: إن إصلاح اللغة ـ أية لغة ـ يأتي مع تحريك عجلتها، وتشغيل آلياتها، ومتابعتها في سيرها، وملاحظة ما يعوقُها أثناء ذلك. فـ"حياةُ اللغة في الاستعمال وموتُها في الإهمال".
 

هسبريس

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية