للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة العربية و الرؤية الوطنية 2030

 اللغة العربية و الرؤية الوطنية 2030

        اللغة العربية أيقونة التواصل ، و أداة التفكير ، وينبوع العلم ،  تعد من أهمّ مؤشرات تطوّر الأمة وازدهارها، لقد خلبت بعمق دلالاتها و غزارة معانيها شغاف رؤية المملكة 2030؛ ،بوصفها الأنموذج اللغوي ،و المكوّن الرئيس للهوية الوطنية ، مؤكدة أن الشعوب التي لا تحفظ لغتها، ستخسر ماضيها، وتفرّط في مستقبلها.

         لقد تربعت الفصحى على عرش اللغات الإنسانية كافة ؛كونها لغة الوحي ، و الوعاء الحضاري الذي يختزن ذاكرة الثقافة العربية و هويتها، ما دفع المستشرقين  للعكوف على دراستها ؛ لاكتشاف ما تفرّد ت به من سحر وجمال, فقد أسبغ عليها القرآن الكريم حلل الإعجاز  ، و وهبها خلودًا  سرمديًا ، و حضورًا عالميًا ، وزانها فصاحةً وبلاغة و سعة و مرونة ، وكان يتوجب على طالب أي علمٍ أن يتعلّمها أولا؛ ليستقيم لسانه ،و تقوى ملكاته  ، قال تعالى : وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هَذا القُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ، قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُم يَتَّقُونَ" (27-28سورة الزمر).

      إبّان فترة ازدهار الأمّة الإسلامية، بلغت اللغة العربية شأوًا عظيمًا ؛ لتكفلها بحفظ  التراث الإنساني ، واستيعاب جميع المصطلحات المستحدثة ، ولما أشرقت  النهضة الأوروبية بادر الأوروبيون بترجمة المؤلفات العربية إلى لغاتهم، ولا تزال آلاف المخطوطات العربية في مكتباتهم شاهدة على براعة الفصحى في التواصل الحضاري و وفرة الإرث الإسلامي فيها.

     وفي ظلّ الانفجار المعرفي الذي يشهده العالم تزداد مسؤوليتنا تجاه لغتنا ؛فنحن معنيون بدراستها ، واستخدامها في محادثاتنا وكتاباتنا ومعاملاتنا و أسماء مؤسساتنا و محلاتنا التجارية ، وقد تحمّلت المملكة العربية السعودية مسؤوليتها الدينية والقومية تجاه اللغة العربية على أتمّ وجه .

 و احتفاؤنا باليوم العالمي للغة العربية الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثامن عشر من ديسمبر من كلّ عام، يأتي في سياق الاعتراف بها كلغة رسمية ، و ذلك بعد اقتراح قدّمته المملكة العربية السعودية، والمملكة المغربية في الدورة 190 للمجلس التنفيذي لليونيسكو.

        و عند التأمل في المقومات الأساسية لرؤيتنا الوطنية 2030 نجدها تولي جُلَّ عنايتها؛ لترسيخ الانتماء للعقيدة والوطن، والمحافظة على الهُوية الوطنية، وبناء الشخصية على أسس من القيم والعلم ، والاستفادة من تاريخ الآباء والأجداد، والانطلاق من الثوابت وركائز القوة الحقيقية، لتقوية نسيج المجتمع، واستشراف المستقبل.

      وفي إطار برنامج التحول الوطني تنبري هذه الإستراتيجية الوطنية بأبعادها الجوهرية و أفكارها العملية ؛ لتصب أهدافها الحيوية في تحقيق مبدأها السامي «العناية بالهوية الوطنية واللغة العربية والتعليم» وبتصميمها لهذه المنظومة المتناغمة ( الهُوية و اللغة و التعليم ) تؤكد على أهمية تكامل هذه القيم الثلاث ؛ باعتبارها دعائم أساسية في صناعة الشخصية الوطنية ، فلا هوية دون لغة و لا قيمة للغة دون تعليم ، و هذه الالتفاتة الكريمة للغة العربية  تحمل بين خافقيها رسالة نبيلة، توقظ فينا مشاعر الفخر و الاعتزاز بسيدة اللغات ، و تشعل فينا روح المسؤولية  تجاهها ؛لنحافظ عليها ، ونعززها في نفوس أجيالنا القادمة ، وهذه المسؤولية لن تؤتي أكلها الطيب إلا بتعاضد الأسرة و المدرسة و المجتمع ؛ لبناء شخصية الجيل الواعد و ترسيخ  قيمه الإيجابية و تنمية مهاراته الشخصية و تغذيته بالسلوكيات الحميدة.

           و في ظل هذا الطموح الوطني يتوجب علينا أن نوحد الرؤى ،و نستثمر الطاقات في رسم إستراتيجية وطنية  شاملة تستهدف  تمكين اللغة العربية ،ومنحها الأولوية في مدارسنا و معاهدنا و جامعاتنا ، و تعزيزها من خلال البرامج التنموية و الدراسات اللغوية و البحوث العلمية و المبادرات النوعية ،ما يضمن تحقيق الأهداف المنشودة من تعليم اللغة العربية التي تمثّل أحد أهم عناصر الهوية الوطنية.

              و من أسمى الشواهد على  ريادة المملكة العربية السعودية في خدمة لغة الكتاب الكريم  بزوغ شمس مجمع الملك سلمان العالمي في مارس (آذار) 2019 ، الذي يعدّ من المبادرات الإستراتيجية الوطنية لوزارة الثقافة السعودية، للمساهمة في تعزيز دور اللغة العربية من خلال الدراسات و التطبيقات و البرامج و الأنشطة  وترجمة الإنتاجات المعرفية ، وتعريب الألفاظ وإعداد الأبحاث اللغوية العربية التي تمكّنهم من مواجهة تحديات الحاضر، ومستجدات المستقبل ،وتثري المحتوى العربي في مختلف المجالات، وتكشف عن العمق اللغوي و الثقافي إقليمياً وعالمياً.

           ختامًا لنستلهم رسالتنا في الاهتمام بلغتنا الأم من المقولة السامية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله و رعاه-: "يجب على المواطنين، وخاصة الشباب والشابات، أن ينهلوا من لغتهم العربية؛ ليتمكنوا من خدمة دينهم ووطنهم أكمل الخدمة، وعليهم أن يحذروا من الشوائب والمفردات التي لا تتفق مع اللغة العربية أو تؤثر عليها سلباً ".

مشرفة اللغة العربية بمكتب التعليم بالقطيف

الأستاذة كفاح بنت حسن المطر

 

جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية